رقائق إلكترونية بدل الطوابع تحمل شتى المعلومات عن الرسالة وتستغني عن العاملين في توزيع البريد
كولون: ماجد الخطيب
موضة الرسائل والطرود والصناديق البريدية التي تصمم بشرائح او رقاقات إلكترونية تجتاح العالم، فبعد ان اعلنت مؤسسة البريد السعودية عن تسلم سكان مدينة الرياض ولأول مرة الطرود البريدية عبر شرائح إلكترونية، وعن شروعها بحملة لتركيب مليون صندوق بريدي في المنازل والمباني في العاصمة خلال 9 أشهر (انظر «الشرق الاوسط» المحليات، الخميـس 18 اغسطس 2005)، اعلن باحثون ألمان انهم يطورون نظاما بريديا جديدا يكفل فرز الرسائل والطرود إلكترونيا كلا حسب عنوان المرسل إليه. وقال البروفسور بيرند شولز ـ رايتر من جامعة بريمن (شمال) إن رقائق صغيرة قد تحل مستقبلا بدل الطابع وتضمن وصول الطرود والرسائل إلى العناوين بشكل أسرع وأرخص.
ويعكف شولز ـ رايتر مع مساعديه في معهد بريمن لعلوم العمل التطبيقية على تطوير «رقاقة ذكية» يتم التعرف على المعلومات فيها عن طريق موجات الراديو. وتحتوي الرقاقة، التي تشبه الطابع أو رقع اللصق، على عنوان المرسل وعنوان المرسل إليه مع معلومات إضافية عن المحتوى ( قابل للكسر كمثل) والوزن والكلفة ونوع الإرسال (مستعجل أو جوي). ويتولى جهاز كومبيوتر قراءة المعلومات بواسطة تقنية التعرف على الهوية لاسلكيا بموجات الراديو Radio Frequency Identification Device (RFID) ، وتوزيع الرسائل والطرود على خطوط إلكترونية متحركة تقود إلى محل تجميع الرسائل الموجهة إلى هذه المدينة أو هذا البلد. وهذا يعني أن البريد مستقبلا لا يحتاج إلى موظفين لفرزه، ولن تكون هناك حاجة إلى تجميعه في مخازن كبيرة، بل ويمكن «قيادته» إلكترونيا إلى السيارة أو القطار أو الطائرة التي ستحمله.
وذكر المهندس ارنستو موراليس أن الرقاقة في هذا الطور من البحث ما زالت لا تفكر، بمعنى أنها حاملة للمعلومات فقط. ولذلك يعكف العلماء حاليا على تطوير رقاقة ذكية تتعرف على المسالك إلى العنوان المطلوب بنفسها، بحيث تعطي إشارة إلى الكومبيوتر عن «رغبتها» الذهاب إلى مدينة ميونخ الالمانية مثلا، كما تكشف عن أقصر الطرق المؤدية إلى العنوان. ويكلف أنتاج الرقاقة الواحدة نحو يورو واحد، إي أنها أغلى من الطوابع ، لكن دائرة البريد مستعدة لبيعها حسب أسعار البريد السائدة لأنها ستقتصد بالكثير من تكاليف النقل والكهرباء والموظفين وتقلل العمل والجهد. وسيكون الهدف الرئيسي القادم هو انتاج الرقاقة بشكل كبير يضمن خفض سعرها إلى النصف. وطبيعي فان النظام الجديد لا يلغي ساعي البريد، إذ لا بد من قوى بشرية تنفذه وتراقبه. ولهذا سيحمل ساعي البريد مستقبلا «كومبيوتر جيب» يستخدم تقنية RFI التعرف على الهوية بموجات الراديو للتأكد من صحة العنوان. كما يتولى هذا الكومبيوتر رسم خريطة توزيع الطرود بما يكفل قطع أقصر مسافة داخل المدن. ويتطلب النظام تغيير كافة مكاتب البريد ومحطات توزيعه على مستوى ألمانيا وفرض النظام الجديد على كافة المدن.
وعلى نفس الصعيد، أعلنت وزارة التربية والبحث العلمي عن دعمها لمشروع رقاقات ورقية «ذكية» لفرز وحفظ المواد الغذائية. وتحتوي الرقاقة الجديدة على معلومات لفرز المواد حسب المحتوى بواسطة نظام التعرف على الهوية بموجات الراديو، وعلى معلومات تشي بفترة نفاذها، ودرجة الحرارة اللازمة لحفظها ومحتوياتها. وجاء في تصريح للوزارة أنها خصصت مبلغ 2.5 مليون يورو للانتهاء من المشروع عام 2008.
واستكمالا لهذا النظام الخاص بالأغذية الطازجة والمجمدة والمعلبة، يعكف علماء جامعة برلين على تطوير أجهزة ميكروويف تقرأ الرقاقة الموجودة على المادة الغذائية وتتعرف بالتالي على كيفية الطبخ و درجة الحرارة والوقت اللازمين لإنضاج الوجبة.
وتجدر الاشارة الى ان الصناديق البريدية الجديدة في الرياض تتميز باحتوائها على شرائح إلكترونية، ترسل معلومات عن واقع مراسلات الصندوق الى مركبات البريد المطورة، والتي يتم التحكم في ادائها التوزيعي عبر مركز العمليات البريدية في مؤسسة البريد السعودي وفق تقنيات متطورة.