عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
إن من يتابع إنجازات البريد السعودي التقنية، لا يسعه إلا أن يقف لها احتراماً، فقد تمكن البريد السعودي من إنجاز نظام عنونة فريد من نوعه، واتبعه بخدمة راقية وهي خدمة (المحدد) وهي الخدمة المجانية الموجودة على موقعه في شبكة الإنترنت تمكن الجميع من تحديد أي عنوان بالمملكة بكل بساطة وسهولة، حيث يكفي لتحديد العنوان رقم الموقع (الرقم الموجود فوق صندوق بريد واصل) واسم الحي، وعندها ستحصل على خريطة الموقع إضافة إلى صورة حية للموقع عن طريق الأقمار الصناعية.
إن ما دعاني لاسترجاع هذا الحديث الذي كنت قد كتبت عنه سابقاً هو عدم استغلال الدوائر الحكومية لهذه التقنية الرائعة مثل الهلال الأحمر والبلديات وغيرها من الأجهزة الخدمية التي تحتاج إلى الاستدلال على العناوين بكل دقة وسرعة أيضاً، فعلى حد علمي لم تستغل دوريات النجدة مثلاً (المحدد) الخاص بالبريد السعودي في غرفة العمليات ولا الهلال الأحمر ولا المطافي، فلا أدري ماذا ينتظرون؟؟ هل لديهم طريقة أفضل لمعرفة العناوين بسرعة ودقة كافية، هل لديهم آلية لمعرفة العنوان بمعلومة واحدة فقط أو اثنتين على أبعد تقدير، لا أعتقد ذلك، هل ينتظرون إلى أن يتم تخصيص البريد السعودي كاملاً ثم يعاملهم بالوجه التجاري حيث إنه يقوم بعمليات تجميل للوجه الذي عرف به منذ القدم، وسيأتي الوقت الذي تتغير به ملامح ذلك الوجه ولن يبقى منه إلا وجه تجاري يعمل على أسس تجارية وعندها سيضطرون إلى شراء هذه التقنية بمئات الملايين، فلو أن شركة أجنبية أرسلت مندوبين ذوي بشرة حمراء وشعور شقراء وعيون زرقاء إلى هذه الإدارات وقدموا تقنية تقل عن ما لدى البريد بكثير، لوجدت الجميع يركض وراء استغلال هذه التقنية ويفتخر أنهم حصلوا على آخر ما توصل إليه العلم من تقنية، إلى متى ونحن ينطبق علينا مثل (زامر الحي لا يطرب)، بودي أن أعرف وأنا هنا أتساءل وأطلب من ذوي الاختصاص بهذه الأجهزة أن يخبرونا إذا كان لديهم آلية لمعرفة عنوان شخص يتصل طلباً لنجدة أو إسعاف أو مطافئ دون الحاجة إلى معرفة الوصف التفصيلي وأقرب معلم هذا إذا ما قالوا له نرجو أن تنتظر في الخارج على الشارع العام وتلوح بشماغك حتى تراك الدورية.
وحتى يكون القارئ على بيِّنة من ما أتحدث عنه فإني أقول إن لدى البريد الآن في غرفة العمليات الخاصة به شاشة عليها خريطة الرياض وحين يريدون معرفة أي عنوان بدقة يطلب فقط رقم الصندوق واسم الحي وحينها ستظهر خريطة الموقع وبطلب صورة الأقمار الصناعية يظهر الموقع بصور حية مع إمكانية التقريب (خدمة قوقل ارث) وهذه الخدمة موجودة على أجهزة الملاحة (AGIS) الملحقة بالسيارات أو الأجهزة الكفية، فلو قدر الله واستخدمت الأجهزة الأمنية هذه التقنيات وهذا في علم الغيب لأنه للأسف لا يوجد لدينا استنتاجات منطقية للأمور في أجهزتنا الحكومية فأكثرها يسير بالبركة وليس على أساس "الأفضل المتاح" وإلا لكان استخدمت كل الأجهزة التي ذكرت هذه التقنية، عموماً أعود وأقول لو استخدمت هذه التقنية في دوريات النجدة مثلاً لأصبح الأمر يتطلب معرفة طالب الخدمة إلى أربعة أرقام واسم الحي وهذا سيبسط معرفة جميع أفراد الأسرة للعنوان حتى كبار السن والأطفال"، وعندها سيحصل مقدمو الخدمة على خريطة عبر شاشاتهم إضافة إلى صورة طبيعية للموقع تبين كل المعالم والعوائق، ويمكن لرجل الأمن في سيارته عبر جهاز الملاحة أن يتبين نفس الخريطة والصورة مع بيان أقرب الطرق للوصول للهدف، كما أن هذه الأجهزة ستحصل على بعض المعلومات للمكان المستهدف حسبما تسمح به الأنظمة عبر الربط مع البريد السعودي، مثل أن يحصل رجال المطافئ في حالة استدعائهم لموقع ما، هل السكن فردي أو عائلي، هل يوجد أطفال، هل المنازل المجاورة بها كثافة سكانية، كثير من المعلومات يمكن الحصول عليها بالربط الإلكتروني مع البريد.
إني أجد أنه من الواجب أن تتكاتف جميع أجهزة الدولة التي لها علاقة مع الجمهور والبريد السعودي لحث جميع أفراد المجتمع للاشتراك بالبريد المجاني "واصل" بطرق غير مباشرة ومباشرة حتى تصل للإلزام، مثل البلديات تلزم أصحاب المكاتب العقارية بضرورة وضع خانة بريد واصل في العقود الخاصة بالتأجير أو حتى البيع، وإلزام المستأجر أن يذهب إلى أقرب مكتب بريد والتسجيل، والأمن العام بجميع أجهزته يلزم طالبي الخدمات الجديدة أو تجديد خدمة ما أن يسجل في بريد واصل إذا كان متاحاً، وهذا ليس فيه الزامية لاستخدام البريد، فالأمر سيان استخدام عنوانه وهو مجاني أم لم يستخدمه، وأنا لا أتوقع أن يستخدم بريد "واصل" من قبل الأكثرية لأنه كما قيل في الأمثال (لا يصلح العطار ما أفسد الدهر)، فالبريد ثقافة وتحتاج إلى وقت طويل حتى تستوعب من الجمهور، ولكن يكفي البريد الحصول على قاعدة معلومات ستكون لها مردود تجاري ليس له مثيل، وأتوقع من البريد السعودي ألا يقدم إلى أي من هذه الأجهزة شيء بدون مقابل فالمصالح المشتركة كثيرة، فكل شيء بمقابل، لأن اللامبالاة التي قوبلت بها هذه التقنيات من قبل الأجهزة سالفة الذكر، تحتاج من البريد أن يجعل كل شيء عزيزاً وألا ينسى أنه مقبل على التخصيص.
كما أرجو من الجميع تجربة المحدد عبر موقع البريد الإلكتروني وهو
www.sp.com.sa وسيفهمون ما أقصد.
والله من وراء القصد.عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/2008/07/03/section.opi.html
والله انك صااادق يااخوي
هالطريقه المفروووض تستخدم من زمان للهلال الاحمر والمطافي وفي جميع حالات الطوارىء
ولكن هل من مجيب!!؟؟