لقاء مع سعادة الدكتور/ علي بن أحمد السبتي
عبر منتدى البريد السعودي
في هذه الليلة المباركة يسرنا أخواني أعضاء وزوار منتديات البريد السعودي أن نلتقي بسعادة الدكتور / علي بن أحمد السبتي مستشار مؤسسة البريد السعودي فباسمكم جميعا نرحب بسعادته أجمل ترحيب ونشكره مقدما على إتاحة هذه الفرصة الطيبة وتخصيص جزء من وقته الثمين للقاء به عبر منتديات البريد السعودي
ماذا نجد أولا في بطاقتكم الشخصية سعادة الدكتور؟
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بداية أسطر إعجابي بهذا المنتدى والذي لا يزال الطريق أمامه طويلاً وشاقاً، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة…وقد قطع المشرفون عليه العديد من الخطوات نحو النجاح فبالتوفيق إن شاء الله للقائمين عليه، وهم قادرون على تجاوز الصعوبات والعقبات (ولا بد دون الشهد من إبر النحل).
أما بطاقتي الشخصية فلا تحمل شيئاً مختلفاً عن بطاقات الآخرين، بها الاسم: علي بن أحمد سبتي الغامدي، وبها العمر: يعرفه فقط زوجاتي، أما الآخرين فأقول لهم:
عمري بروحي لا بعدّ السنين ......... فلأسخرن غدا من السبعين
عمري إلى الخمسين يمشي مسرعا ...........والروح ثابتة على العشرين
أما مكان ولادتي: ففي قرية الحصن بمحافظة بالجرشي ببلاد غامد ولا أعرف عن قريتي سوى شهادة الميلاد التي أنقلها معي في كل مكان، ولا يربطني بها أي ذكريات للطفولة، ولا أجد لها مكاناً في ملف ذكرياتي، وأقول لها :
جعلك الله في القلب لي عدةً............لأنك في اليد لا تجـــعل
وقد تنقلت للدراسة وللعمل ما بين مدينتي الدمام بالمنطقة الشرقية والرياض و جدة مما جعلني أعشق كل شبر من أرض وطني الحبيب:
وكل مكان ينبت العز طيب .........وكل امرئ يولي الجميل محبب
ما هي خلفية سعادتكم العلمية؟
جـ: الحمد لله على توفيقه، فقد كنت متميزاً خلال مراحل تعليمي العام والجامعي، بل كنت من المتفوقين والأوائل في كافة المراحل ، ففي المرحلة الثانوية: حصلت على المركز الثاني على مستوى المملكة، ثم استمر التفوق في كافة مراحل دراساتي العليا، فأنا أحمل بكالوريوس علوم إدارية من جامعة الملك عبد العزيز، وماجستير إدارة صحية ومستشفيات من جامعة الملك سعود ، وماجستير إدارة أعمال من جامعة كولومبوس الأمريكية، ودكتوراه نظم معلومات إدارية من جامعة برينتويك بلندن، بالإضافة إلى حصولي على العديد من الشهادات التدريبية (كمدرب معتمد) من معهد فرانكلين الألماني، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية في مجالات: التخطيط الإستراتيجي، ثقافة المنظمات، تقييم الأداء والحوافز، إدارة الوقت، إدارة الاجتماعات … والعديد من البرامج الأخرى بالإضافة إلى عضويتي في العديد من الجمعيات المتخصصة الداخلية و الخارجية .
