بسم الله الرحمن الرحيم
المدير .. ( الكرسي لا يطير ) .. !!
المدير .. همه الكرسي لا يطير .. حتى لو في الأمر الخطير .. يحبه .. يهواه .. يتمناه لأنه جزء من حياته مادياً ( بنزين و إنتداب و خارج دوام وسيارة ) معنوياً ( مكتب كبير و سفريات و إجتماعات و السلطة المطلقة ) ..!!
فتحت الباب ذات مره وإذا بالمدير جالساً على كرسيه كأنه طاووساً يتمخطرُ غروراً وكبرياءً .. فنظر إلي بنصف عين ومن أعلى نظارته وقال : خير أيش عندك ؟!! كأنني أطلبُ منه زكاةً أو صدقةً أو إحساناً .. !! فقلتُ له : فقط معاملات ونريد توقيعك الكريم .. !! فمسك القلم بإطراف أصابعه وألصق ظهرهُ بكرسيه ومد يده ليوقع على المعاملات .. ليقول لنا أنا القائد .. الماجد .. السائد .. وغيري أصفاراً .. صغاراً .. لا شي .. !! فقلتُ في نفسي : الله يرحم زمان يوم كان موظفاً عادياً يجلسُ معنا ويتحدثُ إلينا .. وبعد أن أصبح مديراً وجلس على الكرسي .. كشّر عن أنيابه .. وأحب كرسيه كأنه مخلداً به إلى الأبد .. !!
تمنيت أن أكون مديراً للحظةً واحدة .. لا لأني أحب التسلط لا والله .. ولكني أريد أن أعرف هل الجلوس على كرسي المدير يغير الجالس عليه ؟ وهل تتغير نفسيته بمجرد الجلوس ؟
حاولت مرةً في غياب المدير أن أجلس على هذا الكرسي .. ولكن لم أجد في نفسي أي تغير يذكر .. فحاولت الإلتصاق به بقوة أيضاً لا يوجد تأثير .. !! ياليت أحد المدراء يجيبني ما هو السر في هذا الكرسي ؟!
لسان حال بعض مدرائنا يقول :
( اللهم أني أسألك كرسياً لا يدور .. ومنصباً لا يبور .. وتسلطاً لا ينتهي .. اللهم أني أسألك زيادةً في البنزين .. وكثرةً في إنتداب .. وخارج دوام لا ينقضي .. اللهم أني أسألك كرسياً لا يطير .. حتى لو في الأمر الخطير .. اللهم حبب إلي الإدارة والكرسي وحببها فيني .. اللهم من أراد إدارتي وكرسيي بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميراً عليه .. اللهم أني أسألك مسألة المدراء الجالسين على كراسيهم أن تلصق ظهري به مدى الدهر وأبد الآبدين .. اللهم أني مديرٌ بجهدي وبعرقي فأدم علي إدارتي ومنصبي ) ..
تحياتي لكم
إداري