الكُلّ يحلُم بما تُملي عليهِ غرآئِزِه بالأهواء
فالنّفسُ أمّارةٌ بِسوءِ الإغوآء
ولكن لِتتمعّن أيُّها القارئ في طموح حلُمٍ ورُؤيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
هي تِلك المدينة الخاليةُ بين أفرادها من الشحناء
يتجمّعُ بين أزِقّتِها الفقراء والغرباء
يأتيهِم رزِقِهم من حيثُ لا يحتسِبون الولاء
أمّا: أغنيائها يبحثون عنِ محتاج, وابنُ سبيلٍ ليتِمّ بِهمُ العطاء
يؤازرون المساكين و الضُّعفاء
يٌواسون المرضى والـتُّعساء
لا غِلاً ولا كُرهاً ولا بغضاء
لا حِقداً ولا نِفاقاً الكُلُّ سواء
فينعموا جميعاً بِطيبِ المحبّة و الإخاء
يُعلِّمُ القائلُ منهُم العُلماء
فيأبى إلا أن يتعلّمَ منهُ الحُكماء
هي مدينةٌ لا يعرِفُ أهلُها الخُبث ولا الدهاء
بالذِّكر هم دائماً نُـشطاء
تعلوا مُحيّاهم ابتسامة الظُّرفاء
يأتيها زائرها التّائه في نورٍ أو ظلماء
ضيفاً في ليلٍ أو صبحاء
فيجِد مُضيفه بانتظاره حامِلاً رايةً خضراء
مستقبِلاً إيّاهُ بِسِعة صدرٍ وبهاء
ويُكرّمُ الضّيف بِجودٍ وسخاء
يقولُ له مُضيفه اطلُب و لك ما تشاء
فكأنّما هو بِدارِهِ في دارِِ كُرماء
يوماً أم ثلاثٍ من شهرٍ ودهراء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِها شاطئٌ لا يذرِفُ فيهِ الدّامِعون العبراء
بل يأخُذَ مِنهُم همّاً وحُزناً وجفاء
لِيمُدَّهُمْ ويعطيهم الرّاحة والطّمأنينة و الهناء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأيُّ مدينةٍ أحلُم بِها أيُّها العُقلاء
أين نحنُ من بشرٍ كــهــؤلاء
دعونا نتأمّل هذا العيش بلا رعناء
ونبني لأنفِسِنا مُدُنُ الأوفياء
الصّادِقون الصّابِرون الأنقياء
ونُحسِنُ النَّوايا لِبارئ الأبرياء
هُمْ يحمدون الله على نِعمةٍ في دُنياء
فيطلبون ربّ البيتِ والي الأولياء
بأن يُديم عليهم نِعمة النُّعَماء
ويصلّون على نبيِّهم صُبحاً ومساء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
فليعلم أخي القارئ وكلّ الأعضاء
بأنّ شِعري ونثري لكَ نُصحٌ لتُصْْلِحَ الأخطاء
وأصلّي وأسلِّم على أشرف الشُّرفاء
سيّد الخلق محمّدٍ أطهرِ الطُّهراء
وسلام ٌ عليكم ورحمة من بيدهِ العلا.ء
.. خاتمةٌ طيِّبةٌ بِها إهداء....
مِن ( أبو عدنان ) ِلمتذوّقوا شِعر الحالِمون الخُجلاء....