الصندوق الدولي: العملة السعودية مقدرة بأقل من قيمتها
مؤسسة النقد تدرس خيارات لفك ارتباط الريال بالدولار
تراجع الدولار أثر على القدرات الشرائية للريال
أكدت مصادر لـ ,,,, أن مؤسسة النقد العربي السعودي بدأت تدرس بشكل فعلي خيارات فك ارتباط العملة السعودية بالدولار الأمريكي امام الضغوط الكبيرة التي تواجهها السياسة النقدية للمملكة وارتفاع الأسعار و معدلات التضخم.و أرجعت المصادر تحفظ المؤسسة عن الإعلان عن ذلك تجنباً للمضاربات على الريال في سوق العملات وكذلك لحين الموافقة النهائية على أحد الخيارات المطروحة مشيراً إلى أنه المؤسسة تواجه صعوبة في ذلك بسبب ارتباط الخطط الإستراتيجية الوطنية بعيدة المدى بالدولار.من جهته قال عدد من الاقتصاديين لـ ,,,,, إن البنك الفيدرالي الأميريكي يبحث عن مصلحة اقتصاده العام بمعزل عن مصالح الاقتصادات الأخرى، مما يجعلنا أكثر إصرارا في المطالبة ببحث مصلحة الاقتصاد السعودي بمعزل عن تبعات الاقتصاد الأميركي، وتبعات الدولار الضعيف، معتبرين أن الأمر يحتاج إلى رؤية شاملة، وقرار عاجل، وإدارة محترفة يمكن أن تعيد رسم إستراتيجية السياسة النقدية بنجاح.
من جهته قال رئيس دار الدراسات الاقتصادية الدكتور عبدالعزيز الداغستاني إنه يعيب على كثير من قراراتنا بأنها تأتي متأخرة، فالارتباط على الرغم من فوائده إلا أن الاقتصاد السعودي تأثر سلباً بذلك وخصوصاً المواطن حيث جاء ارتفاع نسبة التضخم والأسعار بعد انهيار سوق الأسهم مما يعني تضاعف معانات المواطنين والمقيمين بالمملكة، مشيراً إلى أن موجة ارتفاع الأسعار سوف تتواصل بعد ارتفاع أسعار البترول إلى أسعار قياسية.
و أكد الخبير الاقتصادي فضل سعد البوعينين أن الريال كان قد استفاد من قوة الدولار لأوقات طويلة كما كان ذلك خلال الثمانينات والتسعينات الميلادية بالرغم من ضعف الاقتصاد العام بسبب تدني حجم الدخل الحكومي، وزيادة تكلفة حرب الخليج الأولى، والثانية، أي أن الريال السعودي كان مقوما بأعلى من قيمته الحقيقية في ذلك الوقت بالإضافة إلى أن الدولار الأميركي يمثل عملة التقييم العالمية للنفط، السلعة التي تحقق أكثر من 80 في المائة من مجمل الدخل السعودي مضيفاً بأن إيرادات النفط المقومة بالدولار، رغم أهميتها، لن تكون عائقا أمام إنشاء سلة عملات متوازنة يمكن أن تعوض الفاقد من قيمة الدولار الحقيقية.
وقال إن نسبة تأثير التضخم في المعيشة الداخلية أكبر من نسبة تأثير انخفاض الدولار على الريال السعودي وهو ما يدعونا إلى القول إن العمل على خفض نسبة التضخم والسيطرة على الأسعار هو المنقذ الحقيقي للقضاء على الغلاء، وليس تعديل سعر صرف الريال مقابل الدولار، فالسلع الأميركية المستوردة للسوق السعودية و التي شملتها موجة الغلاء والتضخم على الرغم من أنها مقومة بالدولار الأميركي الذي لم يتغير سعر صرفه مقابل الريال، دليل على أن موجة التضخم الحالية ربما كانت مرتبطة بعوامل أخرى كثيرة غير عامل انخفاض الدولار وأثره السلبي على الريال السعودي.
من جهته قال صندوق النقد الدولي ان الريال السعودي مقدر بأقل من قيمته الحقيقية قليلا الان لكن هذا لن يدوم طويلا على الارجح. وأضاف الصندوق في بيان :يبدو الريال السعودي مقدرا بأقل من قيمته الحقيقية قليلا الان. الكثيرون يرون في هذا ظاهرة مؤقتة.
وتابع الصندوق في مراجعة دورية للاقتصاد السعودي :أي تقدير لسعر الصرف الفعلي دون قيمته الحقيقية يمكن توقع ارتداده في الامد القريب مع تراجع الفائض في ميزان المعاملات الجارية.