ما هي أسباب النجاح الإداري و الفشل الإداري من وجهة نظركم ؟
جـ : لا بد أن نعلم أنه ليس هناك أحد من المدراء أو المسئولين يخطط للفشل، بل الجميع يبحث عن النجاح و لكن قد يخطئ طريق النجاح ضمن إطار الأدوار المتعددة. و قد أوضح (سيرجيو فاني ) الخطوط العريضة للنجاح ، ومنها : تحقيق الأهداف من خلال رؤية مستقبلية واضحة و مكتوبة يشارك الجميع من كافة المستويات في تنفيذها، ومن الأسباب التي ذكرها المحافظة على الانسجام بين المستويات الإدارية المختلفة و وضع نظام جيد و متمكن و عادل للحوافز. و أكد (سيرجيو فاني ) على ضرورة الوضوح و الشفافية من قبل الإدارة العليا في التعامل مع كافة المستويات الإدارية ، و أضاف لأسباب النجاح القيام بكافة الوظائف الإدارية المتعارف عليها على الوجه الأكمل ، و أخيرا يؤكد على عنصر النمذجة بمعنى أن يكون المسئول نموذجا و قدوة للآخرين يحتذى به فيما تهدف إليه المنظمة .
أما أسباب الفشل ، و من واقع المعايشة و الاحتكاك المباشر ببيئات العمل المختلفة ، فإنها تتمثل بالآتي :
1 - الفشل في التخطيط و عدم التركيز في التنفيذ .
2 – الفشل في المرونة وعدم القدرة على التجاوب مع سرعة المتغيرات و متطلبات السوق و معرفة احتياجات العملاء الداخليين (الموظفون) و الخارجيين .
3 – عدم قبول النصيحة و رفض الرأي الآخر: و الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها. إن عدم سماع النصيحة و السماع بأذن واحدة والنظر بعين واحدة يعني بداية السير في طريق الفشل .
4 – الفشل في إرضاء الموظفين قدر الإمكان .
5 – المبالغة في تقدير الإيرادات و عدم القدرة على ضبط المصروفات .
6 – الفشل في التعرف على السوق المستهدف و بالتالي الفشل في تحديد معالم الحملة التسويقية .
7 - الفشل في إدراك أهمية العمل الفريقي الجمعي المستمر .
8 – التركيز على النتائج و المخرجات الآنية و الوقتية مع غياب الخطة الإستراتيجية المتكاملة .
ما ذكرته هو بعض الأسباب و إلا فإن هناك العديد منها لا يتسع المجال لذكرها.
التدريب له أهميته في تحسين الأداء الوظيفي، كيف تنظرون له و ما مدى احتياج الموظفين له ؟
بعض المنظمات مصابة بمناعة و حصانة ، مناعة ضد الموت ، و حصانة ضد التطور ، و لن يخرجها من مأزقها إلا التدريب ، التدريب الذي يهيم بالمحتوى و المضمون .و تكمن أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية إلى القدرة على معرفة مشاكل العمل و مواطن الخلل و القصور في أداء الموظفين و القدرة على حلها من خلال التدريب و هو ما يعرف بالقابلية للتدريب . ويعتمد نجاح التدريب على الفلسفة الأساسية و المنهج المطبق و هناك مدخلان أساسيان للتدريب هما: إحداث التوازن بين العرض و الطلب على الموارد البشرية ، و المدخل الآخر هو تحسين الأداء التنظيمي. و الأهم هو أن تكون الإدارة العليا داعمة للتدريب و برامجه لا أن يكون الغرض منه إنفاق ميزانيته قبل نهاية العام المالي أو تنفق ميزانيته على برامج السفر و السياحة و المجاملات الشخصية . نقطة أخرى مهمة هي أنه لن تنجح أي منظمة في التعامل مع معطيات التدريب مالم يكن لديها تقييم سنوي للأداء الوظيفي للموظفين و وجود وصف وظيفي لكل وظيفة حتى تتمكن المنظمة من معرفة نقاط الضعف و القوة من خلال مطابقة ما هو مطلوب(الوصف الوظيفي) مع العمل المنجز للموظف (تقييم الأداء) .
