مشكور اخي القلب الكبير على هذا الموضوع والذي يلامس صفة الرحمه التي وضعها الله تبارك وتعالى في القلوب
وخادم الحرمين الشريفين له من الصفات الجميله الكثير ولعل اكثرها جمالا ما لروحه حفظه الله من شفافيه ووضوح
وهذا الموقف يترجم مدى ما له من صدق توجه وكريم شعور تجاه الصغير قبل الكبير حفظه الله وجعله ذخرا للجميع
ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنه وأنقل لكم بعض من سيرته صلى الله عليه وسلم ..
ومن شفقته على أطفاله، فكثيراً ما ذهب إلى الأسرة التي ترضع ابنه إبراهيم، حيث يأخذه في حجره طويلاً، ويقبله ويعطف عليه[26].
وعندما رأى الأقرع بن حابِس التميمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن والحسين رضي الله عنه ويأخذهما في حضنه، قال: "إن لي عشرة من الولد، ما قبَّلتُ منهم أحداً"، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "من لا يَرْحم لا يُرحم" [27].
وفي حديث آخر: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".[28] وجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبّلون الصبيان؟ فما نقبّلهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوَ أملك لك إن نَزَع الله من قلبك الرحمة"[29].
وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطف على أقربائه، فإنه كان يعطف كذلك على أصدقائه القريبين منه أو البعيدين عنه. وفي رواية لابن عمر رضي الله عنه قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم جميعًا، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال: "قد قضى؟". قالوا: لا يا رسول الله. فبكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا. فقال: "ألا تسمعون، إن الله لا يعذِّب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا"، وأشار إلى لسانه[30].
أجل، إن الله لا يعذب بسبب دمع العين، على العكس من ذلك فهناك دموع يرفع الله بسببها العذاب، ففي حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرُس في سبيل الله". [31] إحدى العينين عين الرهبان، والأخرى عين الفرسان.