احياناً... "لنا الله ولكم رزكم والفستق"
عبدالعزيز السويد الحياة - 20/08/07//
أهدي أطيب تحياتي لمعالي وزير التجارة الدكتور هاشم يماني، الذي ارتبك أمامه مقدم برنامج «بلا تحفظ» على القناة السعودية، فتحول إلى برنامج «البيضة الساخنة»، لينضم إلى سلة بيض ساخن سبق لهذا البرنامج محاولة لمسها مع «أح» مرتفعة الصوت. والمُوقِع أدناه يحترم الدكتور هاشم لدماثة خلقه وتواضعه الجم، مع اختلاف معه ويقين أنه لن يفسد للود قضية، لأنه يتمحور حول نظافة الغذاء، ومع التحية هدية، تتعلق بتلوث الفستق الحلبي، اذ قال معاليه في الحلقة الماضية من برنامج «البيضة الساخنة»، إن السبب هو تخزين المستوردين داخل السوق السعودية! مبرئاً ساحة بلد المنشأ، وبالتالي تبرئة منافذ تابعة للوزارة يفترض أنها تفحص ما تمّ استيراده!
والهدية مقتطفات من مقال للدكتور مطانيوس حبيب وهو وزير سابق، نشره في جريدة «الثورة» السورية بتاريخ 11-6-2007، تحت عنوان «رذاذ... حذار من الصادرات المرفوضة»، يُعلق الدكتور مطانيوس على أخبار نُشِرت في سورية، أحدها في صحيفة «تشرين» عن رفض الاتحاد الأوروبي لشحنات مستوردة من سورية، وهنا جوهر الهدية مع شيء من الاختصار لضيق المساحة. كتب دكتور مطانيوس: «وما يزيد في خطورة الوضع، أن الرفض جرى بسبب تجاوز نسبة المواد السامة (الأفلاتوكسين) في المنتجات المصنّعة من الفستق الحلبي عن الحد المسموح به في الاتحاد الأوروبي»، ويضيف: «والأكثر من ذلك أن الشحنات المصدّرة حصلت على شهادة صحية من مخبر المديرية العامة للجمارك، وهي مؤسسة حكومية مهمتها ليس فقط مراقبة الصادرات، بل مراقبة المواد المستوردة. وإذا تجاوزنا المخاطر المتأتية من استهلاك مواد ضارة بالصحة في الداخل، مع كل ما يترتب على ذلك من أذى بصحة المواطنين، يبقى الأمر شديد الخطورة على علاقاتنا التجارية مع العالم الخارجي، في عام 1989 فُتحت السوق الكويتية أمام المنتجات السورية، ونشط التجار السوريون بشحن البيض والفروج المذبوح والعنب البلدي، كما نشط القطاع العام بتصدير المياه المعدنية (بقين) والرخام السوري إلى الكويت. وكان مهندس المنشآت الأميرية في الكويت اختار الحجر التدمري لاكساء أحد القصور. ولكن، بسبب سوء نوعية الرخام المصدر إلى السوق الكويتية، وعدم جودة تبريد العنب والفروج المذبوح، رفض الكويتيون هذه المنتجات». انتهى المنقول. هذا في سورية، «والحال في السعودية من بعضه».
علمت برفض الاتحاد الأوروبي لشحنات من الفستق الحلبي، من صديق «كان» يحب تقشير الفستق، لذلك استغربت تأكيد الدكتور هاشم يماني، أن التلوث مصدره داخلي! وفي ما سبق دليل دامغ على مسؤولية منافذ الفحص التابعة لوزارة التجارة السعودية، التي قيل انها تعمل على قدم وساق! وإذا كنت «فستقي» وتفحصت تاريخ المقال ستصاب بغثيان وأحزان، هذا عن الفستق الملوث، أما الرز فما زال تحت... «الطبخ»!