المركزية.. هي الاحتفاظ بالسلطات جميعاً في يد شخص معين أو مستوى إداري عالٍ بحيث لا يُتاح لباقي الأشخاص أو المستويات أن تتصرف إلا بناء على تعليمات من ذلك المستوى أو بعد موافقته.
أما اللامركزية: فهي موقف يتسع فيه نطاق التفويض في السلطة أو تُمنح فيه سلطات أصلية لمستويات أدنى وفقاً لما يُسمح به في تنظيم الشركة أو المؤسسة.
فالمركزية إذن تعني الاتجاه إلى تركيز السلطة والرجوع إلى الإدارة العليا في اتخاذ كل القرارات المنظمة للعمل. أما اللامركزية فتعني العكس أي توزيع السلطات وإعطاء حرية اتخاذ القرارات حيث يجري العمل الفعلي.
الواقع العملي يقول: إنه ليس هناك مركزية مطلقة أو لا مركزية مطلقة ولكن هناك مواءمة بين ما تحققه المركزية من الرقابة الفعّالة على سلامة العمل، وما تحققه اللامركزية من سهولة وتدفق وانطلاق في العمل.
ولكن يبقى سؤال: إلى متى ستظل المركزية هي العنصر الفعّال في الاداره
عندما تُحال الإدارة المركزية للتقاعد فمن يحلّ محلّها؟
أليس في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة عندما ربَّى كوادر تحل محله تلي أمر الدعوة إلى الله؟ إذن لا بد من إعداد رجال يتولون المهمة من بعد.
ولذا مطلوب تفويض الآخرين للعمل من الآن.
فالمرء الذي يقبض على شيئين لا بد أن أحدهما، ينزلق من قبضته فما بالك بما هو أكثر من ذلك؟
ولكن هناك من يكره التفويض داخل المؤسسة أو الشركة لماذا؟
هل هو الخوف من فقدان سيطرتك على الأمور؟
أم أنه الخوف من ضياع الوقت لأنه لا يثق في أداء المهام على نحو جيد من قبل معاونيه؟ الخوف من فقد القوة والنفوذ والتحكم، وبالتالي ربما يفقد المنصب.
أليس هو الخوف من ضياع التقدير المادي والمعنوي؟
أو الخوف من تحمل عبء اللوم وحده إذا ما أخطأ المفوّض إليه في المهمة؟
أم هو عدم الثقة في الآخرين؛ فهم ليسوا أهلاً لهذه الثقة؟
أم هو حب أداء العمل بنفسك؟
من كتاب بسيوني الوكيل
29/05/2005