حققت مؤسسة الإمارات للبريد (بريد الإمارات) أرباحا قياسية للعام 2006 بلغت 3, 161مليون درهم وبنسبة زيادة 19% عن العام 2005 يذكر أن الأرباح الصافية للمؤسسة في العام 2005 بلغت 133 مليون درهم. وتعد هذه الأرقام هي الأخيرة لمؤسسة بريد الإمارات بعد موافقة مجلس الوزراء على مشروع تحويلها إلى المؤسسة القابضة للبريد وطرح نسبة من أسهمها للاكتتاب العام خلال العام الجاري.
وتوقع معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير تطوير قطاع الأعمال لرئيس مجلس إدارة بريد الإمارات في تصريح خاص لـ «البيان» أن يتم طرح نسبة تتراوح مابين 40 إلى 60 بالمئة من أسهم الشركة القابضة الجديدة للاكتتاب العام خلال العام الجاري إلا أنه أشار إلى أنه قد تكون هناك رغبة من الحكومة للاحتفاظ بنسبة 51 بالمئة وفقا للقانون وسيتم مناقشة ذلك خلال الأسابيع المقبلة.
وكشف معالي سلطان المنصوري في تصريحاته أن مجلس إدارة بريد الإمارات سوف يعقد خلال الشهر المقبل جلسة لتقييم أصول المؤسسة والشركات التابعة لها إلى جانب هيكلة المؤسسة ووضع استراتيجية لكل شركة تابعة ورأس المال المحدد لكل منه .
مشيرا إلى أنه سوف يتم الاستعانة بشركات استشارية لوضع تلك الاستراتيجيات وتقييم أصول المؤسسة. وأرجع معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير تطوير القطاع الحكومي ورئيس مجلس إدارة بريد الإمارات الزيادة الملحوظة في الأرباح إلى المعايير الديناميكية التي تبناها بريد الإمارات في إطار سعيه لمواكبة استراتيجية العمل الحديثة عبر التنوع والابتكار.
وقال أن بريد الإمارات حقق نجاحاً باهراً في تطوير مؤسسة اتحادية تنتهج أنجع الممارسات العصرية الناجحة في إدارة الأعمال لتقديم خدمات عالية القيمة، في الوقت الذي تسعى فيه لتحقيق الأرباح دون المساومة على الجودة.
وأضاف المنصوري أن تحقيق التقدم الملحوظ في النتائج المالية يعني إن بريد الإمارات واصل مسيرته بنجاحٍ متميز، وتشير الإيرادات التي حققها هذا العام وفي الأعوام الأخيرة إلى أن أحجام الإرساليات البريدية نمت بشكل مطرد، وكذلك الأرباح، وتواصلت عملية التنويع، مما ساعد بريد الإمارات من الدخول إلى مجال خدمات غير بريدية جديدة ومنوعة.
ولفت المنصوري إلى أن الإنجازات التي تم تحقيقها خلال العام 2006 ليست سوى بداية عهد جديد لبريد الإمارات، فالتوسع الناجح الذي شهدته المؤسسة البريدية بفضل انتهاج استراتيجيات الأعمال الحديثة، يعزز ثقتنا بأن السنوات القادمة سوف تشهد تحقيق كافة الأهداف التي وضعناها.
مشاريع جديدة
ومن جهته أشار عبدالله الدبوس مدير عام بريد الإمارات إلى أن صافي الأرباح للمؤسسة يعكس التطور الملموس في الخطط الإستراتيجية التي تتبعها والتركيز على التوسع في الشبكة البريدية في جميع أنحاء الدولة. حيث تم خلال العام 2006 البدء في إنشاء العديد من المكاتب البريدية ويستكملها خلال العام 2007.
