سحب من الأسرار البريدية القاتمة لاتزال مخيمة على المجتمع البريدي ، مكافأة ، سكن ، ترقيات تحسين أوضاع، سلم جديد ، كادر ..إلخ إلخ
كلام ينسكب من أفواه كأفواه القراب ، فيصب في أسماع كالمحاقن ، لا أحد يعلم ، لا يوجد قنوات أو مصادر رسمية تنقل إلينا معلوماتنا الوظيفية ومنها القانونية حتى يشعر الموظف بالانتماء الوظيفي ويخرج من عتمة التكتم على مصالحة ومصيره ، وجهله بحقوقه المالية ..
وإذا خرجنا قليلاً عن هذا الموال ، مثلاً نحو مسار واتجاه القطار البريدي ، فإننا أحيانناً نكذب ونتصنع التقدم والتطوير ، ونشعر أنفسنا أننا أصبحنا نلمس التغيير في خدماتنا البريدية ، وأحياناً نخرج من بطن الحوت إلى ظلمات البحر ، حتى يلفظنا على شجرة يقطين تغطي سوءاتنا أمام بقية الإدارات الأخرى ، لنصحوا مجدداً ونكتشف أن البريد السعودي لا يزال يفترش بساطه المرقع ويجلس وهو احدب الظهر كبائع مساويك على رصيف سوق تقني عالمي ضخم .. حاولنا الخروج بخدمة واصل وادعينا أننا نمتلك الخرائط الرقمية ونحاكي ما وراء أعالي البحار بواسطة الأقمار الصناعية .. وكل ذلك مجرد خروج عن نظرات الفضوليين لنا كبائعي مساويك ، وكل ما قدم من خدمات هي مجرد محاولات قد تفشل في الدخول في التنافس في سوق التقنية وقد تنجح ... في رأيي أن هذا الشعور وذلك التزييف على الذات ظاهرة صحية ربما تشعل فينا شمعة من الأمل نحو التقدم حتى يقضى على التعتيم وندرك الطريق ...
وعودة لسياق الحديث _
إذا كنا نحسب ألف حساب للتحفظ على مصادر معلوماتنا التي تبلغنا بقرب صرف مستحقاتنا المفروضة ، وإذا تحدثنا عن حقوقنا الوظيفية كأننا نتحدث عن معامل نووية أو مصانع لتخصيب اليورانيوم ، فكيف نتحدث عن مستقبل البريد وكيف نسهم في دفع عجلة التقدم !!!!!
وإذا كتب أحد الطيبين من الموظفين خبراً نما إلى علمه من مسئول أو موظف وأراد بذلك إدخال السرور على زملاءه وتبشيرهم ، انهالت عليه الألسن ونالت منه ، ونعتته بالكذب والبهتان ، حتى ولو عن طريق الهمز واللمز!!
فلماذا نحاسب موظف يحاول التبشير وإدخال الفرح وصناعة الابتسامة على أفواه عطشى يترقبون لجرعة ماء تروي عطشهم المادي في ظل الضنك وقلة ذات اليد ؟؟ ...
في الواقع أنني لم أسمع من المسئولين الذين أعرفهم من يقول تصريحاً أو خبراً ويشترط عدم نقل المعلومات ، وأذكر أنني تحدثت مع أبي ثامر مدير شعبة الرواتب ، وأبلغني العام الماضي بموعد صرف المكافأة ، فقلت له يا أبا ثامر لن أطلع أحد على هذا الموضوع وأرجو أن تبلغني ، فغضب من هذا الكلام وقال : يا أخي قل للجميع وبشرهم وأبلغهم أن أبا ثامر قال هذا وما المانع ، ولم التحفظ ، إذا وصلنا أي شيء رسمي وأبلغتكم به فالبلاغ للجميع وليس لك وحدك !!!
ويوم أمس الأول أبلغني أحد الزملاء في الموارد البشرية أن أبا ثامر وفقه الله بين أن المكافأة تصرف بمشيئة الله يوم الأربعاء 16/9 إذا انتهى التدقيق ، وإن تأخر فيوم السبت بإذن الله .. وسبب عدم صرفها في بداية شهر رمضان هو وجود عجز مالي وقد كانت هناك مخاطبات من قبل دخول شهر رمضان مع وزارة المالية بشأن طلب استكمال المبلغ حتى وصلت الموافقة يوم السبت الماضي .. إذاً هل نحن الموظفون من يصنع الفوارق ومن يدعي السريات والتكتم أم هو المسئول ؟؟ ..
والله أعلم ..