الملف الساخن: تطوير الخدمة البريدية في السعودية
فهد العتيبي: الخدمة البريدية الوسيلة الأقل تكلفة لتوفير الاتصالات المكتوبة على اختلاف أنواعها عبر مسافات متباينة وبشكل يحفظ سريتها أثناء نقلها، ولكن هل تصدق أن تتسبب هذه الوسيلة البسيطة في الإطاحة ببرلمان حكومي، هذا ما حدث فعلاً في اليابان حينما صوت مجلس الشيوخ بأغلبية أصوات ضد مشروع حكومي لخصخصة قطاع البريد، الأمر الذي اعتبره رئيس الحكومة دليلاً على خسارته للثقة. هذا القطاع والذي تكمن أهميته في كونه واحداً من مشروعات البنية الأساسية التي يعتمد عليها اقتصاد أي دولة في تحقيق التنمية من حيث تهيئة بيئة صالحة للاستثمار وترويج السلع والخدمات عن طريق البريد إضافة إلى تنمية مصادر الدخل الوطني وتنمية التجارة الدولية وكذلك استيعاب العمالة الوطنية وتوظيفها في هذا القطاع مما يقلص من نسبة البطالة. الجدوى الاقتصادية للبريد جعلت الشركات الخاصة تنظر إليه بمنظور اقتصادي لتحويله من أقل القطاعات دخلاً إلى مجال يدر الكثير من الأرباح بعد تطويره وتحسين خدماته، تجارب جديدة تقوم بها دول عربية عدة لخصخصة هذا القطاع احتذاءً بتجربة بلدان أخرى تمكنت من تغيير الصورة النمطية عن مكاتب البريد وتقديم خدمات عصرية ورفع مستوى الدخل المالي للمؤسسات البريدية، سوق البريد في السعودية على سبيل المثال والذي يضم نحو 1000 مكتب تعكف الحكومة على تمهيد الطريق لخصخصة هذا القطاع الذي يعتبر ما زال ضعيفاً من حيث التوزيع وإيصال الرسائل إلى الأماكن الصحيحة في وقت مناسب، خاصة وأن البنية التحتية في المملكة مهيئة لهذه الخطوة التي ستدعم بشكل كبير الانتقال إلى المجتمع المعلوماتي والحكومة الإلكترونية.
لبرنامج التقرير – فهد العتيبي – العربية.
حسين شبكشي: وللمزيد في هذا الموضوع والتوسع فيه أيضاً يسرنا أن نستضيف معنا في الأستوديو هنا بالرياض الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، دكتور محمد مرحباً بك معنا في البرنامج.
د. محمد بنتن: أهلاً بيك وشكراً لك أخوي حسين على هذا البرنامج.
حسين شبكشي: شكراً لك سيدي على وجودك معنا. البريد السعودي يمر بشكل جديد ومرحلة مختلفة عما كانت عليه، هل هذه مقولة صحيحة؟
د. محمد بنتن: بسم الله الرحمن الرحيم, بالتأكيد يعني الكل يعرف إن مؤسسة البريد السعودي كانت إلى وقت قريب هي المديرية العامة للبريد، وهي إدارة أو قطاع من قطاعات وزارة الاتصالات. يعني أن جميع الموظفين والإجراءات هي إجراءات حكومية، المرحلة الحالية طبعاً والرؤية الواضحة لولاة الأمر بأن تتحسن هذه الخدمة ويعني لتضاهي وتنافس الخدمات العالمية، عندما تحدث أنا عن البريد كجهة حكومية أتحدث عن أقدم جهاز حكومي في المملكة العربية السعودية وهذا يعني تراكمات كثيرة وإن شاء الله نستطيع يعني بالفترة القادمة والخطط الإستراتيجية والدراسات اللي عملت إنما يعني يصبح مرفق البريد هو مرفق من القطاع الخاص إن شاء الله.