حيث تم اعتماد ما يزيد عن 270 مليون درهم لمشاريع إنشائية خلال العام 2007 تشمل مكاتب بريدية جديدة في مختلف مناطق الدولة، وإحلال لمبان جديدة بدل مبان ومكاتب قديمة، ومن المشاريع الكبيرة التي بدأ العمل بها خلال العام 2006 مبنى مركز التبادل البريدي في الرمول وسيكون أول مركز تبادل متكامل ومجهز بالشرق الأوسط.
وكذلك مبنى مكتب بريد المصفح ضمن المنطقة البريدية الأولى، ومبنى بريد نايف ضمن المنطقة البريدية الثانية، ومن المشاريع التي سيباشر العمل بها كذلك خلال العام 2007 مبنى بريد السطوة ومبنى آخر لبريد جبل علي، ومبنى مكتب بريد عجمان المركزي (مبنى تجاري)، والعديد من المشاريع الإنشائية الأخرى من تجديدات وصيانة وإحلال.
وأوضح أن بريد الإمارات نجح في توسيع قاعدة المستفيدين وتحقيق ارتفاع في الإيرادات اعتمادا على سياسات خلاقة لتطوير الخدمات تشكل حافزا لرفع مستوى الأداء وتحقيق المزيد من العائدات والأرباح خلال السنوات المقبلة.
وأضاف إن بريد الإمارات تمكن خلال العام الماضي من تعزيز وترسيخ مفهوم الجودة والأهمية الاقتصادية لقطاع الخدمات البريدية من خلال تقديم خدمات عالية الجودة للأفراد والشركات وفي نفس الوقت الذي تقوم فيه بالبحث المستمر عن أفضل الطرق والسبل الاستثمارية التي تمكنها من زيادة دخلها مما ينعكس إيجابيا على الميزانية العامة للدولة كونها مؤسسة اتحادية.
وأكد الدبوس إن العام 2006 كان مليئا بالأحداث والأعمال التي نفذت وفق خطط مدروسة حيث استطاع بريد الإمارات، الدخول إلى العالمية من أوسع أبوابها فقد كان المستضيف والراعي للعديد من الأنشطة البريدية العالمية وفي مقدمتها استضافة مؤتمر استراتيجيات البريد العالمي فاستضافة هذا الحدث الكبير الذي جمع كبار الخبراء وصناع القرار في المجال البريدي تعتبر بمثابة تجربة فريدة ومفيدة إلى أعلى درجة بالنسبة للإمارات العربية المتحدة وبريد الإمارات.
ولقد ارتقت مداخلات المتحدثين إلى أعلى مستوى من المهنية، ونحن على يقين من أن الأفكار والحلول التي أثارها هذا المؤتمر سوف تساهم بقدر كبير في صياغة الإستراتيجية البريدية العالمية المقبلة خلال مؤتمر نيروبي للعام 2008.
وأضاف الدبوس أن انعقاد المؤتمر في الإمارات يمثل أهمية كبرى بالنسبة للمؤسسات البريدية في المنطقة، حيث كان الحدث بمثابة منصة حيوية للتواصل وتبادل الأفكار والخبرات حول آخر التطورات في عالم البريد، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من وتيرة الأداء ويرفع مستويات التميز.كما تم تنظيم المعرض الآسيوي التاسع عشر للطوابع والمعرض الخليجي الثاني عشر للطوابع بالتعاون مع الاتحاد الدولي الآسيوي لهواة الطوابع وجمعية الإمارات لهواة الطوابع في دبي. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي ينظم بها المعرض الآسيوي في بلد عربي.
وترأست دولة الإمارات العربية المتحدة معرض المجموعة المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي في معرض واشنطن للطوابع البريدية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك رعاية جائزة الابتكار ضمن جوائز البريد العالمية حيث قام بريد الإمارات برعاية جوائز البريد العالمي للعام 2006 - فئة الابتكار والتي أعلن عنها خلال مهرجان كبير أقيم في العاصمة الفرنسية باريس بحضور أكثر من 250 شخصا من قادة الصناعة البريدية حول العالم.
