يبدو أن الحملات الإعلامية التي ظهرت مؤخرا في الجرائد ضد مؤسسة البريد السعودي والتي كان أخرها ما نشر يوم الجمعة 3 صفر 1427 هـ الموافق 03/03/2006م في جريدة الرياض صفحة اقتصاد بقلم إبراهيم الدغيثر قد تشكلت وتنوعت وتلونت حسب ما هو مخطط لها وبدأت تأخذ شكل الاحتراف وتطور من أسلحتها ولكل نوع من تلك الأسلحة قيمة وسعر ، وتستعين بأصحاب الخبرات الذين لهم باع طويل في الهدم والتخريب وإيذاء الآخرين بل إن الأمر وصل هذه المرة إلى حد الإعلان صراحة بكل وقاحة وخسة عن النيات المبيتة سلفا لهذه الأقلام المأجورة بان الهدف هو ليس إيقاف المشروع التقدمي الذي بدءه بتنفيذه معالي الرئيس العام لمؤسسة البريد السعودي . وإنما إسقـــــــــــــــاط صاحب هذا المشروع والمناصرين له من الشرفاء . قال الله تعالى (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى) صدق الله العظيم. فقد اتضحت لنا الأمور وبينت الأسباب الحقيقية لهذا الهجوم العنيف والمنسق والذي يبدوا أكثر تنظيما من ذي قبل ويثير من حوله الكثير من الشبهات حول الذين يقفون ورائه.
فإذا سقط نجما بزغ نجم جديد وكلما ولى زمان اخذ معه العبيد !!!.
وحتى نضع الأمور في نصابها أرى انه من واجبي أن اتوجه مباشرة إلى الذين يظهرون أنفسهم بالمدافعين عن الفقراء والمساكين كما يدعون. والفت نظرهم إلى أنهم يوم ما سوف يشربون من نفس الكأس ومن أيدي الذين يختبئون بجحورهم ويوعزون لهم بما يأملون تحقيقه لهم ، وليس أنا من يقول ذلك وإنما المتعاقبات من الأيام في التواريخ الخوالي ولن ينتهي هذا المسلسل بالوصول إلى الأهداف المشبوهة والمبطنة بحجة الدفاع عن الفقراء والمساكين .
وأما أنت يامن استخدمت أسوء استخدام وجعلت من نفسك أداة في طرح المتناقضات قد وقعت في سوء الخاتمة ولعل هذه تكون خاتمتك وتتوب إلى الله عما كسبته يداك من تلويث لسمعة أبرياء ما كان همهم إلا مصلحة ورقي هذا الوطن.
وليس العبرة بعدد الشهود الذي ذكرت في مقالك ---- فأنت قد رفعت من شأن الذي هاجمت حين طبقت المثل القائل. إذا أردت أن تعلم مدى قوة نجاح شخص !!! انظر إلى عدد أعداءه.
ومن هم ! فما هم إلا أسماء ذكرت في صحيفة، وهل كان هذا هو أقصى المبتغى ؟. هنيئا لك ولهم هذا التشريف .
وتعريجا على مقالتك وتباكيك على الفقراء والمساكين الذين في واقعك هم أصحاب الملايين والشركات أكانت سعودية خالصة أو مستثمرة أو مختلطة والبنوك الفقيرة والمؤسسات المملكة بأسماء سعوديين فقراء مساكين ، وهي في الحقيقة مملوكة للسيد راجو من الهند أو توني من الفلبين ناهيك عن مافيا الدكاكين . وإن كنت تريد المزيد فانا لست من الناسين حين دفعت مبلغ (10000) عشرة ألاف ريال قيمة تأسيس خط هاتف جوال واتضح فيما بعد أن الهدف تأسيس بنية تحتية لهذا المشروع ، لماذا لم تظهر المواد ولا الأنظمة التي تكلمت عنها ألان في حينه لتدافع عن الفقير والمسكين وهل أذكرك بسعر تكلفة الدقيقة الواحدة للمكالمة (1.80) ريال. الم تكن كذلك .
وعندما تكتب موضوع بتاريخ 03/صفر لعام 1427هـ ومن ثم تستشهد بإحداث وقعت بتاريخ 21/02/1406هـ عليك أن تنظر إلى صورتك لتعرف الفارق الزمني والمتغيرات التي حصلت ببين هاذين التاريخين. وهل تستطيع أن تخبرنا بالأرقام كم نسب الارتفاعات في الأسعار التي طرأت على الكثير من المواد الأولية أو الاستهلاكية أو كثير من الأمور الخدماتية منذ ذلك الوقت أيها الجهبذ.
وقد ذكرت أن الدولة عام 1406 هـ قامت بإنشاء المباني الضخمة وجهزت البريد بأحدث التقنيات. قف هنا وعلل ( هذه الأجهزة والتقنيات التي ذكرت كانت متوفرة عام 1406هـ ولا اعتقد بأنها قد صنعت لك عام 1406 هـ فنحن دائما متأخرين عشرات السنين عن أول تقنيات استخدمها الآخرون ) لن أبالغ إذا قلت لك بان التطور التكنولوجي وخاصة في مجال الالكترونيات ألان تحسب سرعته بالدقائق وليس بالساعات فما بالك بالأيام والسنين .
معذور إن كنت لا تعلم فأنت تطرح موضوعك بعقلية المستهلك الحالم الذي يعيش في العالم النايم وليس لديك أدنى فكرة عن العالم الصناعي الصاحي .
أليس للسيور النقالة وآلات الفرز التي ركبت عام 1406 هـ عمراً افتراضيا حسب الحسابات الهندسية الميكانيكية ولاحظ بأنك تطور من فلسفتك لعام 1427هـ !!!.
ياشيخ أنت تضحك على من ؟.
وسأبتعد قليلا عن ذكر الجوانب الفلسفية بخصوص بعض المقارنات التي حاولت جعلها شهود إثبات ونفي في آن واحد ولكن الذي لم افهمه هو لماذا أنت معترض على إدخال التقنيات الحديثة في العمل أليست لمواكبة التطورات المتسارعة للتكنولوجيا واللحاق بالذين سبقونا بعشرات السنين ؟ أليس لإعطاء الفرصة للشباب الذين تخرجوا من الجامعات ويحملون شهادات عليا ورضوا أن يعملوا موزعي بريد من أن يستفيدوا من التكنولوجيا ومشاركة الآخرين بها بل العمل على تطويرها للانتقال من مرحلة العقول المقفلة إلى العقول المنفتحة ؟ هل استكثرت على هــؤلاء ابسط حقوقهم بالاستفادة من العلوم المتاحة لكل البشر أن ينهلوا منها ليستفيدوا ويفيدوا الأجيال القادمة ؟ أم تريدهم أن يكونوا كما تتمنى أنت وأمثالك كعمال الشاورما والفلافل والأكلات السريعة من الأجانب بالبحث بين البيوت على أصحاب الطلبات بأرقام عدادات الكهرباء وصنابير المياه !!!؟ .
فقط على ذكر الأجانب ، إن كنت لا تعلم فهذه مصيبة وان كنت تعلم فالمصيبة أعظم بأن نسبة كبيرة منهم لديهم اشتراكات بصناديق البريد على مستوى المملكة ولم يشتكي احد منهم كما اعلم مما تدعي ----- لأنهم يعلمون أن دوام الحال من المحال ------- هذا أولاً 00 وللإيضاح أكثر كانت مؤسسة البريد السعودي تقوم بتأجير الصندوق لهذا المقيم بمبلغ وقدره 300 ريال لثلاث سنوات وإن هذا المقيم يقوم من الاستفادة من هذا الصندوق بتأجيره من الباطن لعدد لا يقل عن 60 شخص آخر مما يحقق أرباح شهرياً لا يمكن تصورها ناهيك عن المسائل الأمنية وما أدراك ما المسائل الأمنية .
ولا بدمن منحهم الفرصة ليساهموا ولو بالقليل في دعم اقتصاد هذا الوطن من خلال هذه المؤسسة الوطنية . هم لم يعتر ضوا فلماذا أنت معترض ؟ هل أنت راض عن نفسك وأنت ترى الحوالات المالية الهائلة تخرج من هذا البلد لدعم اقتصاديات بلاد أخرى . أين انتمائك ؟ ولمن ولائك $$$؟.
ليتك سكت ويا ليتك استعملت خبراتك التي تدعي بأنك تملكها إن كان عندك أي شيء منها في مساعدة أبناء هذا الوطن الذين ابتلي الكثير منهم بأمثالك.
استعمل خبراتك في مد يد العون للذين يبنون للمستقبل ليستفيد من هذا البناء أبنائنا وأبنائك
استعمل خبراتك في مد يد العون للذين وجدوا ليحسنوا المستوى المعيشي لأبنائنا وأبنائك فهؤلاء الموظفين لم يحصلوا إلا على حق من حقوقهم في تحسين مستوى المعيشة وليس الرفاهية التي تنعم بها حضرتك.
فلا تكن من الذين ذكرهم الله اعوذو بالله من الشيطان الرجيم (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) الكهف : 103الى 104 0
وأخيرا اختم بقولي انك تستطيع أن تدعو من شئت ولكن لا تنسى أن تدعو ضميرك وتسأله عن الفرق بين الظالم والمظلوم وأيهما أقوى.