في بيئة العمل الصحية, يُنظر للموظف من قبل إدارة المنظمة أنه شخص فاعل, وذو كيان محترم, وله مكانة مستمدة من مكانة العمل الذي يقوم به أيًا كان عمله صغيرًا أم كبيرًا, فالله جل علاه يحب العامل ويحب العمل, ويحث على مكافأة العاملين وإعطاءهم حقوقهم على وجه السرعة, والتعامل مع الأجير برحمة ورأفة, حتى قال نبيه الأعظم محمد (ص): "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"!! لا أن يجف دمه وتخرج روحه ومن ثم يؤكل حقه جهارًا نهارا!
وعوضًا عن تأخير حقوق الموظف, وتقليصها, وجعل الموظف يطارد خلف حقوقه وكأنها مكرمات وعطايا, إلا أن هناك استعلاءًا ونظرة دونية محسوسان بشدّة في المؤسسة من قبل أصحاب الكراسي الوثيرة تجاه بقية الموظفين, إن كانت لا تقال فهي محسوسة ولا تخفى على لبيب, بنفسي استمعت للقاء لأحد القيادات نيابة عن أحد كبار المسؤولين يتحدث بفوقية واستعلاء واستهزاء بشكل غير مباشر عن مطالبات الموظفين وأسالتهم, بالتأكيد, لم يقم هذا الشخص بالاستعلاء من عبث, ولم يقدح من رأسه طبعًا, بل هو نقل ما يجول في الاجتماعات المغلقة بطريقة غير مباشرة, النظرة الدونية الاستعلائية الممزوجة باللا رحمة جعلتهم ينقضون على الموظف بالأعمال الشديدة الممتدة حتى خارج دوامهم, والتقييمات السلبية, وصم الأذن عن أي استفسار أو اقتراح أو مطالبة يلقي بها الموظف في آذانهم وأمام أعينهم, لكن جميع ما يقوله الموظف مضروب بعرض الجدار سلفًا!
أي اقتراح أقره هؤلاء؟, أي استفسار أجابوا عنه بشكل مباشر وصريح؟, أي مطالبة طبقوها؟ لا يوجد!
هل هناك ما قاموا به لصالح الموظف؟, هل هناك حالة من الرضى في المؤسسة؟ أم حالة من السخط؟ الإجابة واضحة!
هل تحول كلامهم المعسول لواقع؟ أم تحول سمًا في أجسام الموظفين, وعلقمًا في أفواههم؟ الإجابة في محضرهم!
وعلى ذلك نسأل!
الإنجازات التي يحتفلون بها في مكاتبهم النظيفة الأنيقة التي تعبق برائحة البخور هل كانت ستتم لولا جهود بقية الموظفين؟ لا يمكن قطعًا!
هل يستطيعون تحريك ساكن في كل المنظومة لوحدهم مثًلا بدون جهود بقية الموظفين؟ لا يمكن قطعًا!
شاء من شاء وأبى من أبى وشتم من شتم واستعلى من استعلى
سيبقى هذا الموظف "المكروف" المهضوم عماد المؤسسة وأساسها ومحدد مصيرها وسر ارتقاءها وديمومتها والمؤسسة بدونهم... لا شيء!!