حائل في سطور
منطقة حائل في الجزء الشمالي من المملكة العربية السعودية، ويحدها من الشمال والشمال الغربي والشمال الشرقي منطقة الجوف، ومنطقة الحدود الشمالية، ومن الجنوب والجنوب الغربي منطقة المدينة المنورة، ومن الشرق منطقة القصيم، ومن الغرب منطقة المدينة المنورة ومنطقة تبوك.
وتتنوع تضاريس المنطقة بحيث تتشكل من جبال وسهول زراعية وكثبان رملية وحرار، ومن أشهر جبالها سلسلة جبال أجا الجرانيتية الواقعة في وسط المنطقة تقريبا وتمتد ما بين 25-35 كيلا، وتتخللها شعاب كثيرة، وفي داخلها بعض القرى الصغيرة والنخيل والمياه. ويوجد بها بعض السدود المائية مثل سد السلف وسد البار.
والهواء في أجا عليل للغاية ، ويبلغ ارتفاع أعلى قمة في هذه السلسلة الجبلية 1350 مترا عن سطح البحر. وفي سفح أجا الشرقي تقع مدينة حائل. وحائل في الأصل اسم للوادي الذي تقع عليه المدينة. وكانت تعرف قديما باسم (القرية)، أو قريّة حائل. ومع تطاول الأزمان أغفل الناس اسم القرية وعرفت باسم واديها حائل. أما سبب التسمية فقد قيل أن هذا الوادي، الذي يعرف الآن باسم الأديرع، كان إذا سال قديما حال بين أهل أجا وسلمى.
وعلى بعد نحو 80 كيلا جنوب شرق حائل تقع سلسلة جبل سلمى، وتمتد من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي بطول نحو 60 كيلا وعرض 13 كيلا، وارتفاع أعلى قمة فيها يبلغ 1200 متر عن سطح البحر، وفي وسط هذه السلسلة وسفوحها يوجد عدد من القرى والمزارع.
أما ثالث الجبال الشهيرة في حائل فهو "رمّان"، وهو سلسلة جبلية متواصلة ليست بالعالية في معظمها، وإن كانت تصل أعلى قمة فيه إلى 1250 مترا عن سطح البحر. وجبل رمان يقع إلى الجنوب الغربي من جبل سلمى وإلى الجنوب الشرقي من جبل أجا، ويمتد بطول 70 كيلا من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وبعرض 25 كيلا، ويتكون من جزأين: الأول جنوبي غربي وهو جرانيتي أحجاره نارية صلبة يسمى رمان الأحمر، والثاني شمالي شرقي وهو أسمر ناري يعرف باسم رمان الأسمر. وفي رمان سدود مائية حديثة مثل سد المستجدة وسد الوسيطاء.
وفي شمال المنطقة وشمالها الشرقي توجد كثبان هائلة من الرمال تشمل 35% من مساحة المنطقة وهي جزء من رمال النفود الكبير. وتوجد بالمنطقة سهول واسعة خصبة يعتمد جزء منها على سقوط الأمطار في منطقة الدرع العربي، وبها مزارع للنخيل بنوعيات متعددة.
والمناخ في منطقة حائل معتدل ونادرا ما ترتفع درجة الحرارة فوق 37 درجة مئوية بالرغم من أنها تنخفض أحيانا تحت الصفر في ليالي الشتاء، وقد ينزل الثلج في فصل الشتاء. ويؤدي ارتفاع المنطقة إلى تلقيها كمية جيدة من الأمطار في فصلي الشتاء والربيع، ولاعتدال مناخ حائل وطيب هوائها وعذوبة مائها ونظافة تربتها ونقائها ووفرة المنتجات الزراعية بها ووجود المتنزهات الطبيعية أصبحت من المناطق السياحية المتميزة.
تقع المنطقة بقرب خط الطول 30-41 وخط العرض 33-37، وتبلغ مساحتها 188232 كيلا مربعا، تشمل معظمها خدمات الرق والكهرباء.
وترتفع مدينة حائل عن سطح البحر بخوالي 915 مترا، وتشتهر باعتدال الجو ونقاء الهواء.
وقد عرفت منذ زمن بعيد بكرم أهلها وحسن أخلاقهم وأريحيتهم وسجاياهم الطيبة. وأكثر ما اشتهروا به هو البذل والكرم، وهذا مبسوط في كتب التاريخ وسير أهل المنطقة منذ القدم.
والمباني في حائل كانت تشيد قديما من الطين، وفي حائل المدينة، كما في بعض المراكز، كقفار، قلاع طينية أثرية. على أن بعض مراكز الاستقرار القديمة في المنطقة، كالحائط وبقعاء، كانت تعتمد في مبانيها على الحجارة، أما الآن فشمل حائل وكثيرا من قراها العمران الحديث.