في ظل المنافسة الشرسة الكل يتطلع إلى رفع الجودة في المنتج و الخدمة ، كيف تنظرون إلى مفهوم إدارة الجودة الشاملة و تطبيقاتها و مدى مردودها على الخدمة و العملاء ؟
لم تعد الجودة ، و في ضل المتغيرات المعاصرة من تكنولوجيا و عولمة و تغير في مبادئ العمل و تداخل المستويات الإدارية المختلفة و المتشعبة ، مسئولية فرد واحد أو مسئولية الإدارة العليا . بل إن القيادة و المشاركة و القياس (المعايير) هي عناصر الجودة و النجاح ، و بالتالي فإن هناك وقت ضائع و جهد مهدر و مال منفق دون مبرر إذا لم يتفق المدراء التنفيذيين و العاملين على تحقيق الجودة . إن سر الاهتمام بالجودة يعود إلى كلمة (المنافسة) ، و المنافسة تعني احترام المستهلك و إرضائه ، حرية الاختيار و تفاعل قوى السوق و التنافس من أجل التميز في السوق : سعرا و جودة . و الجودة بمفهومها الشامل تعني – كما قال مدير سيمنس : ( أن يعود إلينا عملاؤنا و لا تعود لنا منتجاتنا ) .
نخلص من هذا أن من أهداف إدارة الجودة : زيادة القدرة التنافسية للمنظمة و زيادة كفاءتها في إرضاء العملاء و التفوق على المنافسين ، كما أنها تهدف إلى زيادة الإنتاجية لكل عنصر في المنظمة مع زيادة الربحية . إذا لم يعد مفهوم الجودة مفهوما عقليا فقط بل أصبح مفهوما عقليا و عاطفيا يعيشه كل فرد ينتمي إلى المنظمة من الإدارة العليا إلى أقل المستويات الإدارية بها .
التخطيط الاستراتيجي ، ما هو تعريفه و ما مدى الحاجة إليه في المنظمات و المؤسسات ؟!
يعتبر التخطيط الاستراتيجي من أكثر الظواهر الإدارية وضوحا و أقلها إدراكا .. و الكثير من المنظرين الذين يتحدثون عن التخطيط الاستراتيجي يصل كلامهم إلى قلوبنا و لكنه لا يصل إلى عقولنا . إننا نعيش في عالم طابعه السرعة و التحديات ، و التخطيط هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذه التحديات و مجابهة المشاكل الناجمة عن سرعة التغيير و ارتفاع وتيرته و الاستعداد لمواجهة الضغوطات الحالية الواقعة على كافة المنظمات نتيجة العولمة .
إن جوهر التخطيط الاستراتيجي يدور حول الإجابة عن التساؤلات التالية : من نحن (المهمة) ؟ أين نحن الآن (تقييم الوضع الحالي) ؟ إلى أين نريد الوصول (الرؤية المستقبلية) ؟ و كيف نريد الوصول إلى حيث نريد (الأهداف) ؟ و لا يمكن لأي منظمة أن تنجح دون وجود خطة استراتيجيه متكاملة و فاعلة ، و عندما يوجد مثل هذه الخطة فإن الفوائد المتوقعة كثيرة جدا ، منها :
1. تركيز جهود العاملين وموارد المنظمة بما يحقق أعلى مستويات التشغيل بكل كفاءة وفاعلية .
2. بناء فريق عمل جيد من كافة المستويات الإدارية (العليا – المتوسطة - الدنيا) .
3. ضمان مشاركة الجميع من كافة المستويات من خلال تعريفهم بخطط المنظمة .
4. التعريف بأهداف المنظمة و التأكد من أنها تتفق مع رسالة المنظمة .
5. منح الإحساس للمشاركين في تنفيذ الخطة الإستراتيجية بأنها منهم و إليهم و تعزيز الشعور بالملكية .
6. الحصول على إجماع العاملين و رضاهم و ضمان أقصى الجهود للمشاركة في إعداد و تنفيذ الخطة الاستراتيجيه و بالتالي تقل درجة مقاومة التغيير .
