عدت اليكم من جديد وانا مثقلة بهمومي فهل تقبلون عودتي؟؟ام اعود ادراجي من حيث جئت؟؟والى ان اجد ردكم اشارككم بهذه الخاطرة و ارجو ان تنال استحسانكم وترقى لمستوى ابداعاتكم.
...............
منذ فترة وانا احاول الكتابة عن اشلاء انسان تبعثرت ايامه وتمزقت احلامه وانتثرت في رياح وعواصف الظلم ...امسك بتلابيب الاوراق في لجة ليل حالك احاول التعبير بكل حرف لاستيعاب مشاعر صاحب ذلك الوجه الشاحب المكسو بملامح الانكساربين نجوم تائهة في وسط الظلام .عن ماذا اكتب؟!!عن موت روح تسكن جسد عليل منكسر... ام عن جسد ربما نستطيع تداركه... ولكن حتى لو أدركناه ولحقنا به ماذا يفيد لو حققنا له كل أمانيه وقد فات أوانها... وانتهت... وماتت.
ساكتب من البداية
مدت الشمس خيوطها على نافذة غرفتي ... ولم تذق عيناي طعم النوم ...
وخرجت من منزلي كمن يخرج في الظلام يبحث عن ظلام آخر يختبئ خلفه ،تاهت بي أفكاري ...ياااه....كل الطرق مزدحمة ..وصلت الى المحكمة....
اسرعت الخطى لرؤيته بعد السماح لي كانت احلامي تتطاير .اتخيلني أمامه فاردا جناحيه كما كائن خرافى... فيضمنى ويرفعنى فى فضاء العشق... صحوت على صوت السجان... وهو يحضره الي .
من يكون هذا الرجل؟؟!!
ورايتة...نعم لاول مرة...وتعلقت عيناى بة...دق قلبى سريعا...
صرت ادنو.. ثم ابتعد ..وادنو.. ثم ابتعد .. حتى انهارت مقاومتى تماماً ولم أتمالك نفسى حولت نظري إلى الغرفة التي جلست فيها
نقش الزمن في روحي شيئا لن يبريه غير رحيل الانذال
وعلى جدار الصمت نظرت اليه ونزلت دمعة معلنة
عن بدء استيقاظ قيثارة الاحزان
شعرت بان قلبي جزيرة خاوية تحيط بها المياه المالحة من كل مكان... يفتقد الأمان... راحة البال...
تسيل دمعة معتادة على خدى...
استجمعت شتات فكري ونظرت اليه مرة اخرى ..
اقتربت منه.. وبداخلي نيران تخنقني ..
امسك بيدي وقبلها .وهمس لي لا تخافي أنا هنا معك الآن...
لم اتمالك نفسي الا وكفاي المنهكتان تحتضنان وجهه الذابل ..واكتفى بالنظر الى دموعي التي تبلل وجهي .....وابتسم ابتسامة ذابلة ثم اشاح بوجهه بعيدا..
ثم نظر الي ثانية مبعدا كفاي وقال:انا مجرد سجين الان ساعود انتهى الوقت.. لاقرار لي ولا استقرار... مجرد سجين ليس إلا.....ممنوع عليه الحب...... ممنوع عليه الحيرة والتردد أوالانتظار... ممنوع عليه أن يملأ عيناه من عينيك...
وفي لحظة..تجمدت عقارب الساعة واستطال ذهوله لوقت من الصعب تعريفه وتحديده بمعايير الزمن المتداولة
كان الالم يعيث فيه تمزيقا . يبعثر اشلاءه. لم يصب بأذى ويا ليته اصيب . كان ذهوله وحشيا . تداخلت افكاره عليه ولسان حاله يقول:لست مجرما سلبوني حقي وزجوا بي هناك حيث لا حياة
اختلط المكان عليه ففقد الدلائل لتحديد مكان تواجده . تناثر الزمن . . فاختلط عليه الوقت. كان يرى ولا يرى . يعرف ولا يعرف . ينزف دما ولا ينزف. يمزقه الالم ولا يمزقه . يصرخ ولا يصرخ. الصراخ محبوس في صدره . ثلاشى امام ذهوله .احس بضياعه .. ضياع يتكثف . . خانق ، مؤذ، كئيب. قد تفيده الصرخة في تحديد مكانه ، في العودة الى عالم معروف والى زمن معلوم والى رؤية محددة .وصراخه يتراكم في صدره.. لا يجد منفذا له ، صراخ اخرس ، يكاد يخنقه صراخه المحبوس . .. كل شيء تغير بلحظات ، كل شيء اختلف بلحظات . لم يستوعب ما جرى .. وعجز عن التفكير..وغرق بالمه وذهوله وعجزه المرعب . ذهوله تجاوز المه .. تجاوز قهره .. تجاوز صراخه.
كان منفصلا عن حواسه ، حيا وميتا ، موجودا وغير موجود..
تأمل لثوان سحنة الجندي الباردة ، ولمح ظل ابتسامة وهو يقول الوقت انتهى. نظر اليه والرجاء يطل من عينيه ان انتظر قليلا. صرخاته المحبوسه في صدره تؤلمه . لم يعد يقوى على لملمة نفسه .. يتفكك . جمع نفسه ، او ربما لم يجمع ..وتحرك بتثاقل ، وعدم رغبة واضحة ، خارجا من الغرفة ..وانا صامتة انظر اليه ..اسندت ظهري على المقعد ،استعرضت في ذهني بعض ما كان ...
حزنه.. صمته ..المه ..انكساره..لهجته المتلعثمة .. وخروجه من الحجرة كالمهزوم من معركة باحثا عن وطن لا يكون ممزقا بين طرقاته..وطن ينصفه من كل ظالم.. بكيت كما لم ابك من قبل ..عدت ادراجي محملة بهمومي ..ابتهل بحرارة لمن في يده الحل والربط . اتعامل مع ضغط الأيام ،اهرب من ضغط الألسن ..تتوالى الأيام ، تتناثر الآمال ، يتوالى الحديث ، تتلى الحكايات ، يتجدد الأمل ، يتبدد الأمل ، اتعلق بحبال الامنيات ، ينال مني الياس ، اوغل في الأمل ،اتحلى بالصبر ، اهزم باليأس...أشعر بالخيبة والقصور ..اكره نفسي لعجزي عن فعل اي شيء..ولازلت عاجزة استجدي مطر الخلاص.
0