بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن القيم رحمه الله : لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته لأزاله
وحقيقة انه لا مستحيل في الحياة سوى أمرين فقط
الأول : ما كانت استحالته كونية ( فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ )
الثاني : ما كانت استحالته شرعية ؛ مما هو قطعي الدلالة ، والثبوت ، فلا يمكن أن تجعل صلاة المغرب ركعتين ، ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده
وما عدا هذين الأمرين وما يندرج تحتهما من فروع فليس بمستحيل
وقد تكون هناك استحالة نسبية لا كلية ، وهو ما يدخل تحت قاعدة عدم
الاستطاعة فقد يعجز فرد عن أمرٍ ؛ ولكن يستطيعه آخرون، وقد لا يتحقق
هدف في زمن ؛ ولكن يمكن تحقيقه في زمن آخر ، وقد لا يتأتى إقامة
مشروع في مكان ، ويسهل في مكان ثان ، وهكذا
إن عدم الاستطاعة هو تعبير عن قدرة الفرد ذاته ، أما الاستحالة ؛ فهو
وصف للأمر المراد تحقيقه ، وقد حدث خلط كبير بينهما عند كثير من
الناس ، فأطلقوا الأول على الثاني
وإن من الخطأ أن نحول عجزنا الفردي إلى استحالة عامة ؛ تكون سبباً
في تثبيط الآخرين ، ووأد قدراتهم ، وإمكاناتهم في مهدها
وإن أول عوامل النجاح ، وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم ( لا أستطيع – مستحيل ) والأخذ بالأسباب الشرعية ، والمادية يجعل ما هو بعيد المنال حقيقة واقعة
ويجب ان ندرك ان علو الهدف يحقق العجائب
وإذا كانت النفوس كـباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
مـن يهـن يسهــــــل عليه *** ما لجــــرح بميت إيـلام
وان تحقيق الهدف والآبداع والنجاح لا يستجلب بالقوة , وتوتر الأعصاب ؛ وإنما بالهدوء , والسكينة وقوة الإيمان , والثقة بما وهبك الله من إمكانات ، مع الصبر والتصميم ,و جماع الأمر , وقوة الإرادة والعزيمة
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه