قينان عبدالله الغامدي
"واصل – بنتن": كرموا صاحب الابتكار التاريخي
"الدعاية" مستمرة حتى اليوم. أرجو ألا يضيق أحد ذرعاً بما أفعل، فأنا أقدم دعاية "مجانية" لمشروع حضاري وطني هام، يمكن لأي إنسان في السعودية أن يحصل عليه ويستفيد من خدماته "مجاناً"، وهو "العنوان" الذي تقدمه مؤسسة البريد السعودي.

كان هذا "العنوان" هو التحدي الأكبر أمام "البريد"، ومثلما تحدثت معكم عن كيفية وصول الضيف أو الزائر إلى منزل أي منّا، كانت هذه الكيفية هي المتاحة أمام "ساعي البريد"، ولأنه من المستحيل على هذا الساعي أن يستمع ويحفظ ذهنياً أو كتابياً وصف كل منزل في السعودية، فقد كان ساعي البريد غير موجود في حياتنا السعودية، وتمت الاستعاضة عنه لمن يرغب ويستطيع بصناديق البريد التي يعرفها الجميع. ولكي يكون "ساعي البريد" هذا موجوداً كان لابد أن يكون "العنوان" موجوداً، ومن هنا نشأ التحدي الأكبر، ومن هنا بدأت الأفكار تتوالد حتى جاء الابتكار.
طاف "صاحب الابتكار" أوروبا وأمريكا، ووقف على تفاصيل التفاصيل في طرائق إعداد العناوين في دولها، فوجد فيها مفاتيح قادته إلى المزيد من التحدي، لأن أياً من تلك العناوين لا يصلح وحده في بيئتنا التي تفتقد للمقومات الأساسية التي قامت عليها تلك العناوين، فكان لابد من شحذ الذهن، ودراسة الواقع الجغرافي والبنائي في السعودية بتفصيل وتأمل ووعي، فكان الواقع يشير إلى أن السعودية شبه قارة، فيها صحاري كبرى، وسلاسل جبلية، وسهول وأودية واسعة وفوقها مدن كبرى ومتوسطة وصغيرة، وقرى لها نفس الوصف، وهجر، فكان لابد من فكرة للعنونة شاملة مقنعة سهلة مفتوحة للمستقبل تدوم إلى الأبد. فجاء "العنوان" الذي حدثتكم عنه أمس وعن فوائده وتمت تسميته "واصل" وقدمته مؤسسة البريد السعودي لهيئات ومنظمات دولية، وأذهلت به خبراءها، وحصل "واصل" على جوائز عالمية، وأهم من ذلك أنه أصبح حيّاً مطبقاً في أرض الواقع السعودية وأصبح كل إنسان فوق ترابها يستطيع الحصول على "عنوان" ليس لتصله عليه رسائله فقط، بل ليصله عليه كل ما يريد من أي مكان شاء.
ومع أن "صاحب الابتكار" يهمه أن أقول لكم إن مؤسسة البريد تمنحك العنوان وصندوق البريد بمفتاحه مجاناً، أكثر مما يهمه أن أتحدث عن شخصه، إلا أنني أعرف أن أي إنسان في السعودية الآن يستطيع أن يكتب "عنوان واصل" الذي يريد الوصول إليه في أي مكان في المملكة ومن أي مكان تحرك في الجهاز المحمول الذي يقدم خدمة الـ"G-P-S" ليجد نفسه يسير في ضوء دليل لا يخطئ، يدله على الطريق، ويصحح أخطاءه إن حصلت إلى أن يصل إلى العنوان الذي سجله، وكأنه في أوروبا أو أمريكا التي تتمتع بهذه الخدمة "العنوانية" منذ زمن طويل. إنني أريد من هذا الإنسان، وهو يسجل عنوان "واصل" على الجهاز، وعندما يصل، أن يتذكر في الحالتين على الأقل، أن من ابتكر هذا "العنوان" هو الشاب السعودي الدكتور "محمـد صالح بنتن" مدير عام مؤسسة البريد السعودي، الذي قدم هذا الابتكار الحضاري التاريخي للوطن كله، وليس لمجرد إيصال رسالة البريد، وإن كانت هذه الرسالة لها دور وفضل في شيء، فهو أن إيصالها كان التحدي الأكبر الذي قاد إلى هذا "العنوان".
لقد دعوت الحكومة أمس وعلى رأسها وزارة الداخلية لريادتها إلى تبني مشروع "العنوان" والإلزام به، وها أنا أكرر دعوتي اليوم، وأقرنها بدعوة أخرى إلى تكريم الدكتور محمد بنتن صاحب الابتكار، وتخليد اسمه إلى جانب كلمة "واصل"، فهذا العنوان سيكون له شأن حضاري ضخم في مسيرة بلادنا التي يستحق المبدعون من أبنائها أن يكونوا ملء سمع وبصر الدنيا http://www.alwatan.com.sa/news/write...3339&Rname=319