أرغب أن أترك عملي بلا رجعة .
ولدى شغف أن أرتكب أجراماً كبيراً لعدد من الأفراد داخل هذه الإدارة العريضة قبل أو أودع الجميع .. لا أرغب بالهروب لثقتي أن العدالة سوف تجدني سريعاً ، ولكن أتشوق أن أعيش وقتاً ليس بالقصير وبعيداً عن العدالة من أجل الاستمتاع بثلاث مبادئ تعلمتها من الذي ارتكبوا الإجرام وعددهم زاد قليلاُ عن المتوقع .
أما المبدأ الأول هو التلذذ بالتخطيط وكيف انتقم من الآخرين مع الفرق الكبير أن ملذتي تكمن في استرداد حقوقي التي لم يستطع أحد من أصحاب المهام نفسها استردادها , وضاعت الشؤون الفردية داخل غياهب الإدارة والتحري في الوقت الذي كانوا يستمتعون بكامل اللذة المعنوية وكيف تكون عليه النتائج أمام هذا الانتقام ، بسبب توقف مسيرة أمورهم الخاصة في خطوطها العريضة ..
أما المبدأ الثاني فيكمن أثناء ارتكاب الجريمة وكم من الوقت تستغرق ، وهل تقوم على مبدأ الحق في تعريف المجرم الحقيقي عن جرائمه التي ارتكبها . وماذا لو أراد أن يثنيك عن عزيمتك بالبكاء أو الخضوع في الوقت الحرج أو أنه جاء بأسماء أخرى لا تكون ضمن قائمتك في التجوال مع الآخرين .. أم أنك تكتفي فقط في أول لقاء لتأخذ ما تريد في لحظات وتترك الرذيلة دون الالتفات لموتها أو بقائها .. غير أنك متأكد من أن عاهتها سوف تعيش معها حتى آخر العمر فتكون عبرة من ناحية ،
وأخرى يستمر الألم الجسدي والذي يقل عن الألم المعنوي الذي سببه هؤلاء للآخرين بأسلوب الكراهية والحقد والبحث عن تحقيق المصالح الخاصة ..
أما المبدأ الأخير إعلانك التوبة والاستغفار والندم على ما قمت به .. نفس اللعبة تعيدها على مسمع الذين أسترديت حقوقك منهم ، وتدرك أنهم لن يغفروا لك في الوقت الذي سمحوا لأنفسهم أن تعيش متألماً مقتولا جريحا مشرداً اسريا.. وأنت في داخل الأسرة مشتتا اجتماعيا ونفسيا وماليا ليخلق منك هذا التشتت والتشرد مجرما بريئا لدى نفسه ومذنبا عند الآخرين . والفرق بين هذا وذاك أنك سوف تستقبل العقوبة بكل رضا ... وتدرك ما لا يدركه الآخرون .
أنها فترة طال انتظارها ليعود الحق وقد يقول المتسائل أين الصبر ؟!
أنا إنسان نعم مسلم .. أكون في لحظات مؤمن ويزيد امتحاني .. ولكن صبري تعدى حدود الإطار الذي امتلكه ، ولكل فرد إطار قد يكون أتساعه كبيراً أو صغيراً غير أنه غير قابل للتمدد ، لذا نجد من يصل به الصبر لهذه الحدود ويقف عندها .. لن يطول صبره فيقوم باسترداد حقوقه ، وتلك لحظات يكون بها الفرد مسلماً تستلمه الأهواء .
لحظات سريعة خاطفة وكأنها خطة حرب صغيرة تم إعدادها بسهولة لمعرفتك مداخل ومخارج الأعداء , وكيف يحتمون بأدوات صامته وأقلام ظالمة ونفوس ضعيفة قد أعطى لها القانون ما لم يستطع الحصول عليه من العدالة السماوية ، فعاشوا تحت شعار الظلام في موقع اختص بهم الضوء الأسود بعيداً عما يدين تصرفاتهم فجاء أخذ الحق سريعاً وبلا تردد ..
تلك لحظات سريعة عبرت على خاطري قبل النوم وهربت سريعاً بكلمة .. لا اله إلا الله محمد رسول الله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..ونامت العين عليها.
فأصبحت وأنا ابتسم معلنا أن الأجرام لا يكتمل مهما اجتمعت الأسباب ، وقد يصبح صاحب الحق بصفة المجرم لأنه رغب أن يأخذ حقه بنفسه وتجاهل السلطات ، فيضيع حقه أمام العدالة القانونية ، ولا يتمكن من استرداده في الحياة , تلك تحاليل الحقيقة أمام الأحلام .
ودمتم