دول الخليج تتجه لتأسيس شركتين للبريد السريع لمنافسة الشركات العالمية
رئيس البريد السعودي لـ الشرق الاوسط: تركنا الساحة كثيرا للمنافسين
دبي: سلمان الدوسري
كشف الدكتور محمد بنتن رئيس البريد السعودي لـ«الشرق الأوسط»، أن دول مجلس التعاون الخليجي ستؤسس شركة مشتركة لنقل البريد من وإلى مدن دول المجلس كافة.
وأكد بنتن أن الشركة الجديدة ستتولى إنشاء منتج جديد للبريد السريع تحت اسم «غولف إكسبريس» gulf express ويختص بإرسال الطرود والرسائل البريدية بصورة سريعة، وهو الأمر الذي يعني دخول هذا المنتج في منافسة مع الشركات العالمية في النقل البريدي السريع، وتعد المنطقة الخليجية إحدى أهم المناطق بالنسبة لتجارتها.
ويجتمع مسؤولو البريد في دول مجلس التعاون الخليجي الست اليوم في دبي، في اجتماعهم الدوري، الذي سيناقش عددا من المواضيع التي ستعد محورية في تقديم خدمة البريد للمواطنين والمقيمين في دول الخليج بصورة تجارية ومنافسة.
وينتظر أن يخرج الاجتماع البريدي الخليجي بعدد من القرارات التي ستطبق فورا، وتأتي لصالح تقديم خدمات بريدية مشتركة بين الدول الأعضاء في المجلس بصورة متقدمة تمحي الصورة النمطية التي عرفت بها الخدمات البريدية الخليجية في السنوات السابقة.
وحول قدرة مؤسسات البريد الخليجية على المنافسة الحقيقية للشركات العالمية المتخصصة في نقل البريد السريع، قال الدكتور بنتن، إن دول الخليج انتهت من كافة الدراسات المتعلقة بـ gulf express بحيث سيتم في اجتماع اليوم تعيين مدير عام للمشروع وإطلاق حملة إعلامية وتنظيمية لهذا المنتج.
وأضاف «حان الوقت لدول الخليج أن تقدم هذه الخدمة للعملاء في المجلس بصورة تنافسية»، وزاد المسؤول السعودي «تركنا الساحة كثيرا للشركات المنافسة، ولكن في نفس الوقت غير معقول أن نتركهم كل الوقت يلعبون في ملعبنا ويستفيدون من حجم السوق الكبير في عمليات نقل البريد السريع».
وأشار إلى أن الإمكانيات التي تملكها مؤسسات البريد الخليجية تجعلها تستطيع تقديم هذه الخدمة بأسعار أقل ووصول أسرع من الشركات المنافسة.
وكشف رئيس البريد السعودي أيضا أنه سيتم تأسيس شركة أخرى تحت مسمى «الشركة الخليجية للنقل السريع»، ستعنى بالنقل اللوجستي من خلال نقل الطرود التي يصعب نقلها بالطائرات وترتفع تكاليفها كثيرا في حال نقلها عبر الجو. حيث أوضح «اكتشفنا أن هناك سوقا كبيرا للطرود البريدية التي يصعب نقلها بالطائرات لارتفاع كلفتها، ستقوم الشركة الجديدة بنقلها بشكل سريع عبر البر، خاصة أن دول الخليج تتمتع بشبكة خطوط دولية تساعد الشركة على أداء مهمتها»، مضيفا ستساهم الشركة أيضا بالنقل التجاري بالإضافة إلى عملها الأساسي في نقل الطرود الثقيلة.
وأكد بنتن أن الشركات الجديدة ستكون لديها القدرة على تقديم خدمات بريدية متكاملة بأسعار منافسة، وستدار بعقلية تجارية متكاملة وستستقطب كفاءات دولية تساعدها على تحقيق هدفها بأفضل الطرق. وفيما تحفظ الدكتور بنتن عن الكشف عن رأس مال الشركة الجديدة، قال إن نسب مشاركة كل دول خليجية ستعتمد على حصص كل دولة من البريد المرسل. ومن أبرز ما ينتظر أن يقره الاجتماع إيجاد آلية جديدة لكيفية الاستعلام عن الرسائل، التي عادة ما تتم بطريقة تقليدية عبر الفاكس أو البرقية، في حين ستدخل دول الخليج تنظيما جديدا على المستوى الدولي، وهو إيجاد شبكة حاسوب موحدة، يتم من خلالها الاستعلام عن الرسائل المرسلة، بحيث يستطيع المستخدم الاستفسار عن رسالته من مقر إقامته من دون الحاجة للاستفسار عن طريق مكاتب البريد.
وسيناقش مسؤولو البريد الخليجيون في اجتماعهم أيضا رفع جودة الخدمة المقدمة للعملاء، بحيث تكون الخدمة المقدمة بين المدن الخليجية هي نفسها المقدمة داخليا بين مدن دول مجلس التعاون. وتستند مؤسسات البريد الخليجية في هدفها هذا إلى دراسة موسعة تم إجراؤها العام الماضي لقياس طريقة العمل الحالية، عبر إرسال رسائل بين مدن خليجية مختلفة ومراقبتها ومن ثم معرفة أسباب تأخر وصول هذه الرسائل والمعوقات التي تمنع من تقديم الخدمة المطلوبة. وأوصت الدراسة بتسهيل الإجراءات الجمركية وكذلك إجراءات الطيران خلال نقل الرسائل بين الدول. من جهة أخرى سيناقش مسؤولو البريد توحيد المشتريات لمؤسسات البريد الخليجية مجتمعة، بدلا من إجراءات الشراء الفردية، التي يتم العمل بها حاليا، وهو ما سيقلل التكلفة على المشتريات الخليجية في حال توحيدها.