بسم الله الرحمن الرحيم
نـهاية مدير سابق ... !!!
هذه الدنيا ... وهذا حالـها ... إذا سرتك فانتظر حزنـها ... وإذا أحزنتك فانتظر سرورها ... فالدنيا غريبة ... عجيبة ... إذا عرفت أولـها جهلت آخرها ... وإذا جهلت أولـها عرفت آخرها ... هي حلوة ... نظرة ... وفي نفس الوقت نكدة ... قبيحة ... !!!
هذا مدير ( سابق ) ومسئول كبير في إحدى المناطق البريدية الكبرى ، تربع على عرش إدارته سنين طويلة زادت عن حدها الطبيعي .. !! تشبث بالإدارة بأسنانه وأقدامه وبكل جوانحه وبكل ما يستطيعُ من قوةٍ وإصرار ، صال وجال في إدارته ... وكأنـها بيته الذي يسكن ، وحياته التي يعيش فيها ، ومستقبله الذي يتطلعُ إليه ... !!!
أصدر العديد من الأنظمة والقوانين (( الغير نظامية )) حتى أصبحت قانوناً ونظاماً يطبق ويعمل بـها في كل الإدارات الأخرى .. !! عطل الكثير والكثير من الأنظمة الرسمية والتي تصب في صالح الموظف واستخدمها ضده عنوةً وإقراراً .. !!! حتى أنه يتباطأ في إنجاز وخدمة الموظف الذي يطلب من هذه الإدارة أي خدمة تتعلق به ، فما تجد موظف إلا وله موقف سلبي مع هذا المدير ، لا تجد موظف إلا وقد تذمر من أسلوب هذا المدير الذي كبت على موظفيه قبل موظفي الإدارات الأخرى ... !!!
وبعد هذه السمعة السيئة التي حققها هذا المدير عبر هذه السنين الطويلة ، وبعد تعلقه وتمسكه بـهذا الكرسي بقوته وعلاقاته ، وبعد كره موظفيه له والموظفين الآخرين ... !!!
أنظر ماذا كانت النتيجة وما هي حصيلته في النـهاية .. ؟!!
أولاً : أُنتزع من كرسيه وإدارته إنتزاعاً وأسند له عمل إداري في إحدى الإدارات .. !!
ثانياً : أصبح موظفاً عادياً كأي موظف في الإدارة ..
ثالثاً : جميع الموظفين أستبشروا خيراً بصدور القرار بإعفائه من منصبه .. !!
رابعاً : أصبح مطأطأ الرأس أمام الموظفين بعدما كان طاووساً يمشي بينهم .. !!
خامساً : أكثر الموظفين ينظرون إليه بعين الشفقة والعطف لحالته التي وصل إليها ..
إذن ... ماذا استفاد هذا المدير وأمثاله ممن يسيرون في نفس الإتجاه .. ؟!!
أكيد طبعاً لا شيء ..
تخيلوا هذا المدير كان طيباً ذو أخلاق مع الموظفين ... يتعامل معهم كأخ يساعدهم ويشد من أزرهم ، أما كان وضعه الآن أفضل بكثير وعلاقته مع الموظفين لم تتغير ومحبتهم له إزدادت لأنه قدم لـهم حبه وأخلاقه .. !!
طبعاً كان الأمر مختلفاً تماماً .. !!
فأتمنى من المدراء الذين يسيرون في نفس الإتجاه أن يجعلوا هذا المدير عبرةً وعظةً لـهم .. !!
وقبلها يجعلوا أمامهم ونصب أعينهم قوله تعالى : ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) ( لقمان : 18 ) ..
تحياتي لكم
إداري
edarupost@hotmail.com