الإخوة الزملاء الأعزاء ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحببت نشر هذا الجزء من مقال اطلعت عليه وأعجبني ، على أن أكمله في وقت لاحق ، مع تمنياتي بالاستفادة للجميع ، وقد تحاشيت نشره كله اليوم خشية الإطالة :
ذُهل الميكانيكيون في شركة هانتس ودورست للحافلات في بريطانيا عندما كشف الفحص على إحدى أوتوبيساتهم التي أصيبت بعطل في مكابحها ، أن هناك عيباً خطيراًفي جهاز المكابح الهوائية .
وأخطر موظفو الشركة مؤسسة كلايتون ديواندر التي تمدهم بقطع الغيار فتتبعوا مصدر الجزء المعطوب في المكابح فوصلوا إلى شحنة أعادتها إليهم شركة نقل في هونغ كونغ على أنها بضائع لم تُستعمَل ، وأظهر التدقيق أن هذه القطعة مع 79 أخرى مقلدة بمواد رديئة .
وهذا نموذج من فيض متعاظم من البضائع المقلدة والمغشوشة التي تتدفق على الأسواق في أنحاء العالم .
إن الغش في تقليد البضائع المتمتعة بالحماية التجارية وتمريرها على أنها بضائع أصلية ؛ أصبح تجارة تصل أرقامها إلى أكثر من مليار دولار سنوياً ، وتشمل كل شيء ، من أثمن الكماليات إلى أقفال الأبواب وأدوية مكافحة الحشرات ، حتى المنتجات ذات التقنية العالية ليست في منجَى عن التقليد والغش ، ففي منتصف السبعينيات اكتشفت أجهزة محولات ( ترانزستور ) مغشوشة بين قطع مُعَدّة لإحدى تجارب المكوك الفضائي لدى وكالة الفضاء الأمريكية .
والبضائع المغشوشة لها سوق واسعة بحيث تشمل تقريباً كل أنواع المنتجات ، وتذهب البضائع الغالية الثمن إلى الولايات المتحدة وأوربا الغربية وأمريكا الجنوبية واليابان وبلدان النفط بالشرق الأوسط ، أما البضائع العادية فتذهب إلى أفريقيا وبعض دول آسيا الفقيرة .
وأصبح أي إنتاج ذي سمة تجارية مميزة مُعَرَّضاً لخطر التقليد .
أولى المنتجات التي استهدفها ضرر بالغ كانت ساعات اليد ، حيث ظهرتْ ساعات يد من أصناف سويسرية وفرنسية مقلدة مصنوعة في شرق آسيا وعُرِضَتْ للبيع في أسواق العالم .
وقد وسّع المزيفون عملياتهم لتشمل منتجات أقل تعقيداً ، إنما على المستوى الموازي من الربح ، ففي أفريقيا يباع سَنَويّاً خمسة ملايين قفل للأبواب صُنِعَتْ مقلدة من تصميم ( ميلفورد ) ، وفي شنغهاي صُنِعَتْ ستة ملايين بطارية أمريكية مزيفة لحساب أحد تجارهونغ كونغ ، صُرِّفَتْ كلها في الشرق الأوسط ، وفي بعض أنحاء جنوب أوربا وآسيا ساءت الأوضاع لدرجة أن الأشرطة المسجلة المغشوشة والاسطوانات الزائفة قد فاقت مبيعاتها بنسبة كبيرة أرقام بيع التسجيلات الأصلية .
وتختلف أساليب الإنتاج لدى المزيفين على نحو كبير ، ففي تايوان يستخدم مصنع ينتج قطع غيار مقلدة أكثر من 100 عامل ، وفي إيطاليا كان مصنع ينتج 15000 قطعة جلدية شهريا تحمل تقليداً لشعار ( كارتييه ) ، وقد تم مداهمة هذا المصنع لاحقاً .
وهناك عدة مشاغل في مدينة سيالكوت الباكستانية ، تخيط باليد كرات لعب مقلدة تحمل شعار ( اديداس ) ، ودأَبَتْ معامل أخرى على إنتاج عطور مغشوشة باسم ( شانيل ) و ( نينا ريتشي ) في قريتين بجزيرة جاوا الأندونيسية .
وفي الغالب لاتوسم البضائع بالسمات التجارية الزائفة إلا بعد وصولها إلى البلد الذي ستباع فيه ، حتى إذا عثر رجال الجمارك على هذه البضائع المقلدة تعذرت عليهم مصادرتها .
ومن الخدع الأخرى إعطاء البضاعة الزائفة أسماء تحمل حرفاً أو أكثر إضافة إلى الاسم التجاري الشهير ، وهكذا تُصنَع ساعات يد يابانية رخيصة باسم ( آسيكون ) ، وبعد وصولها إلى بائع المفرق يُمحَى الحرفان ( أ) و (ن) ثم تباع الساعات على أنها من صنف ( سيكو ) المعروف .
ويتم تسويق البضائع المقلدة بأسعار مخفضة جداً ، وأكثرها يُصرَّف في أماكن متواضعة مثل مخازن الشوارع الخلفية أو الأكشاك المكشوفة بالأسواق أو بواسطة بائعين متجولين على الأرصفة .
لكن بعض المزيفين يتمادون فيطلقون اسم الصانع الأصلي على المحلات التجارية التي تبيع البضائع المغشوشة ، ففي مدينة مكسيكو وقفَتْ شركتان فرنسيتان ، هما ( كارتييه ) و ( لاكوست ) عاجزتين أمام انتحال اسميهما من قبل سلسلة من المحلات التجارية الأنيقة ، ورغم أن الشركتين سجلتا علامتيهما التجاريتين بالمكسيك وربحتا عدة دعاوى ضد المنتحلين ، فإن هذا الأمر لم يغير شيئاً من الواقع المحلي ، مما اضطر شركة ( كارتييه ) لفتح متجر خاص بها بجوار مخازن المنتحلين وخوضها معركة منافسة معهم كسباً للزبائن .
مع أجمل تحية عطرة من زميلكم : المواصل