وعرفت المنطقة الزراعة منذ عهد بعيد، وكانت تتم بالطرق البدائية بواسطة السواني- جمع سانية- وهي الإبل. وكان الحرث والحصاد يتم بطريقة تقليدية أيضا. وقد تغيرت الزراعة تغيرا جذريا في عصرنا الحلي وشملها التطور الحديث بعد إنشاء البنك الزراعي لتقديم المساعدات والقروض وقيام وزارة الزراعة بتوزيع الأراضي البور على المزارعين.
تشتهر حائل بتعدد الأماكن السياحية والأثرية فيها بشكل فريد، وتتوزع على أنحاء المنطقة وهذا ما يعطيها خصوصية مميزة بوصفها منطقة سياحية ثرية بعوامل الجذب السياحي المهمة.
لقد كثفت جميع الجهات الرسمية ذات العلاقة، وخصوصا البلدية، جهودها لكي تظهر المنطقة بالمظهر السياحي اللائق. فاستحدثت الحدائق والمتنزهات والمساحات الخضراء، ومن أبرز المتنزهات متنزه الأمير سلطان الحضاري الذي خصص جزء منه للعوائل والجزء الآخر للشباب، واحتوى على الألعاب والمسطحات الخضراء و النوافير وشلالات المياه. وهناك أيضا متنزه بحيرة السمراء والحديقة الأولى والزبارة وسماح بالإضافة إلى مرفق سياحي ترفيهي جديد في أعالي الجبال شرقي المدينة الذي يجري إعداد الطريق المؤدي إليه عبر الجبال، وهو يمكن الزائر من رؤية حائل كلها من أعلى.
وكذلك ساهم رجال الأعمال من خلال القطاع الخاص في المشروعات السياحية، فإلى جانب قرية مشار السياحية، التي تكاملت بها المنشآت الترفيهية والفندقية والاستراحات الطبيعية وصالة الاحتفالات والمسرح المكشوف وملعب كرة القدم والمسابح والمدينة الترفيهية للعائلات والشباب، هناك أيضا ملاهي عطا الله التي افتتحت مؤخرا بمساحة 30000م2، وبتكلفة 37 مليون ريال، وتشمل العديد من الألعاب المسلية للصغار والكبار، وكذلك حديقة الغابة التي تقدر مساحتها بـ 52000م2 وتشمل العديد من الحيوانات الأليفة والمفترسة والزواحف والطيور وغيرها. إضافة المطاعم وبحيرة الدلافين البهلوانية. أما أشهر مناطق حائل فهي على النحو التالي :
وادي مشار
يتميز هذا الوادي بطبيعته الجميلة حيث الجبال وتربة الوادي النظيفة وكثرة أشجار الطلح
عقدة
قرية صغيرة تقع وسط تحصين جبلي ضمن سلسلة جبال أجا وتشتهر بكثرة الشعاب التي تكون واديا ينحدر شرقا باتجاه حائل، ويوجد بها سدان لحجز مياه السيل.
توارن
يبعد 55 كيلا عن حائل وهو واد طويل متعرج محاط بجبال عالية تعتبر من المناطق الأثرية المشهورة ويوجد به القصر الأصفر وقصر حاتم الطائي
نقبين
قرية صغيرة ذات مزارع محدودة على جنبات واد طولي محاط بجبال علية ينتهي بسد مائي وبجواره أماكن للتنزه.
الرصف والسلف
يبعدان عن حائل 18 كيلا وأقيم فيهما سد مائي. وهما موقعان متقاربان بينهما مساقط مياه وشعاب متفرقة.
جو
ضمن جبل أجا، يبعد عن حائل 30 كيلا، وهو من الأماكن المشهورة.
الآثار
يوجد في المنطقة عدد من النقوش والكتابات القديمة التي تدل على الحضارات الغابرة وآثارها.
ومما يميز المنطقة وقوعها على الطريق إلى أرض الرافدين وبلاد الشام بحيث أصبحت همزة وصل وممرا ومستراحا للجيوش منذ أيام الفينيقيين و التدمريين، وتبقى الرسومات الأثرية والنقوش دليلا وشاهادا على آثار الأقوام القدماء ومن سكن هذه المنطقة من الأمم البائدة في زمن عاد وثمود وهذه النقوش توجد على واجهات صخور الجبال في ياطب، وجانين، والمليحية، وجبة، والشملي، وغيرها. وتنسب بعض أسماء البلدان في المصنفات القديمة إلى العماليق مثل فدك (الحائط) التي كانت معروفة أيام البابليين، وسميراء، وزرود، وفيد.
وتبرز أهمية المنطقة أيضا في أنها كانت ممرا للجيوش الإسلامية إلى أرض العراق وفارس، ومعبرا لهجرات القبائل منذ أقدم الأزمان. وفي طرفها الشرقي توجد محطات طريق الحج المكي الكوفي الذي أصبح يعرف في عهد العباسيين باسم درب زبيدة. ومن أشهر المواقع في هذا الدرب (الحاجر) في جنوب شرق حائل، ثم سميراء، وتوز، وفيد، والأجفر، والخزيمية المجاشعية (زرود)، والثعلبية (البدع وخضراء).
ولكم تحياتي...
رحــــال...