بعد تولى رئيس المؤسسة انف ابانمي مؤسسة البريد السعودي بدأ البحث عن مستشارين يعلم فيهم الفكر النير والقدرة على التحسين والتطوير لمساعدته في إدارة المؤسسة ، ولم يدم هذا البحث طويلاً لأنه كان على علم ودراية في أشخاص محددين معظمهم من الزملاء والمعارف الذي يرى فيهم من وجهة نظره أنهم قادرين على العمل والتطوير ولم يتعمق معاليه في دراسة الجدوى منهم ومن نوعية خبراتهم وقدرتهم .
فبدأ بالتقاطهم وتعيينهم في المؤسسة برواتب وعقود ضخمة طمعاً في أن يرى منهم أي تأثير إيجابي على سير هذه المؤسسة ، فأصبحنا نرى يومياً سير ذاتية ترسل على البريد الالكتروني مطبوعة في مكروسوفت وورد تخبرنا بأن هذا الشخص يملك مؤهلات وخبرات و و و ، ولا يخفى على العقلاء بأن كل هذا ولحد الان ظاهرياً والميدان هو قاعة الاختبار النهائي !
مضى وقت طويل على هؤلاء المستشارين ولم يرى النور أي افكار لانشاء خدمات أو حتى أي تطوير للخدمات الحالية ، ولم يكن هناك أي جديد سوى النزف والهدر المالي الذي سببته العقود والمزايا المبرمة معهم ،
فأصبح معالي الرئيس يجتمع معهم بشكل شبه أسبوعي وأكثر من ذلك ولم يصدر عن هؤلاء المجموعة أي شيء إيجابي يذكر سوى افكار وقرارات لا تتعدى كونها خدمات موارد بشرية !
كدعم لخدمة ميزتي ، فكرة استثمار لنقود الموظفين ، فكرة دفع حوافز لموظفي المكاتب الامامية والموزعين والكارثة يتم اخذها من حقوق موظفين آخرين - فكرة ترقيات - فكرة تخفيض التأمين الطبي لتوفير مبالغ في ميزانية البريد بدلا عن التي استهلكت بسبب الرواتب الضخمة الخاصة بهم - عروض شكرا - الغاء مكافاة الحج ظنا منهم بأنه عمل إيجابي أمام وزارة المالية - وضع تقييم اداء يحرم الاف الموظفين من مكافاة رمضان لتوفير مبالغ يستطيعون الدفع منها لموظفين اخرين في الميدان - وشيل من هنا ، وحط هنا ، وزوبعة ومشاكل و و و
ماهذا يا سادة ؟؟!!
دمرتم البريد السعودي ، المنافسين ابتلعوا السوق وأنتم ليس لديكم سوى شيل موظف وحط موظف وخفض ميزات و خفض مكافات ، وبالتالي لم يعد للبريد السعودي أي حصة في السوق ! وإيراداته تدمرت ، وسيأتيني مطبل الان يقول انت كاذب إيراد البريد ارتفع العام السابق !
وطبعا هذا غير دقيق ، والصحيح أن الإقبال على البريد السعودي انخفض بنسبة 30% لصالح المنافسين ، وحتى يتدارك البريد السعودي الأمر رفع الأسعار إلى ما يلامس الضعف ، فكانت هناك زيادة ظاهرية طارئة ، لكن العملاء ليسو بأغبياء سيتركون البريد جميعهم وسيذهبون إلى المنافسين في العام القادم على أبعد تقدير وحينها ستحدث كارثة سيضطر المستشارين للبحث عن المزيد من الافكار لتغطية هذه العجوزات المتوالية والتي ستكون على حساب الموظفين ! وهذا سيكون أول مسمار يدقونه المستشارين في نعش الإدارة الحالية للبريد السعودي !
ما الحل ؟؟
الحل في أن يسارع الرئيس بإعفاء جميع المستشارين والمتعاقدين الآخرين ويبقي واحد او اثنين للموارد البشرية لان افكارهم محصورة في هذا المجال لا أكثر ، والبحث عن مستشارين لديهم خبرة ميدانية في البريد والشحن والتنسيق ، وأن ينافس البريد السعودي في مجال صميم عمله وهو قادر بمشيئة الله ثم بفضل الكثافة العددية للموظفين والانتشار الواسع للمكاتب وكونه الناقل الوطني الرسمي في المملكة وأن يترك عنه الأفكار والخيالات التي جاء بها أصحابه من المستشارين التي لا تتعدى كونها لعب أطفال مع احترامي للقارئ !
نحن على علم بمعظم خطط هؤلاء المستشارين ، والذين يخططون إلى تقسيم موظفي البريد السعودي إلى قسمين ، قسم يعمل في الميدان ، هؤلاء ستبقى ميزاتهم على ما هي عليه ، بل وقد يحصلون على فتات إضافي من بقايا ما سيسلب من الموظفين الاخرين ذوي القسم الاول الذين سيهمشون ويتم الضغط عليهم لترك البريد بعرض أو بدون عرض ، ولن ينظر بعد ذلك إلى شكاويهم ولا إلى ظروفهم ، لكن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالظلم بل إنه حرمه على نفسه وجعله بين العباد محرماً ، فلن يتقدم البريد ولا مستشاريه ولا رئيسه ولن يوفقون إذا كان لديهم أي مشروع يظلم فيه الموظفين أو يقتص من حقوقهم أو مزاياهم ، لأن الله سبحانه وتعالى قريب يجيب دعوة المظلوم !
و اذا استمر هذا الوضع فسينهار البريد وبذلك ترقبوا التفاته من اولياء الامر حفظهم الله لانقاذ الوضع الذي سيكون على حساب ادارة المؤسسة ومستشاريها وخط الرجعة سيكون صعباً حينها !