لكي لا نفشل



د. سليمان التركي
أصبحت مشاريع تقنية المعلومات منتشرة وبشكل كبير في القطاعين الحكومي والخاص، وبدا الإنفاق على تلك المشاريع واضحاً جداً في الميزانية العامة لهما، ولكن لابد من الحذر من الوقوع في أخطاء كثيرة قد تؤدي إلى فشل مشاريع تقنية المعلومات، والتي بالتالي قد تتسبب في فشل المنشأة ككل.
ولنا عبرة بذلك في إحدى الشركات الأمريكية العملاقة، والتي يبلغ رأسمالها خمسة مليارات من الدولارات، حيث اعترف رئيس الشركة عند إعلان إفلاسها بأن السبب الرئيس للإفلاس هو سوء تطبيق نظم تقنية المعلومات. ولكي أُقرِّب وجهة النظر، أذكر بعض الأمثلة المحلية في عدم التخطيط الجيد لمشاريع تقنية المعلومات:

1- إحدى الشركات المحلية المشهورة وقعت عقداً مع خبير بريطاني للإشراف على تطبيق نظام إدارة تخطيط الموارد، وحددت نهاية عقده حتى الانتهاء من المشروع، السؤال الذي أطرحه هنا: هل هذا الخبير الأجنبي الذي يتقاضى راتباً شهرياً أضعاف راتبه الذي يتقاضاه في بلاده عدة مرات وبدون ضرائب، سوف ينهي المشروع بسرعة ويعود إلى بلاده، أم أنه سيتعمد إطالة أمد المشروع لأطول وقت ممكن؟

2- شركة سعودية كبرى تشتري نظام إدارة تخطيط الموارد بقيمة كبيرة جداً. والسبب الحقيقي لذلك المبلغ هو أن هذه الشركة تستطيع أن تدفع هذا المبلغ، فضلاً عن عدم وضوح الرؤية والهدف الرئيس لدى المسئولين عن النظام.

آمل من متخذي القرار في القطاع العام والخاص أن تكون لديهم رؤية وأهداف عامة واضحة لتطبيق تقنية المعلومات وخلال فترة زمنية محددة، وأن لا يكون الهدف الرئيس لهم هو الكسب الإعلامي فقط. ما ذكر آنفاً هو حقيقة عملية لا بد للجميع أن يتفادى الوقوع بها، لأن أنظمة تقنية المعلومات أصبحت هدفاً إستراتيجياً وليس خيارياً نستطيع قبوله أو رفضه.