الموظف المثالي عملة نادرة في زمن تتقلب فيه الظروف والموازين فالإخلاص في العمل وتأديته على الوجه الأكمل لم يعد سمة الكثير من الموظفين الذين ينظرون الى الوظيفة نظرة روتينية طابعها الملل والكلل من أي مجهود لا يوازي ربع ما يتسلمه الموظف في آخر الشهر من مال.. وهذا سلوك ونظرة خاطئة تساهم في تعطل الأعمال وتأخيرها وتكدس المعاملات وتضرر أصحابها.
إن من أهم مميزات الموظف المثالي والناجح المواظبة على عمله بالحضور المبكر وعدم التأخر واختلاق الاعذار وتكرارها وكذلك التعامل مع الرؤساء والزملاء أياً كان مركزهم بطريقة مهذبة لبقة سمتها حسن التصرف وحسن المعاملة.
كما أن الموظف المثالي والمميز لابد أن يتحلى بخلق حسن وروح طيبة وسعة بال أثناء مقابلة المراجعين وأن يحرص على تأدية عمله وإنجاز معاملاتهم في زمن قياسي دون تعطيل أو تأخير.
إن التفاهم بين الموظف والمدير والتناغم في طريقة العمل شرط أساسي لتواجد موظف مثالي ناجح قادر على إنجاز الأعمال المناطة به بكل همة واقتدار..
أن من سمات الموظف الناجح هو محاولته تطوير نفسه بالدورات محاولة لاكتساب المزيد من الخبرات في مجال عمله.. فالزمن يتغير وحال الدنيا يتبدل.. وإذا لم يطور الموظف نفسه ويطلع على علوم المعرفة الجديدة فانه لن يستطيع مجاراة الناجحين وإتقان عمله على الوجه المطلوب.
مخافة الله كأول الشروط الأساسية التي يتطلب توفرها في الموظف المثالي وبوجود الوازع الديني فإننا نضمن موظفاً مثالياً أميناً ناجحاً لأن الموظف إذا وضع مخافة الله نصب عينيه فإن الاخلاص في العمل سيتوفر والنجاح سيتحقق بإذن الله.
جانب آخر هام لابد ان يتوفر في الموظف لكي يصبح مثالياً وناجحاً هو الحرص على سرية العمل ومصلحته بحيث يضعها فوق كل اعتبار.. فالعمل أمانة في المقام الأول.. والأمانة تتطلب الالتزام وتأدية الأمور على الوجه الأكمل بدون نقصان.
ويطالب المرونة والسماحة في العمل كشرط هام لابد من توفره في الموظف المثالي.. إضافة إلى ذلك ْ تنتفي من الموظف إذا كان حريصا الوقيعة بين زملائه بحيث يحرص فقط على علاقته بالمدير وينقل له بطرق خبيثة وملتوية ومبالغ فيها ما يقوله زملاؤه في العمل وهو يهدف بهذا الأسلوب الملتوي إلى توثيق علاقته بالمدير بعيداً عن اصول الذوق والأدب.
أن مظهر الموظف ورائحته لابد أن تكون طيبة فهو قدوة بحكم مركزه وبحكم مسؤوليته وغير ذلك فإن مكتب الموظف لابد أن يكون منظماً بعيداً عن تكدس المعاملات وبعيداً عن الفوضوية التي نراها دائماً وأبداً على مكاتب معظم الموظفين حيث الأوراق المتناثرة مما يتسبب في ضياع المعاملات وإهمالها.
وأخيراً إن إتقان أداء العمل بطرق التقنية الحديثة شرط أساسي وهام ليكون الموظف ناجحاً.. فالمثالية لاتكفي ليتحقق النجاح بالعمل مالم يكن مصاحباً لها قدرة وعطاء متميز حديث يقدم كل جديد ومفيد للعمل وطريقته التي اختلفت عن السابق كثيراً-
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( من عمل منكم عملاً فليتقنه ))