وجدت فى حياتى القصيرة العادية أننى ماذهبت لاستيفاء حقى ،أو رد إعتبارى نحو نقد أو مضايقة ،إلا وجدت الخسارة إعظم ،والندم أجلّ
بمعنى
أننى كنت أظن أننى إذا محصت فى ثبوت ما بلغنى من سوء من شخص أو نالنى من مضايقة عن طريق شخص ما ،أننى بهذا التمحيص والمطالبة والسؤال أعيد لنفسى حقها واعتبارها ومكانها ،فإذا الأمر على العكس ،والمسألة على الضد
تقع الوحشة بينى وبين هذا الإنسان ،ويستمر العداء،وتستقر الخصومة،ويلّج هو فى خطئه ،وأتمنى أننى ما طالبت أو تحققت أو تساءلت ،وأن أجمل من هذا كله وأحسن و أطيب:
(العفو والصفح والإعراض والصبر والتحمل وتجاهل هذا الشىء)
وهذا منطق الوحى الصادق
"خُذ العَفوَ وَأمُر بالعُرفِ وأعرِض عنِ الجَاهلِين"
" وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ "
"ادفَع بِالّتِى هى أحسَنُ فإذَا الذِى بينَكَ وبينَهُ عَدَاوَةٌ كأنه ولىٌ حميم"
"وإذَا خَاطَبَهُم الجَاهِلُونَ قالوا سلاما"
إذن : فإذا سمعت من شخص كلمة نابية فلا تردها فتصبح عشرا
وإذا كتب عنك مقالة لاذعة فأمتها طبخاً بالتجاهل وكأنه يقصد غيرك
وإذا انتقدك ناقد حاقد فتغافل كأنه يريد بكلامه حائط الجيران
وقديما قال السلف:الإحتمال دفن للمعائب
لايضر البحر أمسى زاخرا *** أن يرمى فيه غلام بحجر
البحر :طهور ماؤه ،حل ميتته........لأن كثير الماء إذا تجاوز القلّتين لم يحمل الخبيث
وكذلك الرجل الشهم الصبور عنده مناعة من نبذ الشائنين