لاشك ان العربي عندما يتذاكر الاطلال ويبحر في ذكر الاهل والاحبة تلك الحياة التي خلدها لنا الشعر على مختلف عصوره انما ذلك من صميم تكوين الانسان العربي النفسي المنغلق على موروثه وارتباطه المصيري بمشاعر الحنين والعاطفة ذلك التقليد الذي يمتاز به عن كثير من الشعوب والامم .. مضامين انسانية متجذرة وخالدة في ذاكرته تنبعث من حين الى آخر متماهية مع مزاجه العام الذي لايكاد يبتعد عن قسوة ارضه ومناخه الصحراوي الجاف .. نحن نتحدث عن الارتباط ومشاعر الحنين الى كل ماهو متوارث ومتجذر ولانكاد نسمع او نقرأ شيئا من المعلقات الا وينتابنا نوع من تلك المشاعر العاطفية التي تجذبنا لاشعوريا الى الماضي البعيد ..
ومع امرىء القيس نردد دائما ..
قَفَاَ نَبْكِ مِنْ ذِكُرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوِضحَ فَاْلِمقْرَاةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرْآمِ فِي عَرَصاتِها
وقِيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
كَأَنِّي غَدَاةَ الْبَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُراتِ الَحْيِّ نَاقِف حَنْظَلِ
وُقُوفاً بِهَا صَحْبي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ
يقُولُونَ: لا تَهلِكْ أَسىً وَتَجَمَّلِ
وإِنَّ شِفَائِي عَبْرَةٌ مُهْراقَةٌ
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
...............
هل طلب او ضرورة الارتماء في احضان الوظيفة (الحكومية في الغالب هي المطلوبة لما لها من زخرف وبريق ) هو نوع من ذلك الحنين ومحاولة تعويض شيء بشيء ؟؟
ليس مجرد سؤال عابر وانما هي دعوة لمحاولة فهم ولو شي بسيط مما يعتري البعض عندما يفكر مجرد تفكير في الخروج من الوظيفة ..
محبكم