بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البريد والتجارة الإلكترونية
عبد المحسن بن إبراهيم البدر
30/11/2005
صحيفةالاقتصادية
-------------
كانت أساليب التوصيل وما زالت نقطة مهمة في التواصل الثقافي والتجاري على مستوى العالم ونحن هنا كجزء من منظومة تجارية دولية نجد أنفسنا في مواكبة مستمرة لجميع التغيرات على أساليب التعامل التجاري والتطورات التي تحصل فيه حتى وصلنا إلى أن نشتري ونبيع (بقطع بلاستيكية) تمثل بشكل تام التعامل التجاري التقليدي ولكن بطريقة أكثر حيوية. وحيث إن البريد يعتبر أحد أهم أدوات التوصيل التجاري وجزءا من هذا التغير على مستوى العالم، سرنا ما سمعنا خلال الفترة الماضية بالتغير الكبير والنقلة النوعية التي حدثت وستحدث في خطة البريد وخصوصا فيما يتعلق بـ ( خدمة واصل) واتفق الجميع على أن هذا التغير سيغير كيفية استلامنا البريد بحيث نستعيض بالبريد الصندوقي التقليدي إلى أن نستلم البريد في منازلنا وهو المتعارف عليه في الكثير من الدول المتقدمة، وكذلك إن آثار هذه النقلة ستكون في الخدمات الأخرى المتوقع لها أن تصاحب هذا التغيير في سياسة البريد والتي وإن كانت تحمل أهمية كبيرة جدا إلا أنها لا تظل من وجهة نظري الدور المفصلي الذي سيلعبه البريد في العمل التجاري خصوصا وأن البريد سيوفر على المستفيدين الكثير من الوقت والجهد والمال جراء الرحلات البريدية لصناديق البريد في عصر السرعة الذي نعيشه.
وهنا أحببت أن أطرح تأثير هذا التغيير من منظور أكثر عمقا وتحديداً حينما أحاول أن أربط هذا التغير بالتجارة الإلكترونية E-commerce بنمط التسوق الفردي B2C كونه هو القطاع الذي قد يتأثر بهذا التغيير في السياسة البريدية (الذي يستثني البيع والشراء والاستلام الإلكتروني) بعكس النمط التجاري بين الشركات B2B والذي يمثل السواد الأعظم من التعاملات التجارية الإلكترونية في الوقت الحالي، وخصوصا من جانب الشركات الكبيرة وكذلك يمثل الشريحة الأكبر في مستقبل التجارة الإلكترونية في المملكة، خصوصا وأن التوقعات تشير إلى أن التجارة الإلكترونية ستصل إلى أكثر من 50 مليار ريال عام 2008 والحصة الأكبر ستكون كما ذكرنا إلى التعاملات بين الشركات، بينما نجد على سبيل المثال أن التجارة الإلكترونية اليوم في أمريكا نحو 100 مليار دولار ويتوقع لها أن تصل إلى أكثر من 250 مليار دولار في عام 2008 وهو ما يفسر التوجه العالمي للتجارة الإلكترونية وليس فقط التوجه المحلي.
وعلى الرغم من العوائق الكبيرة التي تواجه التجارة الإلكترونية في المملكة، خصوصا وأن الكثير من الأمور القانونية التشريعية لم يتم حسمها بعد وغيرها من أساسيات البنية التحتية لمثل هذه التعاملات. إضافة إلى أن مفهوم التجارة الإلكترونية مازال في طوره الأول والذي يتميز بالتغيير السريع. والكثير من الناس تود أن ترى شيئا ثابتا قبل التعامل الكامل فيه، وكذلك فإن ذلك التوجه سيحتاج إلى قائمة طويلة من المتطلبات لجعل هذا التوجه واقعيا وملموسا منها على سبيل المثال لا الحصر نسبة استخدام التقنية في المجتمع ونسبة استخدام الإنترنت والتي تعتبر قليلة بشكل كبير في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من كل ما ذكرنا من العوائق إلا أن الرغبة الواضحة والحاجة الملحة ومنها التوجه الكبير نحو مشروع الحكومة الإلكترونية والتحول إلى مجتمع رقمي يجعل من حديثنا عن مستقبل التجارة الإلكترونية حديثا مبنيا على أسس ولذلك فإن النظرة الاستثمارية المستقبلية تفترض أن التجارة الإلكترونية للأفراد B2C سوف تكون الظاهرة الجديدة في السوق السعودية، بحيث يتغير نمط التسوق من ارتياد المحلات التجارية إلى التسوق الإلكتروني بعيدا عن ضغط الوقت والازدحام المروري هي بذلك تعطي الخيار للمستهلك بأن يتسوق أو ينهي معاملاته في أي وقت خلال اليوم. وفي نهاية المطاف فإن البريد المنزلي الجديد سيكون صاحب دور مهم في هذا التوجه وسيعطي دفعة قوية لذلك التواصل التجاري بين البائع والمشتري.
Abdulmohsen@albadr.ws