تعودت والدتي ان تقوم الليل كل ليلة من الساعة الثانية ليلاً حتى صلاة الفجر
ثم تصلي الفجر وتنام
كنت أسمعها تدعو لنفسها ثم لوالدي يرحمه الله وتدعو لي ولأخواني ثم تدعو للمسلمين
حالتنا المادية متواضعة والحمد لله
علينا التزامات كثيرة
ما إن سمعنا ببدل السكن إلا ورفعت والدتي يداها لله تدعو للرئيس بنتن بالتوفيق
في أوقات يستجيب الله الدعاء لعباده
في وقت ينزل الله تعالى فيه إلى السماء الدنيا ويقول "هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه..."
تدعو له لأن بيده صرف هذا البدل الذي يقضي حوائج الناس ويسد ديونهم .
ولكن بعد أيام طويلة بل شهور وسنوات لم يصرف هذا البدل مع ان الجميع يعلم باعتماده
وكثيرا ما اضطر البعض للاستدانة والاقتراض للحاجة على أن يتم السداد من بدل السكن
وكثيراً ما انشغلت أفكار الموظفين بهذا البدل حتى اشغلهم عن كثير من أمور حياتهم
وما لبثنا أن سمعنا أن جميع الإدارات التي تحولت إلى مؤسسات بعد البريد سارعت إلى دفع كامل حقوق موظفيها بدون تأخير لسد حاجاتهم . وبدون مقايضات أو مساومات .
وعندما رجعنا إلى أنفسنا وجدنا ان نحن البريديين أقل من غيرنا من منسوبي الإدارات التي تحولت إلى مؤسسات كثيرا مع أن البريد إدارة ذات دخل مادي أما الإدارات الأخرى فليس لها دخل مادي ومع هذا لم تتأخر في الصرف .
ونسمع كل حين في وسائل الأعلام يظهر رئيس البريد ويمن على موظفي البريد ويهيب بهم بأن من يعمل سوف يستلم وسوف وسوف وكأن الموظفين لا يعملون .
فتفاقمت الحاجات وازداد السعي وراء هذا البدل والذي بات كأنه سراب لا أصل له مع كونه حقيقة موجودة .
فتفاجأت صباح هذا اليوم بصوت يدوي من غرفة والدتي وهي ترفع يديها في الثلث الأخير من الليل
وتقول ( الله لا يوفق المسئول عن تأخير الصرف لأي سبب ... تعديل من قبل المشرف ... )
فسارعت لإيقافها فلم تقف وانهالت بالبكاء وهي تكرر هذا الدعاء
في الثلث الأخير من الليل ساعة الاستجابة حينها يكون الرب جل وعلا في السماء الدنيا ملبياً أسئلة عباده
فكم من أم وكم من أب وكم من محتاج قد يقفون حالياً هذا الموقف العظيم يشتكون إلى الله
فأرجوا معالي الرئيس أن يسكت هذه الألسن بالتعجيل بصرف هذا البدل ، ,,
( على لسان زميل لي في العمل )