لا يستطيع أحد أن ينكر أن ميزة الإدارة الجديدة هي الغموض والتكتم الشديد على أي عمل وفكرة يقومون بها, بل ولا شك أنهم قاموا بتجربة أمور شارك بقية الموظفين فيها من غير أن يعرفوا المقصد!, وسيقومون بالمزيد من هذه الأمور!, ومع أن هذه المرحلة تتطلب شفافية كبيرة من الإدارة تجاه الموظفين, فهي ليست فقط مرحلة تغيير بل مرحلة تغيير وتخصيص في آن واحد, إلا أن الغموض هو سيّد الموقف الأوحد!, فالموظف المسكين الممتلئ بالأسئلة لا يلاقي أي جواب! مع أنهم (الإدارة) يعرفون أجوبة جميع الأسئلة ولكنهم لا يريدون الإجابة, طبعًا معروف لماذا لا يريدون الإجابة .
أرامكو, ومن منّا لا يعرف أرامكو ومميزاتها؟, أرامكو التي تبيع النفط مرّ موظفيها في يوم من الأيام بظروف شديدة وعصيبة وتمييز عنصري وطبقي, وهضم للحقوق, فارتفعت أصوات بعض الموظفين وتبعهم البقية وفي نهاية المطاف انتصرت إرادة الموظف على إرادة الإدارة العليا وكان لهم ما كان إلى يومنا هذا!, طبعا لا أقول أنه من الممكن أن نحصل على مميزات أرامكو!, بل أقول أن أرامكو الغنية التي تنتج النفط هضمت حقوق موظفيها وهي تبيع النفط للعالم حينما كانوا صامتين وخانعين!, فكيف بالشركات التي دون أرامكو بسنوات ضوئية كشركات البريد مثلًا.
بعيدًا عن النوائح والبكائيات, وبعيدًا عن شتم الموظف المتسائل والمتشائم والمطالب, وبعيدًا عن كوكب الإيجابيين و طوارد الإدارة في المنتدى, أقول: أن رفع الصوت والمطالبة بالحقوق وعدم الصمت على التجاوزات أو التهميش أو الغموض أمر لا مفر منه لكل موظف, ويجب أن يعي الموظف أنه هو وبقية زملاءه تروس هذه المنظومة وقطب رحاها!, وبدونهم لا تساوي لا المنظومة ولا الإدارة وتوابعهم أي شيء, ولا تستطيع الإدارة أن تتجاوز ارتفاع صوت أغلبية الموظفين مهما كانت قوتها!, هذه المرحلة التي يسميها البعض مرحلة التحدي اتخذتها هذه الإدارة مرحلة تكسير عظم مع الموظف! فلتكن!