حسين شبكشي: هذه المقولة اللي كنت أسألك عليها فيه نية لخصخصة البريد بالكامل؟ أو جزء كبير منه على الأقل؟ أعني بالخصخصة هنا بالمعنى المعروف إنه تجربة الاتصالات قد تتكرر مع البريد مثلا؟
د. محمد بنتن: طبعاً هناك اختلاف بين الاتصالات والبريد، أولاً يعني فيه كثير من الخدمات التي يقدمها البريد ما تسمى بالخدمات الشمولية، يعني مثلاً أنا لو لي قطاع خاص أو شركة زي الشركات العالمية أعمل في البريد أفضل أني أعمل في مدينة الرياض أو مدينة جدة، ولكن البريد بحكم إنه يعني مسؤولية البريد يعني يصل أو يوصل الخدمات البريدية إلى جميع مناطق المملكة إلى جميع القرى أي شخص في المملكة يجب أن يحظى بالخدمة البريدية وهذه طبعاً تكون خدمة مكلفة لأنه عادة في الأماكن النائية والأماكن البعيدة اقتصادياً غير مجدية.
حسين شبكشي: تعرضتم مؤخراً د. محمد ليعني بعض الآراء الناقدة للخدمات التي تقومون بتقديمها والآراء كانت تتعرض لموضوع التكلفة بشكل رئيسي وإجبار المشترك على خدمة قد لا يكون بالضرورة محتاجاً لها، ما تعليقك على هذه الأقوال؟
د. محمد بنتن: الحقيقة أنا أشكرك على هذا الموضوع يعني فعلاً فيه يمكن نقاط مهمة تهم المواطنين في هذا الموضوع خصوصاً قضية التكلفة والأسعار لكن يعني نحن نمر الآن في مرحلة إعادة هيكلة البريد السعودي، إعادة هيكلة وتهيئة الخدمات، أنا أعطيك على سبيل المثال العنوان البريدي، الكل يعرف أن العناوين عندنا في المملكة العربية السعودية في السابق كانت ما تسمى بالعناوين النسبية يعني إنك تأخذ معلماً من المعالم وتبدأ توصف بيتك نسبياً إلى هذا المعلم.
حسين شبكشي: بجانب بقالة بجانب مسجد.
د. محمد بنتن: بالضبط خلف هذا المكان وخليني يمكن لو أضفت لك معلومة إنه حجم الرسائل الآن في المملكة العربية السعودية لو حسبناها كمعدل بالنسبة للمواطن ما يعادل 10 رسائل في السنة، وهو حجم يعتبر يعني ضئيلاً جداً مقارنة يعني بدول يصل فيها معدل الرسائل في السنة الواحدة للشخص الواحد إلى 650 رسالة في العام، أضف إلى ذلك يعني.
حسين شبكشي: بس ما أهمية هذا؟
د. محمد بنتن: أنا جاي لأهمية هذا المعيار نحن نتحدث عن عناوين نسبية نتحدث عن شوارع تكتب باللغة العربية، يعني لو أخذنا شارع محمد بن علي وحاولنا نكتبه باللغة الأجنبية بأي لغة سواء كانت الفرنسية والإنجليزية.
حسين شبكشي: اللاتينية.
د. محمد بنتن: أو اللاتينية هناك يعني محمد يمكن تنكتب بـ20 طريقة.
حسين شبكشي: صحيح.
د. محمد بنتن: أنا لو زادت عندي حجم الرسائل وهذا المتوقع من 10 رسائل إلى 25 رسالة لا يمكن أنهي عملية فرز هذه الرسائل وتهيئتها للموزع عشان يوصلها في يوم أو يومين فلا بد من اللجوء إلى أجهزة الفرز الآلي وهي عبارة عن أجهزة تقرأ الحروف عادي وتحاول تترجمها، يعني تعرف المكان.
حسين شبكشي: نفس تقنية محرك البحث الموجود.
د. محمد بنتن: محركات البحث، طبعاً الأسماء اللاتينية في جميع الدول هي أسماء في قواميس، يعني لا يمكن تأتي وتسمي الشارع باسم غير الأسماء المألوفة اللي شفناها لا بد من هذا القاموس وطريقة كتابة اسم الشارع لها مرجعية فمعروفة، طبعاً نحنا بحكم مجتمعنا وثقافتنا ممكن نسمي الشارع باسم أي يعني أي شخص من الأشخاص يعني أدى خدمة لهذه البلد فلا بد هنا في الحقيقة اللجوء إلى تصحيح الطريق هذه طيب أنا لو بدأت الآن بأسماء الشوارع العادية اللي هي بالعربي هل المراسلات الخارجية حأفرزها باليد؟
حسين شبكشي: فاليوم التكلفة هذه كلها سيدي تنقل الآن إلى المستهلك لأنه فيه منظومة بريد جديدة.
