الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلآم على أطهر الطّاهرين وسيّد الغرّ المحجّلين
إخوتي البريديين / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نعلم بأنّ الإرهاب: هو استخدام غير مشروع للعنف أو تهديد باستخدامه ببواعث غير مشروعة، يهدف أساساً إلى بث الرعب بين الناس، ، سواء أقامت به دولة أم مجموعة أم فرد ، وذلك لتحقيق مصالح غير مشروعة،
وهو بهذا انتهاك للقواعد الأساسية للسلوك الإنساني، ومنافٍ للشرائع السماوية والشرعية الإنسانيّة لما فيه من تجاوز على حقوق الإنسان. وتشير ظاهرة انتشار الإرهاب في العالم إلى أزمة فكرية تعيشها المجتمعات المختلفة، التي ترتبط بفلسفة العنف في تحقيق أهدافها، ويُعبر تفشي أعمال العنف على الصعيد الدولي عن إشكالية سياسية تتعلق بطبيعة العلاقات الدولية المستندة إلى تحكم الدول القوية عسكرياً في مصالح الدول الأضعف.
ومن ما نستنبطه من كلمة الإرهاب بمعناها الأساسي هو الرهبة والرّعب والدليل على أصل المعنى بالرّهبة في قول العزيز الحكيم : ( وإياي فارهبون ) أي خافوني , وقال تعالى ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) أي طمعا وخوفا ,
وقال ابن جرير : حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) أي من الرُعب وهذا التفسير للرَّهب بالرعب يدل على أن الرعب مرادف للرّهب وأن معناهما الخوف الشديد يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم : (نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أي بالخوف . وهذا نموذج مختصر لبيان معنى الإرهاب في لغة العرب
1- الإرهاب هو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة .
2- الإرهاب يكمن في تخويف الناس بمساعدة أعمال العنف .
3- الإرهاب هو الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة .
4- الإرهاب عمل بربري شنيع وهو عمل يخالف الأخلاق الاجتماعية ويشكل اغتصابا لكرامة الإنسان .
ويسيل لك الّلعاب أيها الأب/
عندما تتمكّن من السُّلطة الهمجيّة على أبنك بالضّرب العشوائي أو تهديده بمايُرضي قرارة نفسك فإنه بذلك خاف منك وجعلت منه ساذّج ( ومعقّد ) فهذا إرهاب........لأنّك أدخلت في قلبه الرعب
وأنت يامسؤول يسيل لك الّلعاب /
كلّما بطشت في ضلم موظّف برعونه واستهتار وعنجهيّة عوجاء فهذا يسمّى إرهاب .......... لأنّك أدخلت في قلبه الرعب
وأنت يارئيس القسم يسيل لك الّلعاب /
عندما يخونك العدل والمسآواة بين موظفيك بالظغط على البعض وترك البعض , لأنّ الموظف الغير مرتاح نفسياً من ظغط العمل وزاد عليه عملاً آخر فقد أرعبته وهذا يسمّى إرهاب ........لأنّك أدخلت في قلبه الرعب
ومع ذلك إذا قمت بتحليل هذه التعريفات المذكورة لتتمكن من تحليلها بغرض تحديد درجة دقتها وقياس مدى إمكانية الاعتماد عليها في عملية وصف وضبط وتحديد ما يمكن تسميته بالعمل الإرهابي أدركت أن كلاً منها لا يكفي لبيان مفهوم الإرهاب بياناً جلياً واضحاً تتوفر فيه شرط التعريف والحد لأن كلاً منها إما جامع غير مانع وإما مانع غير جامع وإما ليس جامعا ولا مانعا وهذا الاختلاف في تعريف الإرهاب راجع لاختلاف أذواق العقليّات ومصالحها وأيديولوجياتها فكل عقليّة تفسر الإرهاب بما يلائم سياستها ومصالحها سواء وافق المعنى الصحيح أم لا.
اللهم آمنّا في أوطاننا واحفظ بلادنا واحمنا من مداخل الكفر والشّرك والفتنة والعصيان واحفظ وليّ أمرنا ودلّه على الخير ليعمل به واصرف عنه الشّر ليجتنبه آمين ياربّ العالمين.