السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخوة الأفاضل الكرام تحية طيبة .. وبعد.

يقال في الدارج العربي عمّن يستطيع الآخرين خداعه بسهولة أنهم (لبسوه الطاقيّة!), وواقعًا محاولات تلبيس (صغار الموظفين) الطاقية قائم على قدم وساق, ليس فقط بما يكتبه هنا بعض (((الإيجابيين))) وليس فقط بما ينشر عبر البريد الإلكتروني الرسمي , بل أن بعض الدورات التي يُصرف لأجلها من خزينة البريد إنما هي (تلبيس طواقي) على شكل دورات تدريبية (من واقع تجربة وحضور لبعض الدورات) ..

وواقعًا ليس على الموظف الإحباط أو عدم الإخلاص في العمل كما يُلمح لذلك بعض (((الإيجابيين))) عندما يتحدثون عن المعترضين على بعض سياسات المؤسسة, بل على الموظف أن يكون فطنًا وحذرًا مما يدور حوله, ولا أن ينخدع ببعض الشعارات أو الدورات أو المنشورات هنا وهناك لكي ينسى الموظف أنه ظُلم بتقييمات مجحفة, غير عادلة, لا تتناسب والعمل المناط له!

نعم يجب أن نكون حريصين على (تحليل) لقمة العيش لكن ليس علينا أن ننسى من ظلم ووضع الموظف تحت ضغط شديد طوال العام وفي بيئة عمل غير صحية.

نعم يجب علينا أن لا نيأس ولكن ليس علينا أن نشيح بوجوهنا عن المحسوبيات النتنة التي أزكمت الأنوف!

نعم علينا أن نعمل بجهد وإخلاص لكن لا بد أن نتذكر أن هناك العديد من المشرفين والمدراء الذين لا يصلحون لمناصبهم ومهماتهم ورغم ذلك بقوا فيها .

نعم علينا أن لا نجعل المكافآت والبدلات هي همنا الأول والأخير ولكن ليس علينا أن ننسى أن هناك من يجلس خلف أبواب مغلقة من وراء الشاشة ويستلم مكافآت وبدلات خيالية لا تتناسب وجهوده قطعًا!

بدلًا من محاولة تلبيس الموظفين الطواقي يا سعادة المدراء والمشرفين بالإيميلات والدورات و بجحافل الإيجابيين هنا عليكم بتصحيح الأمور وتقييم الموظفين تقييمًا عادلًا وإعطاء كل ذي حقٍ حقه وإنهاء المحسوبيات النتنة وإزالة المدير والمشرف الغير كفؤ

للمعلومية: لم أكتب ما أكتب لأن تقييمي أقل من 100% مثلًا أو أنني غاضب لأن المكافأة لم تنزل , فأنا لم أنزل عن تقييم 100 في أي تقييم سابق, ولست بحاجة ماسّة للمكافأة, بل استفزني ما يُحاول الآن أن يتم من تطبيع الموظفين عليه من وضع ( احمد ربك ) ( الوضع عال العال ) ( ما عليك من محسوبيات غير ) ( خلك في نفسك ) .. إلخ!

نعم سنعمل ما يأمرنا به ديننا الحنيف ووفقًا لرؤية ولاة الأمر في خدمة الوطن والمواطن وبما يمليه علينا ضميرنا الحي... لكن لا ديننا الحنيف ولا ولاة الأمر ولا ضميرنا الحي يسمح لنا أن نكون شاهدي زور صامتين عن الحق فالساكت عن الحق شيطان أخرس!