السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم ضيفي جديد وفريد من نوعه هو ( المتسلق الغبي ) وعذراً على هذا اللفظ ولكن لا أجد لفظ يليق به غير هذا فمن المعلوم للجميع تغيرات ملامح البشر في هذا الزمن مع تغير حاجات المجتمع ، ومع زيادة الرغبة في تبادل المنفعة بين الناس أصبح المتسلقون الأغبياء في هذا الزمن كثيرون .
ولم تعد الخدمات تقدم لوجه الله إلا من رحم الله منهم ً ، مع اختلاف الطبقات القبلية فخدمة لقاء خدمة ، أو شيلني وأشيلك أصبح نظاماً متعارفاً عليه داخل إدارتنا وعلى أفته الأمور مع كل أسف.
اليوم أحكي لكم قصة متسلق غبي كان يحلم أن أجلسه على كرسي عادي ليس من مطمع به وإنما أرتضى لنفسه تقلد أن فلان يعمل في الإدارة الفلانيه وتناسى مع كل أسف السمات التي يتمتع بها البشر الأوفياء فراح يعظ اليد التي مدت له وأختار لنفسه طريق التسلق ولكن اختياره كان غبي جداً , فهو يتصرف بطريقة واضحة للجميع وفي قرارت نفسه أننا لا نفهم ما يسعى له ......
يا فلان أين المعاملة الفلانيه ....؟ لا أدري عنها .. ونحن نعلم أنه يحتفظ بها كي يبرز نفسه بها
يا فلان ماذا قال لك المدير ....؟ قال لم يقل شئ يذكر فقط كذا وكذا والكذب والغباء يتنطط من عينه ولم يعلم هذا المسكين أننا على علم بما يجري ... وأننا كما جعلنه شئ فسوف نجعله لا شئ .
وفي تقديم الخدمات لحاشيته فقد أختار لنفسه أسلوب فيه من السذاجة ما الله به عليم فالخدمة المقابلة مطلوبة اليوم أو غداً المهم أن تُتوج باسمه عند حاشيته ، فستظل في الحسبان و للمستقبل ومن قدم السبت من المؤكد أنه سيجد الأحد، رغم أن البعض يرى أن المقابل لابد أن يكون فورياً، فالناس لم تعد تعرف سوى السبت، والأحد له أصحابه بمعايير مختلفة ووجوه مختلفة ولم يعد أحد يتذكر ماذا قُدم له أمس بل سيظل يبحث عن ماذا سيقدم غداً، ومن هو الذي سيقدمه، وكيف يمكن الوصول إليه حتى يتسلق على جهود غيره ولم يعلم المسكين مدى غبائه.
البحث عن الآخر للوصول إلى غاية ما أصبح شبه نظام لكثير من المتسلقة وأصبح التفكير في الوصول إلى هؤلاء يشكل ضرورة من ضروريات الحياة، دون أن يكون لهؤلاء القدرة أحياناً على رد هذه المنفعة أو حتى جزء منها إذا افترضنا أنها من صنع يده وليس من صنع غيره.
ومثل هؤلاء الذين يعجزون عن ردها هم في الأصل اعتادوا على الأخذ فقط ولا يمكن أن يعطوا، حتى وإن كانوا قادرين على ذلك من منطلق أنا آخذ ، وما أملكه لي فقط ألا للحاشية .
وأمام هذا الشح في العطاء يزدادون غضباً إن امتنع الطرف الآخر، أو تلكأ في منحهم ما يريدون أو اعترضته ظروف معينة وعجز عن توفير مطالبهم، أو تحقيق خدماتهم عندها قد لا يرحمونه، بل ربما يتسلطون عليه من مبدأ يا تعطي أو تعطي وإلا.....
مثل هؤلاء آفة مجتمعية تبحث عن ما ليس لها دون رد ما عليها ودون مسؤولية من أن الحياة في حد ذاتها تكتنفها أمور عديدة وبملامح مختلفة ومنظمة في أكثر الأحيان، لا تحتمل التناقض إلا لدى مثل هؤلاء.
المشكلة أن هؤلاء قد يمارسون على من حولهم نهباً إنسانياً إما جماعياً وإما فردياً ويسألون كل من حولهم دون أي حاجة ماسة لمثل ما يقومون به، وهو ما يعكس مشكلة الخلل الاجتماعي المستحدث الذي قد يشكل بداية خراب يحول دون تحقيق العدالة لكثير ممن يعجزون عن البحث عن مطالبهم وخدماتهم الحقيقية، وهم في أمس الحاجة إليها.
مثل هؤلاء جذور الحياة تقف بينهم وبين التقدم نحو مطالبهم رغم حاجتهم الملحة إليها وارتباط مصالحهم به لكن طريق البحث يظل واحداً، وأصحاب الحاجة يسبقون إليه، وينتهكون الطريق، بحماية خاصة يصنعونها لأنفسهم تتشكل في إدعاء الفقر أحياناً والغباء في أغلب الأحيان وقسوة الأيام والمجاهرة بالباطل على اعتبار أنه الحق وهم متميزون في هذا، وأصواتهم أكثر ارتفاعاً ممن يمتلك الحق الحقيقي، ويصر على أن يلوذ بالصمت الغبي ، ويحيط نفسه بواقع خجله وغبائه المفضوح وامتناعه عن دخول سباق مشبوه، سيفوز به من يستخدم كل الطرق غير الشرعية ومن يضع فيه العراقيل لعدم وصول البطل .
نحن أمام متغيرات اجتماعية غير مسئولة متجردة من قدرة على التوقف لأنها تمتلك امتداداً حقيقياً، وسلبياً في نفس الوقت وتحتاج إلى المناقشة في ظل دعم مرئي وغامض من آخرين، وتنظيم لا محسوب لها برغبة جارفة لصعود المتسلقين إلى السطح دون خوف من مصير الفوضى التي من الممكن أن تصيب من حولهم ، ودون التفكير في كم المشاكل الهائلة التي من الممكن أن تحدث من جراء ذلك ودون التفكير أنني سوف أفسد إدارة قامت على يد رجال مخلصين .
نحن بحاجة إلى استيعاب أكثر لما يجري ، وعدم السماح لمثل هؤلاء المتسلقة بالانسجام مع ما يخططون له ، أو تصديره على حساب الكفاءة والنزاهة والحق الذي سيغيب مع كثرتهم .
دعوتي لك أيها المتسلق الغبي بالشفاء العاجل . . .