لا يختلف اثنان من العرب, أو من المسلمين في جميع انحاء العالم في ان المملكة العربية السعودية ستبقي صامدة عربية إسلامية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز مثلما كانت في عهد المغفور لهم فهد بن عبدالعزيز وأخوته خالد وفيصل وسعود ووالدهم المؤسس عبدالعزيز آل سعود.
وليس علي سطح هذه الأرض ولا في الدول القائمة والحكومات والمؤسسات الدولية من لا يعرف الملك عبدالله بن عبدالعزيز معرفة تدل علي حقيقته الثابتة من دون عواطف أو مجاملات.
فهو عربي بدمائه وعروقه وعقله وقلبه.
وهو مسلم يؤدي شعائر الإسلام علي أفضل ما يؤديها المسلمون.
وهو خادم الحرمين الشريفين, يحمل لقبه الجديد بكل عزم وشأم ونخوة.
وهو أيضا لبناني عندما احتاج لبنان واللبنانيون إليه وفلسطيني عندما تعرض الفلسطينيون لمأساة ما بعد الاحتلال وماقبله, ومصري اذا دعته مصر, وخليجي ومغربي كأحسن مايكون المغاربة والخليجيون.
وهو إلي ذلك صادق لا يقول إلا الحق ولا ينطق إلا بالحق فإذا كان محقا يقول انه محق, واذا اخطأ يقول انه مخطئ وبشجاعة وبأس.
وهو فارس من فرسان العرب الكبار. مدرك شئون أمته وشجونها, شجاع, مقدام, لا يهدأ له بال إلا إذا كانت السعودية بخير والسعوديون والعرب بكل خير.
وهو مفاوض مميز. وسياسي محنك ودبلوماسي واسع الصيت, ولكنه دائما مستقيم في الرأي ومستقيم في الموقف ومستقيم في القول والفعل.
وهو شجاع عندما قرر أن يتصدي للارهاب وشجاع عندما قرر ان يكسر شوكتهم, ويوقف زحفهم نحو الأبرياء والبسطاء من المسلمين.
ومن المؤكد, وبالدلائل القاطعة, أن الغرب يحسب له حساب لأنه لا يداهن, ولا يهادن, ولا يتراجع عن حق.
ومن المؤكد ان العرب سيرفعون رؤوسهم به لأنه لن يترك حقوقهم تهضم, ولن يسمح لأحد أن يسرق اللقمة من أمامهم. أو الحرية من أفكارهم وعقولهم.
لقد خسر العرب خسارة كبري بوفاة الملك فهد بن عبدالعزيز ذلك الجبار العتيد الصامد صمود الجبال.. ولكنهم ربحوا بخادم الحرمين الجديد الملك عبدالله بن عبدالعزيز نصيرا وحليفا لا تكسر شوكته ولا حدود لبأسه, وحنكته, وولعه بعروبته واسلامه.
انه القائد الجديد الذي سيرفع بناء الأمة العربية ويعز الاسلام والمسلمين, ويأتي لهم بالنصر علي الارهاب, وبالحل الشامل العادل لفلسطين, ويزيد من اللحمة والوحدة بين الأقطار العربية جنبا إلي جنب مع رفاقه القادة الذين أحبوه مثلما أحبهم.
مات الملك, عاش الملك. وهنيئا للسعوديين بمليكهم الجديد وهنيئا للعرب بهذا المجاهد المحامي عنهم وعن حقوقهم وهنيئا للمسلمين الذين من الله عليهم بتواصل الخير والمحبة والخدمة علي أيدي ملوك هذه المملكة الآمنة إن شاء الله
فيصل أبوخضرا
نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية