بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أحبتي الكرام .. وبعد
قطاع مكون ومؤسس لتقديم خدمات في غالبها مشقه واضحه .. فمن عمل في أقسام البريد وتنقل بينها يعلم أنه لافرق بين هنا وهناك فالسمة الغالبة والتي تطغى على كل شيء هي العمل فقط وعمل البريد وتأدية الخدمةبالمستوى المطلوب مشقة واضحة لكل مبصر يعي حجم ومقدار ذلك العمل ..
والبريد غدار مثل أمواج البحر الهائج .. هذه ليست دعابه .. بل حقيقة واضحه لكل من حاول أقرار سنن تخالف واقع العمل .. فهو يهدر هدير مشابه لهدير البحر وله مواسم معروفه يهيج فيها ويتعامل معه من يعرفه من ذوي الخبره الميدانية والذين عرفوا مكنوناته وحدودها الطبيعيه ..
اذن فأساس الخدمه هوالتعامل مع سيل مستمر من المواد الوارده والصادره التي تزيد ولا تنقص . ولا أملك أرقام وأحصاءات محدده ولكن هذا ما يظهر لي .. ومن واقع تجربه عمليه .. والسبب ربما يكون تزايد الطلب على الخدمة من جهه والزياده المستمره لأعداد السكان عالميا وسبب ثالث محلي والله أعلم ..
ما يهمني هنا وبسببه أفردت هذه المقدمه الفلسفيه هو واقعنا البريدي المحلي والذي أدعي جدلا بتكونه من طبقتين رئيسيتين .. أولاها طبقة العاملين الحقيقيين والذين يواجهون الامواج المتلاطمه بخبرة فطريه أكتسبت عمليا بما وهبهم الله من امكانات وطاقات كباقي البشر ثم من تعاملهم اليومي مع البريد وما لازمه من تبعات معروفه أقلها التجاهل من الادارات المسئوله عن تيسير شؤنهم ..
وهذه الطبقه ومهما حاولت تمجيد مناقبهم ربما لن أوفيهم حقهم خاصة ولهم أرث من العمل الشاق والتجاهل المطبق .
ثم نأتي للطبقة الاكثر اشكالا وجهلا أو تجاهلا للحقائق وهذا أقل ما يمكن قوله بحقهم وهم كل من حضر ولم ينتج سواء كان موظفا محسوبا أو مسئولا جاهلا وغشوما..حتى وصل الحال بهم لعدم قبول الاجازات حتى يتم تأمين عمل طالب الاجازه .. وكأن هذا الموظف المسكين يستطيع توفير موظف آخر يقوم بتأدية مهامه أثناء تمتعه باجازته ... هل رأيتم فتنة تمشي على الارض .. انه موظف البريد المحلي العامل .. أما غير العامل فلا داعي لاجازته أصلا فهو في اجازة مفتوحه ومدفوعة الثمن مقدما..
لن أجتر الماضي وعفى الله عما سلف .. وأستطيع اخراج مجلد بعنوان (( التفنن من أجل التمكن )) وأهديه لكل من أساء لموظف البريد الانسان العامل الصابر ..
ولكن ذلك لن يرضي غروري .. وربما يسأل أحد ما : مالداعي لكل ذلك اذن ؟
والجواب بسيط جدا لا نريد في مؤسسة البريد السعودي الا العاملين الحقيقيين فقط ...