اخي الفاضل ابو عبد الرحمن
لك منا كل الشكر والتقدير على طرح هذا العرض الرائع والمفيد والهام
فمن اراد الفائده والنجاح والفلاح في الدنيا والأخرة فيلتزم بالقيام بعملة على اكمل وجه وان يستغل كل دقيقة من ساعات العمل من اجل العمل وبكل جدية ....
و لإهمية الوقت القصوى فقد اقسم الله سبحانه وتعالى بعناصر الزمن وان هذا القسم الإلهي وتكراره في مواضع عديدة يشير إلى الأهمية التي أولاها الله تعالى له من اجل أن يقف الإنسان المسلم على هذه الحقيقة، فيتأمل حركة الزمن بدقة ويستثمر الوقت بجدية
(والعصر أن الإنسان لفي خسر)
فلا أُقسم بالخُنس* الجوار الكنَّس والليل إذا عسعس* والصبح إذا تنفس* انه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين)
وما أجمل ما قرأت عن قيمة الوقت لمالك بن نبي في كتابه «شروط النهضة» حيث يعتبر الوقت من العناصر الأساسية في بناء الحضارة إضافة إلى عنصري الإنسان والتراب فيقول:
الزمن نهر قديم يَعبر العالم منذ الأزل ولكنه صامت، حتى إننا ننساه احياناً، وتنسى الحضارات، في ساعات الغفلة أو نشوة الحظ قيمته التي لا تعوّض. ومع ذلك ففي ساعات الخطر في التاريخ، تمتزج قيمة الزمن بغريزة المحافظة على البقاء، إذا استيقظت، ففي هذه الساعات التي تحدث فيها انتفاضات الشعوب لا يقوّم الوقت بالمال كما ينتفي عنه معنى العدم، انه يصبح جوهر الحياة الذي لا يقدّر. وبتحديد فكرة الزمن، يتحدد معنى التأثير والإنتاج، وهو معنى الحياة الحاضرة التي ينقصنا.. هذا المعنى الذي لم نكسبه بعد، هو مفهوم الزمن الداخل في تكوين الفكرة والنشاط في تكوين المعاني والأشياء.
وقد اجاد من قام بأعداد العرض سواء بالمضمون اوالأيجاز والعرض الجميل ...
نسأل الله العلي القدير ان يوفقنا جميعا لما يحبة ويرضاه
والله يحفظكم ويرعاكم