العمل الاداري ومستويات القيادة..
عندما نفكّر في العمل الإداري كأمر متسلسل، نجد عند أحد جوانب الطيف يقف الفرد ذو الكفاءات والمقدرات العالية الذي يقدم مساهمات منتجة من خلال الموهبة والمعرفة والمهارات المكتسبة وعادات العمل الجيد، بينما يقف في الطرف الآخر من الطيف القائد المؤثّر الذي يحفز الالتزام برؤية مقنعة ويشجع المجموعة على تحقيق مستويات أداء عليا. وفي الطريق ما بين هذه النهاية وتلك نجتاز مرحلتي عضو الفريق الفعال، والمدير الكفء.
عندما تعرف المزيد عن شخصيتك ستتفهم موقعك في هذه السلسة بشكل أفضل، وتتفهم تأثيرك على الآخرين وكيف عليك أن تدير نفسك، كما يصبح بإمكانك أن تقرر الأشياء التي تحتاجها لتطوير نفسك. الخطوة الأولى في محاولة التعرف على الموقع الذي تقف فيه من هذا الطيف هي التعرف على أسلوب القيادة الذي تنتهجه والمميزات والكفاءات الشخصية التي تتمتع بها وتأثيرها في إدارة التغيير وإدارة المعاملات وإدارة الأفراد.
المستوى الخامس للقيادة
ما هو المستوى الخامس وبماذا يتميز قادته؟
المستوى الخامس للقيادة هو المستوى الأعلى من القيادة الذي لا بد من وجوده في أي تنظيم يرغب في الوصول إلى سوية مرتفعة من الأداء التنظيمي.
جيم كولينز هو القائل بنظرية المستوى الخامس ونظريته هذه بالرغم من بساطة معطياتها، إلا أن تنفيذ مضمونها ليس بالأمر السهل. تتلخص نظريته ببساطة بمعادلة صغيرة: التواضع + الإرادة = المستوى الخامس.
يرى كولينز، أن قادة المستوى الخامس يُحيّدون حاجات الذات بعيداً عن أنفسهم باتجاه أهداف أكبر لبناء تنظيم عظيم، إلا أن هذا لا يعني أن قادة المستوى الخامس ليس لديهم أنا أو اهتمامات ذاتية. في الواقع هم طموحين إلى حد لا يُصدق- إلا أن طموحهم مكرس أولاً وأخيراً إلى التنظيم، لا إلى ذواتهم. قياديي المستوى الخامس من المدراء التنفيذيين يبنون عظمة ثابتة من خلال مزيج من التواضع الشخصي والإرادة القوية أو كما يسميها كولينز "القيادة لمحترفة".
عنصري المعادلة:
يبين الجدول التالي خصائص الإرادة المحترفة من جهة وخصائص التواضع الشخصي من جهة أخرى. تذكر أن اجتماع هذه الخصائص في شخص واحد يصنع قائد المستوى الخامس:
الإرادة المحترفة
تفضي إلى نتائج رائعة وتخلق حافزاُ قوياً في التحول من الجيد إلى العظيم.
تصميم وعزيمة ثابتة لإنجاز كل ما يمكن إنجازه للوصول إلى أفضل النتائج على المدى الطويل، بغض النظر عن مدى صعوبتها.
تضع المعيار لبناء شركة عظيمة ومستمرة؛ لا تقبل الإرادة بأقل من هذا.
ينظر في المرآة ولا ينظر خارج النافذة لكي يوزع مسؤولية النتائج السيئة ، لا يلقي اللوم على الآخرين أو على العوامل الخارجية أو الحظ السيئ
التواضع الشخصي
يظهر متبنيه تواضع مقنع، يتجنب تملق الجمهور، غير مغرور.
يتصرف بعزيمة هادئة؛ يعتمد بشكل أساسي على المعايير الملهمة، وليس على الشخصية الساحرة في التحفيز.
يوجه الطموح نحو الشركة، وليس نحو الذات؛ يرفّع الناجحين لإنجاز نجاح أكبر حتى في الجيل التالي.
ينظر من النافذة إلى الخارج ولا ينظر إلى المرآة، لكي يوزع امتياز نجاح الشركة على الآخرين، والعوامل الخارجية والحظ السعيد.
