بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اخواني و اخواتي
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
سؤال دائما يتصدر تفكيري قبل ان اكتب عن اي قضية عن ماهية الكلمة و دورها عندما تكون نابعة من القلب بكل صدق و موضوعية ,,,
عندما تكمم افواهنا لا تستطيع الوصول الى ما تريد , افواهنا التي ادمنت لغة الصمت الذي اقره الاخرون بان فيه الذهب , وقرؤوا فيه تعبيرا اكثر بلاغة من الحديث في زمن اصبح فيه الكلام ضرورة , والحديث بصوت مسموع لحاجتنا للتفريغ عن مكنونات قلوبنا , حيث تصبح الكلمة عملاقا يتحدى اشكال الضعف و الفساد , وضرورة عندما يكون النطق بالحق احد من نصل السيف او مبضع الجراح , حتى لو كان اضعف الايمان ,,,,
فعندما تكبل الايادي , وترتجف القلوب , وتعجز العيون عن التعبير , لابد للسان ان ينطق بالحق ولو كان الثمن باهضا ,,,,
فأمام المشاهدات اليومية , وما يكتب يوميا , وتكرار الوجع في الكثير من مفاصل الوطن و المواطن , عندها لابد للسان من ان ينصح و ينبه و يوجه ويوصله , فثمة آذان تستمع , وثمة اصوات تنطلق من هنا او هناك لتحاصر الخلل و تقوم بتقويمه واصلاحه , وبذالك تعطي القوة لمن يتردد في اطلاق كلمة الحق ويكون شيطان اخرس , وتدعم قرارات من بيده تصويب الامر , فليس صحيحا او صحيا ان يصمت الجميع حتى المتظررين واللذين اصابهم الضر اصابه مباشرة , يصمتون في زمن الضجيج , لكن كل ذالك بشرط ان نعرف متي يكون للكلام وقع صحيح , ومتى يكون لما نقوله او نتحدث به مكانته التي ترهب الظالمين , وان انتفينا من ذالك نلجأ الى بديل مؤقت هو الصمت الذي ينذر بقدوم العاصفة , حتى تكتمل الصورة , وبذالك نترك فسحة للامل حتى تضاف اليها الالوان المطلوبة , وتكسى باللحم و الدم ,,,,
فبين الصمت والامل في تلك الحالة توافق رائع , والاروع منه ان نعود انفسنا على الكلام وان نتكلم بقوة , وان تنطلق صرخاتنا في وجه من ينطلق كالقذيفة فوق احلامنا و اجسادنا الهزيلة الضعيفة , وامانينا و امنياتنا التي قاربت حدود الاحلام او احلام اليقضة ,,,
لن استرسل كثيرا في الحديث عن تلك المسألة , فهناك من الحالات المشابهه لها الكثير الكثير وهذا ما يدفعني دائما الى التسائل !!!!!!
ماقيمة السكوت و الصمت عندما نسكت عن شخص او اشخاص يستفيدون من صمتنا و سكوتنا و يفسرونه بانه الضعف بعينه , ويعتبره نتاجا لقوته الظالمة و لجبروته ولقدراته الخارقة التي تسكت كل صوت الا صوته ؟؟؟
ماقيمة الصمت اذا سكتنا عن مسؤول همه الوحيد هو احباط مشروعاتنا التي نرى فيها مطلبا ملحا لمستقبل زاهر لنا ولااولادنا او لااناس مرتبطين بوطنهم , كل هذا فقط لانه اراد ذالك و لتذهب آراء الاخرين الى المجهول ؟؟؟
ماقيمة الصمت عندما نسكت عن مسؤول فاسد او مرتشي او مرتكب لحماقات تضر بالاخرين وهو مقتنع و بغروره بان ما يفعله هو الصواب , وهو ايضا مؤمن بقدراته الخارقة على تذيل و تطويع القوانين لمصلحته وادراكه بانه بعيد عن اعين المحاسبة و المحاسبين, خاصة بان بطانته الفاسدة مدربة على تفسير بان ما يقوم به من عمل او اعمال بانه حق له و ذكاء في التعامل مع متطلبات العصر الجديد ؟؟؟
ما قيمة الصمت في زمن بات فيه المجال مفتوحا و متاحا لكل صادق وامين ولكل صوت صادق يدعوا الى الحق ورفع الظلم واعطاء كل ذي حقا حقه والدعوة الى المشاركة في البناء بدعوى صادقة و اضحة وضوح الشمس ؟؟؟
لماذا نصمت امام ممارسات الظلم و الفساد وامام ممارسات تؤدى الى احباط الكفاءات , وتقرب ضعاف النفوس الى المتنفذين على حساب الاخرين , وبذالك تزين للناس افعالهم بانها دعوات للمنافسة الشريفة , والهدف منه هو ارضاء شخص ما ؟؟؟
واخيرا وليس اخرا وامام ما ذكرنا تكثر الامثلة والاسئلة و الاستفسارات , واقول لتكن دعواتنا صادقة الى قول الحق في زمانه و مكانه , ولتتحد اصواتنا قلبا و قالبا , فعندما تتسع الدائرة ويرتفع الصوت لابد ان يصل الكلام للآذان وان كره الظالمون وان كره بعضها ذالك ,,,
والله من وراء القصد