الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتقنا لكم جميعاً من بعد طول غيبه , ففي هذا اليوم نتناول موضوع الغباء الإداري حيث أن هناك فرق بين سوء الإدارة والغباء الإداري حيث سوء الإدارة يفضي إلى الفوضى في الإدارة، أما الغباء الإداري فيحدث رغم كون الإدارة منظمة والعمل يسير وفق نهج واضح. على أن كليهما يؤديان بالضرورة إلى التأثير الإنتاجية في سير العمل .
وللغباء الإداري دور أكثر سلبية في ذلك. وقد استمزجت تسمية الغباء الإداري بحكم خلفيتي العلمية الاقتصادية واستوحيتها من تجربة شخصية وقعت في إدارتنا منذ مدى ليس بالطويلة , فمن أن يمتزج بالطائفية مابين هذا سني وهذا شيعي المذهب مع أن هناك مرسوم ملكي بعد التعرض إلى مثل هذه الممارسات الطائفية ألا إذا جاء الغباء الإداري الممزوج بالجهل والعنجهية لممارسة بعض السلوكيات التي تدل على مرض صاحبها متناسياً أنه ممكن أن يقع في حفره لا يعرف كيف يخرج منها .
ففي يوم من الأيام حدثت مشكلة في إدارتنا خلخلت التوازن النفسي الإداري فإذا بمديرنا المحترم يأمر باجتماع عاجل لأبناء الشيعة فقط في إدارتنا وكنا في شوق أن تعرف ما هو نوع هذا الاجتماع الجديد من نوعه , وبعدما انتهى هذا الاجتماع فإذا بتلك الوجوه العبسه فلما تسائلنا عن مضمون الاجتماع قالوا لقد أسمعنا من الكلام الجارح ما فاض وخرج عن المألوف , متناسياً أنهم من الممكن أن يشتكوا عليه في المحكمة والشهود كثيرون لممارسته الطائفية.
الغباء الإداري مشكلة كبيرة تعاني منها معظم إدارات مؤسستنا مما يجعلها لا تستطيع الاستفادة من إمكانيات موظفيها ويخلق جو كئيب غير صالح للعمل ولا الإنتاجية , ويقول علماء الإدارة إن طاقات الأفراد كالسيل الهادر أو النهر الجاري ، وأن المدير النابه هو الذي يجيد شق الجداول لها ومن الحمق في التعامل إقامة السدود والعقبات أمام هذه الطاقات وظاهرة الغباء الإداري الموجودة في إدارتنا على حد تعبير سيادتكم مردودها في البداية إلى غياب الإبداع وتبني المديرين إلى أنماط إدارة تقليدية تجاوزوها العصر لا بد أن يسأل المدير نفسه أولاً هل استطاع أن يكتشف إمكانيات وطاقات مرؤوسيه ، وهناك بعض الاستقصاءات يمكن عن طريقها فهم الموظفين وتحديد النقاط الإيجابية لديهم ومحاولة توظيفها بشكل كبير ولا نستطيع أن نعفي المدير من مشكلة وجود هذا الغباء الإداري .
في الحقيقة إن المدير ينبغي أن يتفهم أدواره جيدًا، وأن يتفهم أدوار فريق عمله وليست ممارسة الإدارة وبعض سلوكياته المشينه حلولاً وسطًا، ولكن رؤية إلى الأصوب والأحسن ولا أن يمارس المدير سلطاته التي هو يراها عين الصواب ، وأن يتمتع بالانفتاح العقلي والنفسي لكي يرى متطلبات مرؤوسيه، وأن يتفاعل معهم وبإمكان أن يخرج من هذا المأزق إذا حاول أن يفهم مرؤوسيه فهمًا جيدًا، وأن يمارس العمل ومن خلالهم وليست دونهم .
ولا يسعني في الختام ألا أن ندعو للجميع بالصلاح وراحة البال.