د. محمد بنتن: لو سمحت لي لو حاولنا نحل هذه المشكلة أبغى أحل مشكلة أني أجد عنواناً سهلاً ويمكن قراءته بالآلات الحديثة الموجودة، لأني أنا أتحدث عن زيادة عدد الرسائل من 10 رسائل للفرد حسب دخل الفرد في المملكة المفروض المعايير العالمية المفروض يكون عدد الرسائل في المملكة اليوم 75 رسالة لكل فرد، أنا أطمح إني أوصلها لـ 25، 25 معناتها لو ضربتها بعدد السكان أنا لا يمكن أفرزها يدوياً فيجب أن ألجأ إلى الآلات الحديثة، ومن هنا بدأنا يعني نظرنا أنا البريد السعودي لو جبت لي أفضل سيارة وحطيتني في صحراء وقلت لي أوصل إلى المدينة الفلانية إذا ما كان عندي خط اسفلتي في الطرق لن توصلني. فبدأنا بحل مشكلة العنوان البريدي، ووضع عنوان لكل منزل يسهل الوصول إليه طبعاً بدأنا هنا باستخدام الخبرات السابقة يعني طريقة الترقيم مثلاً في كل الدول الآن فيها عناوين ونتحدث عنها هي عبارة ما يسموها بالطريقة الثابتة تجي للشارع في المخطط.
حسين شبكشي: والبيت له رقم.
د. محمد بنتن: البيت رقم واحد الرقم اثنين لكن إحنا لجأنا إلى طريقة أفضل يعني استخدمنا التقنيات اللي استخدمت فيها أرقام التلفونات رقم التلفون لما أقول لك رقم تلفوني أنت تستوحي منه أشياء.
حسين شبكشي: حتى لو في بعض المدن والقرى ليس فيها أسماء للشوارع ولا ترقيم.
د. محمد بنتن: بالتأكيد يعني وصلنا رقم التلفون الآن يعني الكثير إذا كان 056 معناته موبايل، إذا كان 050 هذا شركة الاتصالات أيضاً أرقام التلفونات الثابتة هذا المقسم الفلاني في منطقة، فبدأنا نأخذ من طريقة الأرقام إنه أستطيع..
حسين شبكشي: هذه كانت مرحلة أولى إعداد خريطة عناوين للسعودية المرحلة القادمة، كيف تديرون هذا الأمر هل بالتعاون مع خبرة أجنبية أم إلى أين؟.. تجارب الخصخصة دكتور محمد في البريد في لبنان على سبيل المثال في المنطقة العربية في كندا فيه تجربة أخرى مهمة ورأينا تجارب مشتركة يعني أن تتكيف إدارة البريد مع شركة أجنبية عملاقة كما رأيناها مع ألمانيا على سبيل المثال، فيه تجربة أنتو ناوين تسووها هنا في السعودية؟
د. محمد بنتن: يعني بالتأكيد تجارب الآخرين يعني هي النموذج اللي ننظر له، لكن عندنا خصوصيات معينة يعني لا بد إنا نلتفت لها..
حسين شبكشي: على سبيل المثال؟
د. محمد بنتن: يعني مثلاً لو نظرنا إلى المنطقة، يعني كل البرد اللي تتحدث عنها هي عبارة عن برد صغيرة، يعني لو قيست بحجم البريد السعودي الذي يصل إلى 6000 نقطة داخل المملكة العربية السعودية إلى الحجم المتوقع للمراسلات يعني الموجود إنه المراسلات تصل إليه طبعاً لا يقارن، إذا أضفنا إلى هذا إنه قضية إدخال خدمة إيصال البريد إلى محل الإقامة إنشاء ثقافة جديدة يعني وجدنا مثلاً صندوق البريد اللي يستخدمه الشخص تكلفته عالية..
حسين شبكشي: دكتور اسمح لي بفاصل قصير نعود من بعده لمواصلة الحوار، ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
حسين شبكشي: من جديد أرحب بكم وأستأنف حواري مع الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي ضيفي اليوم، دكتور محمد كنت تتحدث عن المقارنة ما بين البريد السعودي والبرد الأخرى.
