دموع الرجال….!!
مدونة الشاعر و الإعلامي مذيع التلفزيون محمد الهاشمي دافي الجرح مقدم شاعر المليون
ليس من السهل أن تكون رجلاً وترى الرجال يتساقطون من حولك.. وعلى يد من؟
رجل واحد أو يزيدون قليلا
الليلة وقبل عودتي من عملي جلست بصحبة مجموعة من الزملاء.. الجميع كان يحاول تناسي ما آلت إليه أوضاعهم
الوظيفية من سوء بعد قرار اتخذه رجل واحد وقسم من خلاله كل شيء بحسب ما (يراه) مناسبا
ودون آلية للتقييم أو منطقية لتوزيع الأدوار
لكن لم يكن ذلك بجديد علي.. ولن يكون..
فقد تعودت أن تأتي مؤسساتنا الوطنية بما هو أسوأ من سابقه.. حالاً ورجالاً
ولأن الظلم الواقع كان جماعيا فقد بدا أن الجميع مرتاح (للفضفضة) رغم أن الموضوع المطروح يمس خصوصيات مالية
ومعيشية لا يمكن في الأحوال الاعتيادية أن تكشف أبداً
لكن كيف وقد وصل الظلم للدرجة التي تدفع رجالاً بأسرهم وأطفالهم وتجربتهم العملية للبكاء…
لقد انتهت الفضفضة المريحة إلى القهر والغضب والصراخ… والبكاء
رأيت رجالا وقد اغرورقت عيونهم بالدمع لا لشيء إلا لأنهم ظلموا بقسوة..
وقبل بدء الشهر الفضيل بساعات..
وما زاد من وقع الظلم أنهم رأوا من لا يستحق (بإجماع الكثيرين) وقد صعد درجات..
لقد نشأت عن هذا الظلم فطريات حقد مبررة بين الزملاء في القسم الواحد والمهنة الواحدة
وبات جو العمل كله مريضا وموبوءاً
من الذي خسر؟؟
كلهم.. إلا واحداً ومسؤوليه ومعهم قلة هم في أفضل الأحوال ماسحو أحذيتهم ..
خرجوا يصفقون لأنفسهم طويلا بانتظار آخر الشهر… ليقبضوا…
ولسان حال المظلومين يقول:
(قبض الله أرواحكم)
لم كل هذا؟؟
وأين نعيش حتى نرى كل ذلك يحصل دون رقيب أو حسيب؟؟
كيف يمكن الحد من الظلم الوظيفي والتجاوزات والمحسوبية والفساد من إدارات مؤسساتنا الحكومية في الوقت الذي تخلو فيه هذه المؤسسات من آلية للمحاسبة القانونية ونص يمنح الحق لمن يطالب به؟؟
هل هذا الوضع مغفل عنه أم أنه مسكوت عنه مع سبق إصرار وترصد.. لا بد وأن المصالح تتقاطع وتتضاد وتندمج .
لكن هل نحن في غابة أساساً حتى يحدث كل ذلك؟؟
وفي بلد يمثل فيه الإنسان ثروة كبيرة.. لأنه أقل شيء متوفر فيها…
عدد البشر في وطني أقل من عدد حبات التراب على أرفف المكتبات وأقل من الأغبرة والتلوث والقطط والحشرات والسيارات وسيارات الأجرة.. أقل من عددالحوادث السنوية للسيارات ..أقل من المال وتفاوت أسعار الأسهم وعدد التأشيرات السنوية لزائري البلد والبنايات الشاهقة والشوارع المعبدة… بشر أقل من كل هذا… بكى رهط منهم أمام عيني..
وأنا الآن مستلق أنتظر النوم.. بعد أن جفت دموعي منذ دهر! في الوقت الذي لا أعلم فيه بالضبط إلى أين يقودني ذلك الطريق الموعور…
دعاء دائما ما أتذكره في تلك الأوقات… اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين.. وقهر الرجال
محمد الهاشمي - دافي الجرح
نقله لكم / بوعبدالعزيز