هل سمعتم احبتي الكرام بطائر يسمونه ابا زريق ؟
انه كما يقول عنه الدميري طائر على قدر اليمامه , حاد البصر , يشبه صوته صوت الجمل .. ومأواه قرب الانهار والاماكن كثيرة المياه , الملتفة الاشجار , وله لون حسن وتدبير في معاشه ؟؟...
ويروي الدميري كذلك نقلا عن ارسطو في هذا الطائر انه ربما افصح بالاصوات كالقمري .. وربما أبهم كحمحمة الفرس .. لكن الذي لم يذكره الدميري ولا ارسطو عن ابي زريق هذا , انه ينهب حصاد غيره , فغيره يعمل وهو الذي يحصد ؟
ويريد -مثلا -ابوزريق أن يضع البيض , فلا يهم ببناء العش الذي يبيض فيه , وينتظر ويرقب الطيور الجادة العاملة حتى اذا ما وجد طائرا منها قد فرغ لتوه من اقامة عشه بين غصون الشجر , انتهز صاحبنا ابو زريق فرصة غيابه سويعة , وقفز الى العش ( الجاهز ) ورقد فيه ليبيض ..
هكذا يفعل ابو زريق في عالم الطير ..
وهكذا نجد بيننا من يقفز كقفزة ابو زريق وبدون ان يحس بانه قد عمل منكرا عظيما ..
انه يرقبهم الى ان يفرغوا من بناء ما يبنونه , فيضع اللافتة التي تحمل اسمه على الباب ..
من كتاب ... مجتمع جديد او الكارثة .. بتصرف ..