7. و جود خطة استراتيجيه يساهم في تحسين سمعة المنظمة و تقديم أعلى مستويات الجودة لتقديم خدمة أفضل للعملاء و المستفيدين من داخل المنظمة و خارجها .
ما هو رأيكم في الشفافية و الوضوح في التعامل الإداري ؟
أولا نحن أمة مسلمة واضحة الأهداف ، لا تعمل في الظلام على طريقة خفافيش الليل ، علاقاتنا مع الآخرين قائمة على الوضوح و الشفافية في كل شئون حياتنا ، و في الإدارة لا يمكن للأفراد أن يعيشوا في بيئة عمل كل ما يدار فيها يحاط بالسرية التامة ! و أعتقد أن من واجب المدير أو المسئول أن ينظم لقاءات دورية مع الأفراد العاملين يوضح لهم ما هو الجديد في مشاريع المنظمة ؟ ما هو الجديد فيما يتعلق بسياسات المنظمة ؟ و ما هو المطلوب إنجازه و تحقيقه ؟ و ما إلى ذلك من المعلومات التي يحتاجها كافة الأفراد في المنظمة ، و في هذا الجو من الوضوح و الشفافية يتحقق تعاون و مشاركة كافة المستويات الإدارية المختلفة في تحقيق أهداف المنظمة و يتم القضاء على التنظيمات الغير رسمية التي تنمو وتترعرع في ضل غياب الوضوح و الشفافية .
ماذا يعني لكم الحافز بشقيه المعنوي و المادي ؟
عندما ينجز أحد موظفيك عملا ما فتبتسم في وجهه أو توجه له كلمة شكر مباشرة ، بدلا من التكشير و تقطيب الحاجبين ، فإنه لا شك يسعد بها و يطير فرحا بسماعها كونها تعني الشيء الكثير ، فهذا حافز معنوي ، أنت عندما تهتم بمن يعملون معك و تهتم بأحاسيسهم و مشاعرهم فأنت تتمثل خلقا إسلاميا عظيما : المعاملة الحسنة و تبسمك في وجه أخيك ، هذا من الحوافز المعنوية ، و في الواقع العملي عرفت بعضا من الموظفين رواتبهم متدنية و يتهيأ لهم العديد من الفرص الوظيفية بمميزات أفضل في مواقع أخرى و مع ذلك يرفضونها لأنهم يشعرون بالمعاملة الحسنة من قبل رئيسهم و لا يريدون التفريط فيما هم فيه من الراحة و الأمان حتى لو خسروا ماديا كما أنهم لا يريدون المغامرة مع رئيس آخر . و لو أننا تساءلنا لماذا هو مرتاح ؟ فالجواب لأن رئيسه يشعره بأهميته و قيمته و أنه موظف ذو مكانه مؤثرة . وقد يظن بعض القادة أو المسئولين أن مثل هذه السلوكيات قد تضر بالعمل و هذا اعتقاد خاطئ و العكس صحيح و الذي يرجع و يقرأ و يحلل مثلث مازلو للاحتياجات فسيجد أن الحاجة إلى تقدير الذات و الاحترام من الضروريات الملحة للإنسان . و أنا هنا لا أنكر أثر الحوافز المادية و لكن أتكلم عن أولويات .
هناك من الموظفين من يحتاج إلى الحافز المادي أكثر من المعنوي ؟ فما هو رأيكم من ناحية إدارية ؟
من الناحية الإدارية كلام صحيح و لكن يدفع هذا الموظف من قيمه و أخلاقه و مبادئه ليفوز بشيء من حطام الدنيا و أؤكد أننا لسنا من الزهاد و لكن القضية هي أولويات ، تراد مالا و حوافز لا تستحقها قدم التنازلات الكثيرة أما إن كان هناك نظام حوافز يعترف بالمتميزين و يقرهم على تميزهم بعيدا عن المحسوبيات و الأغراض الشخصية فستقر عين الجميع بالعدالة و المساواة و المشكلة التي تعاني كثير من المنظمات منها و خاصة في بعض قطاعاتنا الحكومية أن الأداء و التميز لا مكان لهما و أن المحسوبية والقرابة والمصالح المشتركة مقدمة على كل ذلك. إذا فمن الخطأ أن نعتقد أن الموظف يحتاج فقط إلى الحوافز المادية ، و قد لا تملك الصلاحية لتقديم الحافز المادي فلا يبقى أمامك إلا الحافز المعنوي الذي يدوم مفعوله طويلا .
