اخترع بائع أجهزة ميكانيكية في مدينة بورغدورف الألمانية جهاز إرسال إلكترونياً يمكن تصغير حجمه ليكون بحجم نصف رأس دبوس ، ولكنه بمجرد تحريكه يبث إشارات لاسلكية في دائرة يبلغ قطرها ثلاثة كيلومترات .
وقد سنحت فرصة غير متوقعة لألفريد غروتجاهن ( 43 عاماً ) لكي يعرض أمام الشرطة القدرة الهائلة لجهازه ، وذلك حين تسلّم صاحب مطعم بمحطة قطار هانوفر الرئيسية رسالة من مجهول يهدد فيها بنسف المطعم إن لم يودع صاحب المطعم مائة ألف مارك توضع في حقيبة بوسط غابة مجاورة .
فقامت الشرطة بإخفاء الجهاز بين رزمة الأوراق النقدية داخل الحقيبة ، وانتظر رجال الشرطة على بعد كيلومتر واحد ، يرافقهم غروتجاهن ومعه جهاز استقبال يزن سبعة كيلوغرامات ليلتقط إشارة جهاز الإرسال عند تحريكه .
و مضت ساعتان بعد منتصف الليل ، وإذا بالضوء الأحمر يتوهّج فجأة في جهاز الاستقبال ، وبدأتْ المطاردة .
و حين سمع المبتزّ المجهول أصوات الشرطة تطارده حاول التخفي بالغابة المظلمة ، لكن بريق جهاز الاستقبال كان يزداد توهُّجاً مع اقتراب الشرطة من جهاز الإرسال المدسوس ، وباتّباع الإشارات الضوئية عثرت الشرطة على المتهم في حفرة تحت كومة من أوراق الشجر .
و منذ ذلك الحين أبدت الشرطة والمصارف وشركات التأمين اهتماماً كبيراً بجهاز اقتفاء الأثر هذا ، الذي يتفوق على اي أداة أخرى مماثلة ، وتكلفته لا تزيد على ألف وخمسمائة مارك ألماني ، و هو لايستطيع المطاردة فحسب ، بل بإمكانه الحراسة أيضاً ؛ فإذا تم وضعه بمحل مجوهرات أو سيارة مثلاً ؛ فإن بإمكانه أن يشعّ حالما يُلمس ، وإذا تم تطويره فإنه يمكن وضعه داخل حافظة النقود ليطلق إشارة إنذار عندما يتعرض حاملها لهجوم .
بقي أن تعرف - عزيزي المتصفح - أن هذا النبأ نُشِرَ بمجلة ( شتيرن ) الألمانية ، عام 1979 م ، أي قبل سبع وعشرين سنة ، ولا نعلم ماذا تم بشأن تطوير هذا الجهاز أو الأجهزة المماثلة له منذ ذلك الحين إلى اليوم ؟
المواصل