يجب على كل مدير إدارة أو رئيس قسم أن يدرك تماما بإن الموظف إنسان وليس ورقة في ملف وليس إنساناً آلياً يتحرك بالريموت كونترول والأوامر والنواهي فالموظف له عواطف ومشاعر وذاكرة وعقل يفكر ويحلل ويقارن إذا لم تراع ذلك في تعاملك معه فلن يعطيك إلا أقل القليل ولن يعمل بحماس ولن يعنيه نجاحك أو فشلك ولن يشعر بالولاء للإدارة أو المؤسسة ولن يكون راضياً وربما يصبح ناقماً أو لامبالياً .
واعتقد أن المدير الفعال يجب علية أن يقوم بقياس مستويات رضا الموظفين لديه بهدف سماع صوتهم والتعرف إلى الهموم والصعوبات التي تحول دون إبداعهم وتفوقهم ونتيجة هذه الدراسة يجب أن تكون أداة لتغيير نظرتنا وتعاملنا مع الموظفين لا مجرد دراسة أخرى تكون حبيسة أدراج المديرين والمسؤولين.
وطرح بعض الزملاء عدة مقالات عن مدراء يعطلون قدرات موظفيهم ويمتنعون عن توفير متطلبات تدريبهم وتطويرهم.. ومع الأسف ما زال عندنا أمثال هؤلاء المدراء.. وهناك آخرون يديرون بالأوامر والنواهي ويزرعون الخوف في قلوب الموظفين مما يحول دون إبداعهم وعطائهم وتقدمهم وهناك مديرون يتركون الحبل على غاربه لمساعدين يتجبرون بالموظفين ويحرمونهم من كل الفرص التي يمكن أن تظهر قدراتهم وتثبت كفاءتهم مثل هؤلاء المدراء والمساعدين يعرقلون مسيرتنا وهم عقبة في طريق تقدم المؤسسة
واعتقد أننا لسنا بحاجة لمدراء ينشغلون بتوقيع كل معاملات الإدارة حتى إجازات الفراشين..
ما نحتاجة مدراء يفوضون الصلاحيات.. وليس مدراء متمسكين بالمركزية المطلقة وكأنهم يديرون نظاماً شمولياً.. كثرة التواقيع لا تعني نجاح المدير .. بل تعني تخلف إدارته مهمة المدير أكبر من ذلك بكثير وأهم من ذلك ..
مهمته التخطيط والإشراف والتحفيز وتنمية قدرات مساعديه وموظفيه وبناء صفوف ثانية وثالثة في كل الإدارات والأقسام التابعة له.
ونتمنى أن يدرك كل مسؤل لدينا في المؤسسة سواء كان مديراً عاماً أو تنفيذياً أو مدير إدارة بإن المدير هو الأكثر تأثيراً في موظفيه ومحيطه لذلك يجب علية أن يكون قدوة حسنة في تعامله مع الآخرين وفي تفاؤله وفي مواقفه الإيجابية وفي قيم الحياة والعمل التي يتبناها ويجسدها في قراراته وسلوكه