نطالع ونقرأ بين فترة وأخرى ذلك السعار اللفظي البريدي المتدفق من أفواه كأفواه القراب ، لتطال بكلماتها المنسكبة بعض مسئولي البريد ، وييتجدد العبث وخربشات الجدران في بعض المنتديات التي تجمع شتات العقول والسلوك بفوارقها المتباينة ، ونحن هنا لا ننكر أن زوبعة أوظاهرة تكتلية ظهرت مؤخراً في منتديات البريد وأن هدفها الوحيد هو المساس بالآخرين ، ولذعهم ونعتهم بكل قبيح من القول والفعل والسلوك ، فبين الفينة والأخرى يتقافز المتملقون هنا وهناك ، لتقرأ لأحد هؤلاء المتلفعون والمقنعون الذين يتخفون خلف أقنعتهم المستعارة لينالوا من رؤسائهم الذين منحوهم الشيء الكثير ، وأجزم أن غالبية أولئك المتملقون هم من الحاصلين على أعلى درجات تقويم الأداء الوظيفي ، لأنهم يعملون بعدة أوجه ويتشكلون بألوان الطيف ، وتلك هي رؤيتهم القاصرة للأفكار والمفاهيم والرؤى المستقبلية لقطاعهم البريدي أو بالأصح مصدر رزقهم !! ومحاولات هؤلاء المتخفون هي إقصاء تجربة وخبرة الآخرون والتقليل من شأنهم ، وليس الهدف من كلماتهم الممجوجة هو النقد البناء والهادف الذي يعود بالنفع على العمل ، ولكنه لدوافع نفسية ، قد تكون حسداً من عند أنفسهم ، أو لعدم انصياع رؤسائهم لتلبية رغباتهم التي تطول وتتطاول ، أو لمحاسبتهم على أخطائهم في العمل !!
وفي الواقع أن غالبية أولئك يعيشون في مناطق بالغة البساطة والعشائرية والتخلف، والعجيب أن لهم طموحاً يقهر تضاريسهم الوعرة وجبالهم الشاهقة ، فهم يرون أنهم هم الصفوة الذين أخذوا بيد المجتمعات إلى الفراديس الأرضية عبر مقالاتهم البليدة وتواضعهم الثقافي وقصورهم الفكري، الذي تغلب عليه النكهة القبلية المتعصبة والمتشنجة !! وليتهم أبدعوا في مجاراة الأفكار ذات المردود الجيد على العمل البريدي، أو قدروا تلك الجهود التي يبذلها القائمون على هذه المؤسسة الفتية ، وليتهم يترقبون لكل جديد ويبحثون عن التطوير ، ويلامسون مشاكل العمل بنقد يرقى للذائقة العامة ويعود بالنفع ، ولكنهم أصبحوا يشهرون بالأسماء علناً وأسمائهم غير معروفة ، وتلك معادلة غير عادلة ولا يقرها عاقل ، بل أن ما يكتبونه يعكس ثقافتهم الأكثر شبهاً بخربشة الجدران لا أكثر !!