هناك مدير يقابله موظفيه بابتسامة حانية و أسلوب راقي حضاري و هناك من يقدم حوافز مادية مقابل أمور شخصية و مصالح مشتركة و من ناحية أخرى هناك القلة التي تتعامل مع نظام الحوافز بحكمة و آلية مقننه تنصف الجميع و تجعل الأداء و جودته هما المعياران للحوافز .. و الرئيس الذي يقدم الحوافز على أساس مهني لا يعني بأنه يحابي المرؤوس بل يقدمه عن قناعة باستحقاق المرؤوس لذلك الحافز . الحوافز بلا شك لها آثار إيجابية إذا ما وضعت في وضعها الصحيح أو مكانها الصحيح و استخدمت بالطريقة الصحيحة . أما إذا استخدمت لأجل تقريب فلان من الناس و استبعاد فلان من الناس أو الرفع من شأن إدارة ما أو حجبها عن إدارة أخرى لغرض القضاء عليها فهنا لا تسمى حوافز و ليس لها علاقة بالحوافز نهائيا .
من خلال العمل البريدي و على وجه الخصوص، العاملين في الأقسام الميدانية بحاجة إلى الحافز المعنوي و المادي فكثيرا منهم يعاني من فقدان الحوافز بنوعيها باستمرار و كما تعلمون أنهم يقومون بجهد كبير و عطاء, فما هو تعليقكم على ذلك؟
الحقيقة أنه لا يمكن لأحد أن ينكر جهودهم و قد كنتم قريبا منهم و من معاناتهم و وقفت على الشيء الكثير من تلك المعاناة و لعل معالي الرئيس يدرك هذه المعاناة و حجمها و قد أخذ على عاتقه السعي في كل ما من شأنه تحقيق الرفاهية و العدل لكل الموظفين ، أما من جانبي فليس لهم مني إلا الدعاء لهم بالتوفيق و السداد و راحة البال و هذا أقل القليل ، و كما قال الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي :
و ما مُقامِي بأَرضِ نَخلَةٍ ألا ....كمقام المسيح بين اليهود
و الكلمة الطيبة تقوم مقام الحافز المادي و لكن إذا فقدت الكلمة الطيبة و الحافز المادي في وقت واحد فهذه كارثة فقل على المنظمة أو المنشأة السلام ! .
لا خيلَ عندكَ تُهديها ولا مالُ .......فليسعدِ النطق أَن لم يُسعد الحالُ
سعادة المستشار كلمة توجهها للعاملين في كافة القطاعات ؟
في الحقيقة أنا لا أريد أن أوجه كلمة عامة للجميع فلكل قطاع مسئول يرعاه و يهتم به كما الحال في قطاع البريد و مع هذا أريد أن أهمس لإخواني و زملائي في مؤسسة البريد السعودي و أقول لهم أنتم أن شاء الله في يد أمينة و معالي الرئيس ، حقيقة و ليس مجاملة ، يعلم عظم الأمانة على عاتقه و يعلم مدى ثقة المسئولين به فهو لا يدخر جهدا في النهوض بمؤسسة البريد السعودي و الارتقاء بها لتكون في مصاف القطاعات الحكومية الأخرى بل و يسعى إلى نقله إلى العالمية من خلال مشاريعه التي قدمها و سيقدمها ، و كلما هو مطلوب منكم هو قليل من الصبر فستجنون إن شاء الله ثمار ما يبذله و يخطط له معاليه وفي القريب العاجل ولا يخفى عليكم أننا نمر بمرحلة حساسة جدا و حرجة ، مرحلة تغيير و انتقال من حال إلى حال ، البناء فيها صعب جدا ، و حتى نجني ثمرة هذا التغيير و ثمرة هذا البناء فإن المسألة تحتاج إلى وقت فلا تستعجلون ، امنحوا معالي الرئيس الفرصة ، و أنا متأكد إن شاء الله أنكم سوف تجدون مايسركم و يشرح صدوركم وتقر به أعينكم و ما عليكم سوى الصبر و إن أتبعتم الصبر بقليل من الدعاء له بالتوفيق و السداد فجزاكم الله خير الجزاء .