يعتقد كولينز أنه من الممكن جداً التطور من المستوى الأول إلى المستوى الخامس. الشيء الذي يتوجب على القائد الملهم أن يحققه هو الوصول إلى الصفات الضرورية بوعي تام. وسواء وصلت إلى المستوى الخامس أم لم تصل، إلا أنها محاولة تستحق العناء، لأن حياتك الخاصة وحياة كل من تجد نفسك على اتصال بهم سترتقي نحو الأفضل إذا ما بذلت محاولة للوصول إلى هناك.
إذا لم تكن قائداً من المستوى الخامس فما هو المستوى الذي تقف عنده؟
أنت لم تصل بمجموعتك إلى طبقة فريدة من الأشخاص، الذين يمتلكون القدرة على بناء عظمة مستمرة من خلال ارتباط صعب بين التواضع الشخصي والإرادة المحترفة. إذاً أنت لم تصل بعد إلى نهاية طريق التطوير الشخصي وعليك أن تستمر بالمحاولة لتصبح مؤهلاً بشكل أفضل للعمل لتصبح تنفيذياً أو قائداً من المستوى الخامس.
يمكننا أن نلقي الضوء - على سبيل المثال- على قائد المستوى الرابع ما هي خصائصه؟
قائد المستوى الرابع أو القائد الفعال: يحفّز الالتزام والمتابعة النشيطة لرؤيا واضحة ومقنعة؛ يحفز المجموعة من أجل مستويات أداء عليا.
يطلق عليه جيم كولنز، واضع مفهوم قائد المستوى الخامس، على هذا القائد "تنفيذي المستوى الرابع" عنما تصبح في هذا المستوى، تكون قد حققت الالتزام والمتابعة النشيطة لرؤيا واضحة ومقنعة؛ وحفّزت مجموعتك من أجل مستويات أداء عليا. عليك بالمزيد من التركيز على معادلة كولينز البسيطة: التواضع + الإرادة = المستوى الخامس.
أين أنت في معادلة الإرادة والتواضع؟
ما الذي تجده أكثر صعوبة : التواضع أم الإرادة؟
تغطي مجموعة كفاءات التحول أو التغيير جانب الإرادة في القيادة، على سبيل المثال: السلطة، الاتصالات، العلاقات، خوض المخاطر، الإنجاز والقرار.
في حين تغطي كفاءات إدارة الأفراد جانب التواضع، على سبيل المثال: المرونة، الحساسية، فريق العمل، تحفيز المجموعة.
بينما تغطي مجموعة كفاءات الأداء والمعاملات مهارات إدارة العمل الأساسية التي تحتاجها لتتطور في مهنتك فتصبح مديراً كفؤاً، على سبيل المثال: التخطيط، توجه الزبائن، ضبط الجودة، إذاً أكثر ما يتعلق بموضوع الإرادة والتواضع هما مجموعتي إدارة الأفراد والتحوّل أو التغيير.
فإذا كنت أميل إلى جانب التواضع من معادلة الإرادة / التواضع، التي يصفها كولينز بالحرجة، عليك أن تركز على تعلّم تعزيز مهاراتك في جانب الإرادة من المعادلة- مثل: كفاءات الاتصالات، العلاقات، خوض المخاطر، الإدارة، الإبداع، الإنجاز وصنع القرار وما إلى هنالك.
قيادة التحول أو قيادة المتغيرات
في معظم التنظيمات يكون التحدي الرئيسي هو قيادة التغيير. أنت بحاجة إلى قيادة التحول لتقتحم القصور المشترك وتحفز الأفراد على تغيير سلوكياتهم. أنت بحاجة إلى قيادة ترسخ التغيير في التنظيم وتجعله ثابتاً.
الأبعاد الثلاث التي تقيس القدرة على قيادة التغيير:
§ السلطة، الاتصال والعلاقات
قدرتك على إظهار صورة شعبية موثوق بها، وعلى إيصال نظرة التغيير وإنشاء هيئة اتحادية للمساعدة في إدارة هذا.
§ الابتكار وخوض المخاطر
قدرتك على المبادرة والبحث عن طرق جديدة في التعامل مع الأشياء ورغبتك في لَيّ أعناق الحقائق والمخاطرة في تغيير الأشياء إلى الأفضل.