زيادة الخدمات
وكشف مدير عام بريد الإمارات أن عدد البعائث البريدية من الرسائل ارتفع 16% ومن الطرود 15% خلال العام 2006. وزادت نسبة التعامل مع الخدمات التي يقدمها بريد الإمارات بالتعاون مع جهات حكومية أخرى مثل خدمة معاملات وزارة العمل عن طريق مكاتب البريد 108% خلال العام 2006.
كذلك طرح العديد من الخدمات الجديدة لتلبية متطلبات عملائه، ليصل عدد تلك الخدمات المقدمة إلى 52 خدمة بزيادة قدرها 18% عن العام 2005، تقدم من خلال شبكة مكاتب بريد الإمارات ال83 والتي تغطي كافة أنحاء الدولة، حيث بلغت نسبة الزيادة في عدد المكاتب البريدية 4% عن عام 2005 بالإضافة إلى خدمات التسويق المباشر والعديد من الخدمات المالية لترتفع نسبة الحوالات المالية عبر مكاتب البريد إلى 95% عن العام 2005.
وشهد العام 2006 عدة تطورات رئيسة في مسيرة بريد الإمارات أهمها توقيع العديد من الاتفاقيات مع العديد من الجهات المحلية والخارجية والتي من شأنها تنويع حقول الخدمات والارتقاء بجودتها بغرض تحقيق رؤيتنا الكبرى المتمثلة في تقديم أرقى الخدمات لجمهور عملائنا بجودة عالية.
التوطين
أما عن برنامج التوطين فقد بين الدبوس سعي بريد الإمارات الدائم ومواصلته لتحقيق التقدم في برنامج التوطين ليحقق زيادة تفوق الـ 10% عن العام 2005، بينما حقق في مستوى الإدارة العليا نسبة 100%.
القابضة
أما عن الخطط المستقبلية لبريد الإمارات قال الدبوس ان بريد الإمارات يعمل حاليا لإطلاق المؤسسة القابضة التي تتبعها كافة الشركات والمؤسسات المملوكة أو المساهمة فيها على أن يعاد تشكيل «بريد الإمارات» كوحدة تتبع المجموعة القابضة وتتخصص في الخدمات البريدية فقط، من أجل إيجاد وخلق وحدة اقتصادية تتمتع بالقوة والتنوع في مجالات النشاط البريدي وتوابعه للوقوف في وجه المتغيرات القادمة في بيئة تنافسية.
علما بأن ميزانية العام 2007 قد أقرت من قبل مجلس إدارة بريد الإمارات خلال اجتماع سابق برئاسة معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وبحضور أغلبية الأعضاء بالإضافة لعددا من المشاريع الإنشائية المهمة، بالإضافة إلى اعتماد برنامج إصدارات الطوابع للعام 2007 .
كما تم خلال الاجتماع بحث واستعراض آخر المستجدات على صعيد تطوير الخدمات البريدية في الدولة. وقد اعتمد المجلس مشروع الموازنة التقديرية التشغيلية للسنة المالية 2007 والتي تضمنت إيرادات النشاطات البريدية وأرباح المؤسسات التابعة والإيرادات الأخرى إضافة إلى المصروفات التشغيلية والمصروفات الرأسمالية من موجودات ثابتة ومشروعات مستحدثة .
وركز أعضاء مجلس الإدارة في مناقشاتهم على ضرورة استمرار المؤسسة في خطتها الساعية نحو توطين الوظائف في مختلف الإدارات والأقسام مشيدين بالاهتمام الكبير الذي توليه عملية التوطين والخطوات العملية التي اتخذتها لتأهيل الكوادر المواطنة وإعطائها الفرصة التي تستحقها للعمل في خدمة الوطن من خلال إعداد خطط تدريبية شاملة تستهدف الشباب المواطن وتعمل على تزويده بأدوات العصر الضرورية تمهيدا لتعيينهم في المؤسسة في وظائف ملائمة