مؤسسة البريد السعودي تواجه تحديات اقتصادية كبيرة تؤثر مباشرة على مسيرتها القادمة و يتولد لدى الكثير هاجس من أن يمتد تأثيرها سلبا على البريد ومنسوبيه ، و مدى مقدرة المؤسسة على الإيفاء بالمستلزمات المالية التشغيلية لها ، و هنا تبرز أهمية المبادرات الفردية الصادرة عن معالي رئيس المؤسسة ومستشاريه لإعادة النظر في مدى فاعلية الأنظمة الداخلية في إدارة الميزانية. و قد يتبادر لذهن الكثير بأن أفضل و أسرع طريقة لمجابهة هذه الأزمة هي تقليص النفقات (مثل: تحجيم خارج الدوام والانتدابات - تقليص الدورات التدريبية مدفوعة الأجر ، النثريات، البدلات) ، وأيضا من جانب آخر و على مستوى عالي بتدخل من المجلس الاقتصادي ( تسريح بعض الموظفين بطرق نظامية ) لتقليل العبئ الأكبر على المؤسسة .
وما نلمسه مؤخرا من تنفيذ هذه التوجهات من قبل معالي الرئيس لهو دلالة واضحة على السير بالاتجاه الصحيح والذي قد يراه الآخرون بمنظور سوداوي نتيجة نظرتهم الأحادية الجانب ، ولكن في الحقيقة هو التصرف الصحيح وفي الوقت الصحيح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من انحراف هذا القطار البريدي عن مساره وإعادته لمساره الصحيح حتى يستطيع أن يستمر في التشغيل والعطاء ويستفيد منه العامة .
السندباد