أعزائي الزملاء والإخوة المحترمين ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أكمل الآن بقية ماكتبته سابقاً عن السلع المزيفة التي تغزو العالم وينتشر خطرها بكافة أصقاع الأرض ، وذلك بغية استفادة الجميع بإذن الله :
يواجه المنتجون الأصليون صعوبات في التمييز بين المنتجات الأصلية والمقلدة ، فقد اكتشفت شركة ( سيبييه ) الفرنسية التي تنتج مصابيح السيارات أن في السوق بضائع مقلدة من نوعية رديئة لاتختلف عن بضائعها الحقيقية سوى بمسمار واحد ، وفي مثل هذه الحال يكون السعر المنخفض هو الدليل الوحيد على أنها مقلدة .
ومع أن التقليد يبدو غير مضرّ في نظر المستهلك العادي ؛ فإنه ينطوي في الواقع على أخطار كثيرة ، ففي الولايات المتحدة تبين أن قطع غيار مقلدة لطائرات ( بل ) المروحية قد تسبب في حادثتَيْ سقوط ، ونتيجة لذلك ربحَتْ الشركة الأم حكماً قضائياً بـ 41 مليون دولار ضد ثلاثة مدّعَى عليهم لإنتاجهم قطع غيار مغشوشة .
وفي الشرق الأوسط طلب متزايد على مستحضر مبيد للحشرات يشبه المستحضر الأوربي الشهير ( بف باف ) ولكنه - عكس المستحضر الأصلي - يحتوي مواد يمكن أن تشكل خطراً على الحياة إذا تم رشها بقرب الأطعمة .
أما قطع غيار السيارات المغشوشة التي تباع في أوربا وأفريقيا فتشمل قطعاً خطرة من ضمنها مكابح تحتاج خمسة أضعاف الوقت اللازم لتوقيف السيارة في حالة طارئة بالمقارنة مع المكابح الأصلية .
وتقدر قيمة الساعات السويسرية المقلدة المباعة بنحو 10 ملايين فرنك سويسري في حين أن قيمتها الأصلية هي أكثر من مليار فرنك سويسري .
وفي بريطانيا تقدر خسارة صانعي قطع الغيار نحو 100 مليون جنيه استرليني ، وهذا الرقم هو مايفوتهم تصديره للخارج .
وقد تمت مداهمة مصنع في إيطاليا ينتج قطع غيار مقلدة لسيارات ( فيراري ) وحلقات للأحزمة الجلدية من ماركة ( ديور ) وآلاف الأمتار من قماش سميك مطبوع عليه شعار ( ديور ) ودار فرنسية أخرى للأزياء من ( سيلين ) .
والمشكلة هي أن الدول التي تتم عمليات التقليد على أراضيها لاتتخذ إجراءات فعالة ضد المزيفين إلا نادراً .
لكننا كمستهلكين نستطيع حماية أنفسنا من الغش باتّباع مايلي :
- الحذر من العروض المغرية لأصناف تحمل اسماً تجارياً شهيراً .
- الحذر في انتقاء الأماكن التي تُعرَض فيها ، الاتجاه للمخازن وعدم الشراء من معروضات الشوارع .
- تفحَّص بعناية نوعية البضاعة التي تشتريها .
- الحصول على إيصال من البائع مع الحرص على أن يكتب البائع الاسم التجاري للبضاعة المباعة بحيث لا يقدر على التهرب من المسؤولية في حالة ثبوت أن البضاعة مقلدة أو مغشوشة .
وبعــــــــد :
إن التزامنا الحرص كمستهلكين لايجنبنا فقط شراء منتجات رديئة ؛ بل يساعد كذلك في الحد من الضرر الذي يصيب شركات صناعية تُعنَى بتوفير منتجات ذات مستوى عالٍ من الجودة .
والله الموفق .
المواصل