د. الرشيد محذراً في محاضرة بالشرقية:
اخطاء قاتلة تفشل الخطط التسويقية للشركات
منى باوزير (الدمام)
دعا د. صالح بن سليمان الرشيد الشركات والمؤسسات التجارية الى ضرورة الاستفادة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وما يصاحبها من التطورات المتسارعة في بيئة الاعمال في خلق فرص كثيرة وجديدة، وضرب امثلة للعديد من الشركات الناجحة التي استطاعت ان تفرض حضورها على المجتمع وتثبت قدمها بقوة في مجال الاعمال التجارية مشيرا الى ان مدينة دبي تعد من اروع الامثلة في استغلال الفرص خاصة في مجال السياحة.. واضاف ان كافة الشركات والمؤسسات بحاجة ماسة الى تحقيق اقصى استفادة من التكنولوجيا والحرص على استثمار وسائل التكنولوجيا في الترويج لمنتجاتها.
وطالب د. صالح الرشيد استاذ الاعلام والتسويق المساعد في جامعة الملك فيصل بالدمام في المحاضرة التي نظمها مركز التدريب بالغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية مساء الثلاثاء الماضي بعنوان «الانتحار التسويقي» الجامعات ووسائل الاعلام بتعزيز ادوارهما في خلق وعي لدى المجتمع بأهمية دور المسوقين داخل الشركة مؤكدا على ضرورة اعادة الاهمية للتسويق وواصل حديثه قائلا: كثير من المنظمات لا تقدر التسويق الامثل على الرغم من الدور الذي يحتله في مسألة انجاح المؤسسات التجارية، وألقى باللوم على المصانع ومؤسسات القطاع الخاص لعزوفها عن التواصل مع الجامعات فيما يتعلق بضرورة اخذ استشارات تهيئ الفرص لانجاح تلك المنشآت بصورة أكبر.
وحول المكانة التي يحتلها التسويق في عالم الاعمال التجارية قال د. الرشيد ان التسويق هو سر النجاح والفشل في عالم الاعمال.. وهو القلب بالنسبة لكل مؤسسة سلعية كانت أو خدمية.. واضاف قائلا: التسويق هو روح المنظمة والقلب النابض للمنظمة.. وتساءل قائلا: مجتمعاتنا العربية لا تعي دور السوق في اضفاء سمة النجاح على الشركات وفي المقابل فان المجتمعات الغربية تضع للتسويق اهميته ومكانته.
وعزا د. صالح الرشيد التحديات التي تواجه المسوقين الى عدة عوامل من اهمها كثرة البدائل المتاحة في السوق، اذ اصبحت البدائل المتاحة في السوق لا حصر لها، وارتفاع حدة المنافسة بين الشركات، علاوة على تدخل التكنولوجيا في بيئة التسويق ومنحها ابعادا ومساحات جديدة.
ودعا الى ضرورة تكوين وعي ثقافي ازاء مهام التسويق في الشركات والمؤسسات، والعمل على ايجاد ثقافة الاهتمام بالعميل والاهتمام بتصميم وتنفيذ نظام فعال للرقابة الادارية على النشاط التسويقي.
وابان ان كثيرا من الخطط التسويقية التي تقوم بوضعها الشركات تواجه المصير الحتمي للفشل نتيجة لوجودها في ابراج عاجية، وبعدها عن الممارسة والواقع الفعلي قائلا انه لا يمكن ان تنجح اي شركة في السوق دون خطة تسويقية مرنة ومطبقة على ارض الواقع.
وتناول د. صالح الرشيد الاخطاء الاكثر شيوعا في عالم التسويق لافتا الى ان من ابرزها: عدم التوجه الى فهم احتياجات ومطالب العملاء، واغفال مسألة الاهتمام بالعميل داعيا الى ضرورة النظر الى العميل الوقوف على مطالبه والعمل على تلبية احتياجاته.
ومن ضمن الاخطاء التي اشار اليها في محاضرته عدم معرفة الاحتياجات الفعلية للعميل المستهدف، وافتقاد القدرة على معرفة المنافسين ومعرفة مقومات نجاحهم، وعدم ادارة علاقات فعالة مع الموظفين مطالبا بالتركيز على الموظف، والعمل على ايجاد روح التحفيز، وخلق مشاعر الرضا لدى العاملين في المؤسسات.
وقال ان من ابرز الاخطاء القاتلة في عالم الاعمال التجارية افتقاد التنظيم الكفء والفعال، وضعف المجهودات المبذولة في بناء وادارة العلامة، وعدم السعي لتطوير علاقات فعالة وايجابية بين قسم التسويق والاقسام الاخرى في الشركة، وافتقاد سمة الترويج الفعال، اضافة الى ضآلة الاهتمام بالتطوير المستمر لسياسة التوزيع، وعدم تناسق وتكامل عناصر المزيج التسويقي، وعدم الاهتمام بتقديم افكار جديدة.
ودعا د. الرشيد الى ضرورة توفير بيئات ملائمة تسمح للافكار الابداعية بالظهور لنقل الشركات التجارية الى مسارات من النجاح والتألق في العمل.. كما طالب القائمين على الشركات والمؤسسات التجارية بالاهتمام بتنمية وتطوير مهارات وقدرات العاملين في قسم التسويق، وتنظيم برامج لخلق الحماس، والتحفيز، والتدريب لدى المسوقين .
وقال ان من الاخطاء التي تقع في ميدان التسويق عدم اختيار التوقيت المناسب في طرح السلعة، وعدم تحري المصداقية في التعامل مع العميل مطالبا الشركات بتوفير الصدق في المعلومة، والحرص على مستوى جودة الخدمة التي يقدمها، قائلا: انه لا يمكن بأي حال من الاحوال خداع العميل طوال الوقت.
وفي ختام المحاضرة تم فتح باب المداخلات والاسئلة من الحضور رجالا ونساء، ورداً على سؤال حول عدم وضوح دور المرأة في مضمار التسويق قال ان نجاح المرأة في مجال التسويق والبيع مرتهن بمدى احترافها واحتشامها وبصورة لا تخالف المعتقدات والقيم الشرعية منوها ان الضغوط البيئية والظروف الاجتماعية التي تواجهها المرأة لاسيما من جانب اسرتها تمثل سببا رئيسيا لغياب المرأة عن هذا المجال.