كل الموظفين كانوا بسطاء والوظائف كانت متوفرة ..
كانت اصوات الموظفين تتعالى حينما تأتي أم حديجان في الإذاعـة ليقولوا بصوت واحد ـ جاكم الكذوب ـ
وكان الموظف الذي يتحدث عن الوزير وإن كان لايعرف إسمة أو يعرفة ! تأتيه إجابات الموظفين من حوله ـ استغفر ربك ـ
وكان الموظف الذي يحكي عن مديرة بقليل من نقد لا يسمع غير الكلام الشهير ـ الله ينصره مديرـ
كان الموظفين بكل أمانة يبتعدون عن الكلام عن الوزير والوزارة والمدير والإداره حيث قد قيل لهم أن فيه غضب لله ورسوله
والآن تغير معظم الموظفين وأصبحوا أكثر جـرأة حتى لو كان الكلام عن عسكري المرور ماعدا جيل أم حديجان
لم تعد المؤسسات أكذوبة ولا ضربا من الخيال كما كانت في السابق وذلك بعد أن تنافست المؤسسات على كم سيبلغ عدد النساء غدا
ولكن التطور الكبير الذي حصل داخل المؤسسات وتقنية المعلومات لم يصحبة تطور مماثل لدى المتلقين من جيل أم حديجان ـ. فكانت الطامة . معلومات حاسوبية معقدة وعقليات لاتستوعب !
بإختصار إنتهـى برنامج أم حديجان من الإذاعة السعودية وترك وراءة مؤسساتنا فريسة لجيل أم حديجان
ولكي لا يتذاكى علينا متذاكي أقول بأن الكلام عن أولائك الموظفين من ذلك الجيل ـ وليس عن ابناء ذلك الجيل الذين واكبوا جيلنا ـ !!
كنت في مكتبي ممتطياً صهوة ماوسي حين دخل موظفان أغبران حيـث بدأت آثار أم حديجان على محياهما كانا من بقايا
ذاك الجيل الذي أوشك على الإنقراض
لم أرى هناك سوى نظرات الأغبران إلى ماوسي الذي تحت أصابعي تارة وإلى شاشة الحاسوب تاره أخرى .. ولا شك أنهما بعد عناء طويل إكتشفا أن هناك علاقه من نوع ما بين ماوسي وشاشة الحاسوب