نود من خلال هذا اللقاء سعاة الدكتور أن نعرف شيئا عن هوايتكم المفضلة ؟
لم يكن لي هواية معينه أشعر أنها تسيطر على وقتي و فكري سوى هواية واحدة لا أمارس غيرها ولا أستلذ بسواها و كنت أمارسها منذ الصغر حتى يومنا هذا و هي هواية القراءة. والقراءة المتخصصة في الحقيقة في مجالات الإدارة و التطوير و التنظيم و التدريب تأخذا جزءا كبيرا من وقتي بالإضافة إلى القراءات الأخرى المتنوعة في الشعر و الأدب و معظم وقتي أقضيه في مكتبتي الخاصة بمنزلي و ليس هناك الكثير من الوقت و أنا أبحث عن الدقيقة فضلا عن الساعة و عندما أجدها فلا أسمح لأحد من البشر أن يسلبني تلك اللحظات . و أعتقد أن من يهوى القراءة و الكتب لن يجد الملل إلى نفسه سبيلا .
في بداية اللقاء وأثناء التعريف ببطاقتكم تبين لنا أن لديك أكثر من زوجة، فكيف وجدت التعدد؟
لا أرغب أن أشغل القارئ بموضوع شخصي ولا بأس أن أعرج على بعض المفاهيم من باب التذكير فأقول إن التعدد موضوع ليس خاضعا للقناعات الشخصية إنما هو موضوع دين بالدرجة الأولى لا ينبغي الاعتراض عليه حتى و أن لم يكن موافقا لعواطفنا و أهواءنا و حكم
التعدد هو الندب يثاب فاعله و لا يعاقب تاركه فمن شاء فعله و من شاء تركه و لا إلزام فيه ، هذه واحدة أما النقطة الأخرى فأنا كشخص لا أنصح بالتعدد و هذا موقف شخصي ليس له علاقة بحياتي الزوجية و تجربتي الشخصية الخاصة ومع هذا لا أستطيع أن ألغي حكما وردت فيه نصوص شرعية فالذي خلق الخلق هو أعلم بما يصلحهم و لابد للمعدد أن يراعي أمورا كثيرة منها الإجتماعي و منها السلوكي ومنها الشرعي فلم يعد الأمر مقدرة جسدية و مادية بل الأمر يتعلق بالمساواة و العدل و لن ينجح الشخص ذو الشخصية الضعيفة و المتقلبة الذي لا يقدر القوامة و متطلباتها .... و إذا فقدت القوامة تهدمت الأسر و كان التعدد مأله إلى الفشل . النقطة الأخيرة في هذا الموضوع أنقلها عن أحد المشرفات الإجتماعية في إحدى مدارس الثانوية للبنات تقول أن ما نسبته 95% من الحالات النفسية للطالبات سببها أن الأباء قد جمعوا أكثر من زوجة و أهملوا الزوجات الأول و أهملوا أولادهن مما أدى إلى العديد من الإضطربات النفسية و السلوكية التي تظهر على شكل تصرفات عدوانية بإتجاه الأخرين ، و العاقل من إتعظ بغيره .
من خلال ما قدمناه لسعادتكم من تعريف لأهداف و رسالة منتديات البريد السعودي المتمثلة في إيجاد قنوات تواصل مختلفة بين موظفي البريد و السعي إلى الرفع من أداء الموظفين و تحسين الخدمة المقدمة من خلال الكتابة و التشاور و تعزيز الانتماء و روابط الصداقة ، فما هو رأي سعادتكم بالمنتدى ؟
سعادة الدكتور اثناء تصفحه لمنتديات البريد السعودي
ما ذكرته أخي الفاضل من أهداف سامية ليست بحاجة إلى تعليق وهذا يؤكد أن هناك جهود
طيبة مبذولة و أوقات مسخرة لهذا المنتدى و المهم هو الحفاظ على قواعد الحوار المثمر البناء و على أن لا يكون هدف المنتدى تبني أراء الأشخاص و الدفاع عنها دون مبرر ... وحتى يكون المنتدى مقبولا لابد من الوضوح و الشفافية و الحيادية بعيدا عن المهاترات و أن يكون الحق هو ضالة المنتدى ينشدها أنا وجدها و على المنتدى أن يترفع عن محاكمة النوايا و الأشخاص فهذا ليس من مهامه أبدا .
بوجود المشرف الأستاذ / احمد الدوسري والمشرف الأستاذ / عبد ا لرحمن الحصين و يغيب عنا مدير المنتدى الأستاذ على اللامي وبعض المشرفين الذين لم يتيسر حضورهم فهل لسعادتكم من توجيه للأخوة في إدارة منتدى البريد السعودي لتحسين وتطوير المنتدى ؟
أعتقد أني أقل من أن أوجه كلمة أو نصيحة إلى الإخوة المشرفين، فالشاعر يقول :
أتنشد الماء من بئر معطلة .... أم تنشد الخبز من تنور جيعان
ومع هذا تغرني نفسي فأستجيب لغرتها فأقول لهم أجعلوا عملكم هذا لله و لا تصرفوه للأشخاص حتى يبارك الله في جهودكم و التفوا حول بعضكم و حول أهداف المنتدى وراجعوا أهدافكم من وقت لأخر، ماذا تحقق منها و ما الذي لم يتحقق و لماذا لم يتحقق؟! التواصل فيما بين المشرفين و لو بشكل دوري أمر مهم لتبادل الخبرات و التجارب و بالإمكان الاستعانة بالمتخصصين و المشرفين على المنتديات الأخرى وذلك باستضافة أحد البارزين وفي النهاية فإن التوفيق بيد الله و عليكم العمل و إتقانه و دعوا النتائج للخالق سبحانه و تعالى .
كلمة أخيره يود سعادة الدكتوران يقولها للجميع؟
الحقيقة أني أريد أن أوجه الشكر لكم و للإخوة ممن لم يتمكنوا من الحضور بطريقة متميزة ولا أجد شيئا مميزا يليق بكم و بجهودكم لأن كل الكلمات عاجزة عن الوفاء فليس لي إلا الدعاء لكم بالتوفيق و السداد و أن يبارك فيكم و في جهودكم و أوقاتكم ، والسكوت أبلغ من كل الكلمات و كما قال الشاعر نزار قباني :
لأن حبي لكم فوق مستوى الكلام .... قررت أن أسكت و السلام
ونحن بدورنا لايسعنا الآ أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لسعادتكم على حضوركم وتشريفنا بهذا اللقاء الممتع والمفيد والذي خصيتم به منتديات البريد السعودي فجزآكم الله عنا خير الجزاء والله يحفظكم ويرعاكم .
قام بأعداد هذا اللقاء و الحوار كلاً من ابوسلمان, والقلب الكبير, وصامت عجيب
وقام باخراج اللقاء الرمادي