الخليجيون يناقشون غدا تأسيس شركة مشتركة للبريد ودراسة تحدد رأس المال والحصص
د. محمد بنتن لـ «الشرق الأوسط»: مجلس الإدارة يحدد نوعية المشاركة فيها * البريد السعودي يفوز بجائزة أوروبية عبر شركة «ناقل
تناقش دول الخليج العربية، غدا الأحد في الرياض، خطوات أكثر تفصيلية حول إمكانية إطلاق شركة للبريد في الدول الست، وهو الأمر الذي يعني دخول هذه الشركة في منافسة مع الشركات العالمية في النقل البريدي، حيث تعد المنطقة الخليجية إحدى أهم المناطق بالنسبة لتجارتها، إذ تسعى الدول الخليجية لمحو الصورة النمطية التي عرفت بها الخدمات البريدية في المنطقة خلال السنوات السابقة، إضافة للاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لديها والتي استفادت منها كثيرا من الشركات العالمية.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد بنتن رئيس البريد السعودي، أن الاجتماع الوزاري سيناقش ترسية الدراسة النهائية لإنشاء الشركة الجديدة على أحد بيوت الخبرة للتعرف على الجدوى الاقتصادية ورأس المال وتوزيع الحصص على الدول المؤسسة لها.
وذكر بنتن الذي زار العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي للمشاركة في مؤتمر أوروبي عن البريد وترأس إحدى جلساته وشارك في أخرى، أن الدراسة المزمع إجراؤها ستتولى أيضا تحديد مجالات الأعمال أمام الشركة الجديدة، إضافة إلى أمور محورية في الإعداد لتأسيسها لتقديم خدمة البريد للمواطنين والمقيمين في دول الخليج بصورة تجارية ومنافسة.
وأوضح بنتن أن الدراسات السابقة أوضحت جدوى تأسيس مثل هذه الشركة، مفيدا أن الدراسة التي سيتم إجراؤها ستكون أكثر تفصيلا وتحديدا لرأس مالها، مشيرا إلى أنه في حال إقرارها فإن مجلس إدارة البريد السعودي سيناقش إمكانية الدخول في الشركة الجديدة من خلال شركة ناقل التي يملكها في المملكة حاليا أو الدخول بشكل عيني أو مالي.
وشدد رئيس البريد السعودي على أهمية الخدمات البريدية، مؤكدا أنه لا يمكن ان تنجح التجارة الالكترونية وحلول الحكومة الالكترونية من دون توفر بنية تحتية متطورة للخدمات البريدية، مفيدا أن خطتهم تهدف إلى تحسين الخدمة البريدية وجعلها بنية أساسية لجميع الخدمات، موضحا أن الخدمات البريدية ستكون من أجدى الطرق في تواصل الدولة مع المواطنين والمقيمين على أراضيها. وأبان رئيس مؤسسة البريد السعودية، أن عام 2009 سيكون المحك الحقيقي لانتهاء الخطة الاستراتيجية القصيرة الأولى والتي بدأت قبل عامين، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى تغيير الصورة النمطية عن الخدمات البريدية السابقة لدى الناس وصولا لأن تكون خدمات يلمسون فوائدها عن قرب.
يشار إلى أن شركة ناقل التي تأسست قبل عام تقريبا، فازت في المؤتمر الأوروبي للبريد الذي عقد في لندن بأفضل شركة بريدية من حيث التطور والمقدمة من شركة أي بي أم IBM، حيث تمنح الجائزة للمؤسسات البريدية التي تجري تغييرات كبيرة مع التركيز على تحقيق مهمتها والنتائج الاساسية. ويتضمن ذلك دور مكتب البريد في تحقيق الأرباح واستغلال مهارات وإمكانيات العاملين والمعدات وتوفير شروط عمل جديدة ونقل الوظائف غير الرئيسية الى الخارج. وتأتي نشأة «ناقل» بعد شراكة بين البريد السعودي و«هلا اكسبريس» نشأت لإقامة «ناقل»، وهي شركة لوجستية على مستوى عالمي لتوصيل البريد لمختلف مناطق المملكة، فضلا عن خدمة الاحتياجات الاخرى للأعمال التجارية. وأصبحت «ناقل» اكبر شبكة نقل لوجستي برية ووصلت خدماتها الى 6000 مدينة وقرية. واستطاعت شركة البريد السعودي توفير النفقات وتقديم خدمات توزيع موثوقة لزبائنها. وحول الجائزة، عبر بنتن عن امتنانه وفخره بها، مشيرا إلى أنها تعبير دولي بما أنجز في البريد السعودي، مؤكدا أنهم متجهون إلى المنافسة الدولية، ومؤملا أن تساعد هذه الجائزة المواطنين والمقيمين على تفهم مدى التطور الذي يشهده البريد السعودي.
وقدم رئيس مؤسسة البريد السعودي إحصائيات عن البريد في السعودية مقارنة مع دول أخرى، مؤكدا أن حصة الفرد في المملكة من الرسائل 15 رسالة في العام معظمها للمقيمين، بينما في الولايات المتحدة الأميركية فتصل حصة الفرد إلى 1800 رسالة في السنة، متوقعا أن ترتفع خلال الفترة المقبلة إلى 25 رسالة ثم إلى 75 رسالة في العام.