د. محمد بنتن: يعني نحن ننشئ كما ذكرت ثقافة جديدة إيصال الخدمة إلى المنزل، إعطاء عنوان سهل.
حسين شبكشي: دكتور محمد الكادر البريدي مكان طبيعي للتوظيف النسائي، هل عندكم تجربة في التوظيف النسائي جيدة أم لا تزال بعيدة؟ باعتبار معظم العمل المكاتب خلفية ومراجعات وتدقيق.
د. محمد بنتن: طبعاً العمل البريدي كما يعني ذكرت مهيأ للعمل النسائي، عندنا مكاتب نسائية تعمل مثلاً جامعة الملك عبد العزيز قسم الطالبات، أو مكتب البريد هو عبارة عن مكتب يدار بالكامل نسائي، عندنا مبنى منفصل في مدينة جدة اللي هو مبنى الفرز، جميع العاملات فيه من النساء، عندنا الآن الـ"كول سنتر" اللي هو الإجابة على الاستفسارات والeight hundred هذا أيضاً يعني نساء يجيبون فيه، مع احترام جميع التقاليد والأعراف والالتزام بكل المبادئ، ولكننا قمنا بعمل مهم جداً، حقيقة يعني لو سمحت لي أخ حسين في يعني أنت تطرقت إلى أكثر من موضوع يخص الأسعار يمكن والمواطن، ويمكن هنا في نقاط أحب أوضحها بالنسبة لسعر صندوق البريد، وما يكتب في الجرائد ويكرر إنه السعر ارتفع إلى ثلاثمئة ريال في السنة، وإلى تسعمئة ريال في السنة، يعني أنا أؤكد للجميع أن صندوق البريد لم يتغير سعره، الصندوق الفردي اللي مستأجره حسين شبكشي هو بمئة ريال، ولكن هذا لاستخدام حسين شبكشي من أراد أن يستخدم هذا الصندوق أن يكتب يعني باسم ثاني بواسطة حسين شبكشي، يعني خليني أذكر بعض المشاكل لو سمحت لي بسرعة اللي قد تطرأ عن الطريقة السابقة اللي كانت تستخدم فيها الصناديق أنا آخذ صندوق بمئة ريال بغض النظر عن سعره، وكل من هب ودب يستطيع أن ياخد الرقم وتأتي إليه الرسائل، نشأت عندنا مشاكل قانونية من هذه الطريقة، وما وضع لحلها هو الطريقة اللي يمكن بعض الإخوان ما فهموها، الصندوق هذا إذا كان ما هو باسمك وأرسلت عليه رسالة لو وصلت لنفرض أحد الممنوعات أو أشياء غير قانونية..
حسين شبكشي: مخالفة مثلاً.
د. محمد بنتن: قد تتهم بحاجة أنت حسين شبكشي..
حسين شبكشي: فيه مسائلة.
د. محمد بنتن: فيه مسائلة، وأنت ما تعرف الشخص هذا اللي أرسلك، أيضاً هناك مشاكل مالية علينا، بعض الأشخاص استخدموا هذه الصناديق في حساباتهم في البنوك في الخارج أو في الداخل، ويعني صارت مشاكل بعض المشاكل يمكن حتى المتعلقة بخصوصيات الأفراد، أرقام التلفونات تجي تطلع تلفون تحط صندوق بريد فاتورتك بتروح فوجدنا إنه يجب الشخص هذا عشان يكون مسؤول عن الرسالة صاحب الصندوق يوضع بواسطة فلان فهو يتحمل المسؤولية وهذا بمئة ريال، لحل المشاكل في أشخاص الآن يستخدمون صناديق غير صناديقهم، وضعنا حلاً إنه وهذا طبعاً يزيد العبء علينا كمؤسسة البريد السعودي لأننا بنسجل هؤلاء الأشخاص في الصندوق هذا فسمحنا لمجموعة أكبر إنه يستخدموا هذه الصناديق، لكن لا زيادة في صناديق البريد وهي مئة ريال للفرد الواحد.
حسين شبكشي: نقطة مهمة جداً نختم بها لقاءنا الذي لا يسعنا في ختامه سوى أن نشكر ضيفي الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي.------------------------------------------------------------
شكراً لجميع ا لمتابعين المهتمين
المواصل