الاختلاط لأجل التعارف بين الجنسين
أجاب عليه:سامي بن عبد العزيز الماجد
السؤال:
ما رأيكم فيمن يقول: إن السبب في العنوسة هو عدم الاختلاط بين الجنسين، وهو بهذا لا يدعو للاختلاط المفتوح، بل المنضبط؟ وهل هناك اختلاط منضبط؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فكأني بك –أخي الكريم- تقصد الاختلاط الذي يتحقَّق به التعارف بين الجنسين، بتبادل الأحاديث والحوارات والمناقشات، مع التزام النساء للحشمة والحجاب والابتعاد عن الخلوة، فيكون اختلاطاً مقنناً مقصوداً لهدف معين، فلا شك أنه أهون بكثير من الاختلاط المفتوح غير المنضبط، والذي لا يخلو من إغراءات مقصودة وغير مقصودة، وخلوات محرمة، وتجاوزات في الحجاب والحشمة، ومع ذلك فهذا المقنَّن لا يخلو من مفاسد جاءت النصوص بدرئها وسدِّها في مواضع كثيرة، فمن هذه المفاسد: تعلُّق الشاب ببعض الفتيات، وقد يتعلَّق بواحدة أكثر من شاب فكيف يُوفَّقُ بينهم؟ وهل سيتزوج اثنان بواحدة؟!
وكذلك قد يتعلَّق أحد الشباب بواحدة منهن، لكن تحول بينه وبين الزواج بها عوائق أخرى، أضف إلى ما تقدم أن هذا الاجتماع لا يخلو غالباً من مضاحكات وممازحات منهي عنها، وقد نصَّ القرآن الكريم على نهي المرأة أن تخضع بالقول، فقال تعالى: "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" [الأحزاب:32]. والله أعلم.