§ الإنجاز، المبادرة، اتخاذ القرار والتعلم
قدرتك على إنشاء حس الضرورة الملحة ، لمتابعة الاستمرار إلى أن يحدث التغيير والتأثير والتعلم من نجاحات وفشل الآخرين .
قيادة المعاملات
المدير الكفء هو المدير الذي ينظم الأفراد والموارد باتجاه المتابعة الفعالة والمؤثرة لأهداف عمله/ ها المتفق عليه.
الأبعاد الثلاث التي تقيس القدرة على قيادة المعاملات أو قيادة الأداء:
§ التحليل والتخطيط
قدرتك على تحليل الجوانب المختلفة من الوضع التجاري مع قدرتك على التخطيط لفعاليات العمل. هذه مهارات أساسية في إدارة المشروع.
§ النوعية / تركيز الزبون الاهتمام بالعمل
المدى الذي تركز فيه على مفاهيم النوعية وخدمة الزبون وإظهار اهتمام قاعدي بالعمل .
§ المرونة
قدرتك على الاحتفاظ بهدوئك وإدارة عواطفك عندما تجد نفسك تحت الضغط المتزايد.
قيادة إدارة الأفراد
تلقي أبعاد قيادة الأفراد التي تعرض للكفاءات المطلوب توفرها في المدير الكفء الضوء على الاختلافات بين لاعب الفريق والمشارك الفردي، وبين القائد الفعال والمدير الكفء.
§ التكيف والحساسية وعمل الفريق
قدرتك على الانسجام السريع في عمل الفريق والتجاوب مع أفكار الآخرين ووجهات نظرهم واحتياجاتهم العاطفية.
§ التحفيز
قدرتك على التفويض بشكل فعال وتعزيز قوة الأفراد.
§ التفعيل
قدرتك على تمرير المعرفة والمعلومات والمهارات إلا الآخرين ومساعدتهم على تطوير أدائهم والوصول إلى إمكانياتهم.
تذكر أنك إذا قررت أن تكون ذا أداء ممتاز، فأنت بحاجة إلى أن تمضي الكثير من الوقت في ممارسة مهاراتك. فكر في الوقت الذي يمضيه الرياضيون المحترفون في التحضير: التمارين والتدريب. هذا تشبيه للتطوير التنفيذي . حتى لو كنت تمتلك موهبة طبيعية لكفاءات معينة مثل الخطابة، فأنت لن تصبح نجماً في أدائك إلا عن طريق الممارسة.
قائد المستوى الخامس
النموذج التالي وضعه الخبير في مجال القيادة جيم كولينز الذي يؤمن بأن العنصر الأساسي في الارتقاء بالشركة نحو مستوى عظيم هو وجود قائد من المستوى الخامس في الإدارة- منفذاً تختلط في شخصيته مقومات التواضع مع الإرادة المحترفة إلى درجة كبيرة استخدم هذا النموذج لكي تعرف المكان الذي تقف فيه وما هي التطورات الحالية والمستقبلية التي عليك المضي معها:
المستوى النموذج الوصف
1 تنفيذي من المستوى الخامس يبني عظمة مستمرة وثابتة من خلال
الدمج المتناقض بين التواضع الشخصي
والإرادة المحترفة
2 قائد تنفيذي يحفز الالتزام والمتابعة المستمرة لرؤيا
مقنعة وواضحة، يحفز المجموعة
من أجل مستويات أداء عالية
3 مدير مقنع ينظم الأفراد والمصادر باتجاه متابعة فعالة
ومثمرة للأهداف الموضوعة.
4 عضو مساهم في الفريق يساهم في إنجاز أهداف؛ يعمل بشكل
فعال مع الآخرين في تشكيل الفريق
5 فرد ذو مقدرات عالية يقوم بمساهمات منتجة من خلال الموهبة
والمعرفة والمهارات وعادات العمل
الجيدة.
لا بد أنك تمتلك بعض خصائص هذا القائد، ومع المحاولة والمثابرة يمكنك استكمال هذه الخصائص وستجد أن النتائج التي ستصل إليها تستحق الجهد الذي بذلته .